في تراجم علماء الدين

تتوالى في كتابنا هذا ستة فصول متفكرة تحاور في دأب أن تستعرض الملامح الهادئة في سيرة فقهاء قدر لهم أ، يتولوا تدريس الشريعة الإسلامية في كلية الحقوق، وكان حضور كل منهم طاغيا في الحياة الجامعية حتى إن أكثر من واحد منهم أصبح وكيلا للكلية، وسادسهم اصبحا وزيرا للأوقاف،

هذا كتاب في تاريخ العلم وفي تاريخ الجامعة وفي تاريخ المؤسسات العلمية وقبل هذا فإنه كتاب في تطور تاريخ الفكر الديني في العصر الحديث، نضئ به فكرة التوجه نحو العصرنة في مؤسسة علمية عريقة،

يستعرض هذا الكتاب تاريخ كلية الشريعة منذ نشأتها في 1931 بعد أن أخذ الجامع الأزهر بنظام الكليات الجامعية، وكيف نجحت هذه الكلية وشقيقتاها أصول الدين واللغة العربية في الاستحواذ على مكانة أرفع من مكانة كليات الآداب

يقدم هذا الكتاب سيرة عشرة من علماء الأزهر الذين قدر لكل منهم أن يكون صاحب رسالة أكدت دور الجامع الأزهر والجامعة الأزهرية على حد سواء، والذين يعود إليهم الفضل في كثير من التحقق الإيجابي للمؤسسة الأزهرية في الميادين التي كان لا بد أن تثبت نفسها فيها

نستعرض في هذا الكتاب سير أربعمن الشخصيات التي كانت بمثابة النجوم الهادية في عصر الصحوة الإسلامية التي ارتبطت بوصول الرئيس أنور السادات إلى الحكم وتمكنه من مفاصل السلطة بعد شهور من توليه ،و ظهرت إشاراتها بإعلانه شعاره العلم والإيمان ، وبداية إعلاء كلمة الإسلام في كل ما يتصل بالحياة.

يرصد هذا الكتاب حركة الفكر الأزهري في مجتمع عصر النهضة من خلال مجموعة من قادة الأزهر الذين امتدت إسهاماتهم العقلية إلى ميادين الحياة العامة في السياسة والبرلمان والتعليم والتنمية فضلاً عن العلاقات الخارجية والقضايا العربية والإسلامية.

يدرس هذا الكتاب حياة  16 من العلماء عملوا بالقضاء الشرعي وتولى ستة منهم مسند الإفتاء، وتولى ثلاثة منهم منصب وكيل الأزهر، وتولى آخرهم منصب الوزارة ،  وقد ولدوا جميعا في ظل وجود الدولة العثمانية ، و نشأوا في ظل حضورها الثقافي الذي لم يستطع الانحلال أن يقهره في الواقع  ومثلوا طبقة من الطبقات العالية و الراقية  بحكم ما كانوا يتمتعون  به من الثقافة الاصيلة النابعة من  تكوينهم العلمي المتئد الذي سبق وصولهم إلى هذه الوظيفة وصعودهم فيها

أعلام ستة من علماء الفقه الذين تولوا تدريس الشريعة الإسلامية في كلية القانون من الجامعة المصرية التي بدأت بصفة رسمية في 1925 وإن كان وجودها يعود إلى ما قبل هذا كمدرسة عليا

نتناول في هذا الكتاب ما رواه عالمان من علماء الأزهر الشريف عن تجربتيهما المريرتين في الوزارة في عهد الرئيس عبد الناصر , وما حفلت به هاتان التجربتان من محاولات جادة ويائسة للعيش والتعايش مع العاصفة بقدر معقول من احترام الذات , والهوية, والعالمية , والمهنة , والمكانة

يضوئ هذا الكتاب من زواياه المتعددة أصداء متعددة ظهرت في آفاق العلاقات العربية الأمريكية وما حولها من العلاقات الأخرى ،