موقع الدكتور محمد الجوادي | أبو التاريخ
أخذ توظيف ثورة المعلومات في العالم العربي صورا متعددة وربما تميز قطاع المال بأنه حقق الاستخدام الأكثر لهذه الثورة….وربما بدأت الفنون التطبيقية تتأثر إلى حد بعيد بالأسلوب الذي أتاحته هذه الثورة في أداء وإدارة الأعمال….وبالطبع فإن الممارسات الطبية والهندسية لا تخرج عن هذا النطاق.
ولكن ربما ظل الكتاب ليمثل موقع الصراع الحقيقي الهادف إلى الإفادة من هذه الثورة الجديدة بكل ماتملكه من عرمرم الجيوش والجنود.
وعلى حين أن مجالات نشاط الثورة الجديدة قد استطاعت أن تتوافق إلى حد كبير مع طبيعتها الغلابة،فإن العاملين في مجال الكتاب العربي مازالوا يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى وهم يستشرفون طبيعة العلاقة مع الثورة الجديدة.
ولكن لحسن الحظ فإن طبيعة ثورة المعلومات نفسها تشجعنا على استدراك ما فاتنا وذلك بفضل ما يمكن لنا أن نلمحه بسهولة من بين خصائص ثورة المعلومات،وفي هذا الصدد يمكن لي أن أورد عددا مهما من العناصر البناءة:
فثورة المعلومات ثورة ذات طبيعة استيعابية أكثر من استعبادية….بعبارة أخرى فإنها لا تنعزل بأصحابها،ولكنها تمتد بمظلتها لتغطي وتشرك آخرين في الانتفاع بمواردها….ومن ثم بفوائدها.
وهي أيضا ثورة سريعة الانتشار،إذ أنه لا يمكن البقاء بمعزل عن أثارها التي تتناثر لتغطي كل الأرجاء الممكنة من نشاط الإنسانية.
وحين تفعل ذلك فإنها سرعان ما تأخذ الزمام بيدها لتصبح بمثابة الفعل ” القائد ” في دائرة الأفعال المتصارعة.
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا
