نشأته ومكانته بين الأزهريين
على طريقتنا الحديثة في كتابة الأسماء فهو محمد الرفاعي أحمد محمد حسين إبراهيم الرفاعي المحلي. ولد الشيخ محمد الرفاعي المحلاوي 1844 ـ 1922 في مكة المكرمة في اثناء زيارة والديه للحجاز لأداء فريضة الحج ، وعاد معهما إلى موطن عائلته في المحلة الكبرى ، وفي الخامسة عشرة من عمره جاور في الأزهر الشريف ، وتلقي العلم على الشيخ الباجوري 1784-1864 والشيخ محمد الخضري المتوفي 1870 والشيخ مصطفى العروسي 1899- 1876 ، و الشيخ إبراهيم السقا المتوفي 1880 ، و الشيخ الأشموني 1803-1904 ، و الشيخ الإنبابي شيخ الأزهر 1824-1896، ونال الإجازة في التدريس على طريقة ذلك العهد .
عضوية جماعة كبار العلماء
كان الشيخ محمد الرفاعي المحلاوي من علماء الفقه الشافعي التسعة الذين اختيروا لعضوية جماعة كبار العلماء عند تأسيسها في 1911 مع الشيخ سعيد الموجي (المتوفي 1913) والشيخ سليمان العبد 1841 ـ 1919 وكان معهم من العلماء الشافعية المشايخ محمد إبراهيم القاياتي ، وعبد الحميد زيد ، ومحمد قنديل الهلالي ، ومحمد نجدي ، ويونس العطافي ، وعبد المعطي الشرشيمي المولود 1852 و الذي بقي على قيد الحياة حتى 1956.
التمييز بينه وبين علمين مهمين
ينبغي التمييز بين الشيخ محمد الرفاعي الشافعي شيخ الشافعية وعضو هيئة كبار العلماء (الذي نتحدث عنه في هذا الفصل) وبين الشيخ أحمد الرفاعي الفيومي شيخ المالكية 1834 ـ 1907 المولود قبله بعشر سنوات و الذي توفى قبل أن تنشأ هيئة كبار العلماء، والذي خصصنا له فصلاً في كتابنا “أقطاب الفكر الديني في عصر النهضة ” وعلى عادتنا في تلقين المعلومات و التذكير بها فإن الامام مالك ولد قبل الإمام الشافعي وكذلك ولد الرفاعي المالكي قبل الرفاعي الشافعي . أما من حيث لقب المحلاوي فينبغي التمييز ثانيا بين الشيخ محمد الرفاعي المحلاوي الشافعي 1844- 1922 وبين الشيخ محمد عبد الرحمن المحلاوي عضو هيئة كبار العلماء التالي له بعقدين في الوفاة والمولد 1863 ـ 1940 والمشتغل بالقضاء الشرعي وصاحب المؤلفات المشهورة في الفقه الحنفي والذي خصصنا له فصلاً في كتابنا “العصر الذهبي للقضاء الشرعي” ومن المهم ان ننبه الى انهما لم يتعاصرا في عضوية هيئة كبار العلماء فقد توفي الشيخ محمد الرفاعي المحلاوي الشافعي 1922 قبل أن ينال الشيخ محمد عبد الرحمن المحلاوي الحنفي عضويتها في 1939 .
تعيينه شيخا للجامع الأحمدي
توفي الشيخ إبراهيم الظواهري 1907 شيخ الجامع الأحمدي في طنطا وكان ابنه الشيخ محمد الأحمدي الظواهري 1877 ـ 1944 طموحا إلى أن يحل محل والده في مشيخة الجامع على الرغم من أنه كان قد حصل على العالمية منذ 5 سنوات فقط، لكن الخديو عباس حلمي الثاني 1874- 1944 رأى أن يعين الشيخ محمد الرفاعي المحلاوي شيخا للجامع الأحمدي.
انتقاله إلى المسجد الحسيني
لما أصبح الشيخ محمد رفاعة المحلاوي شيخا للشافعية ، كان لابد من وجوده في العاصمة فانتقل إلى القاهرة شيخا للمسجد الحسيني، وعقد دروسا في المسجد الحسيني بين المغرب والعشاء وفي رمضان بعد العصر، كما كان يلقي دروسا في مسجد أولاد عنان الشهير في ميدان محلة مصر.
مكانته العلمية والمجتمعية
كان الشيخ محمد الرفاعي المحلاوي من المعدودين على أنهم من الرواسخ في العلم وكان بالإضافة إلى هذا من الذين شغلوا أنفسهم بالعلوم الروحية والتنجيم حتى إن الملك فؤاد سمع منه بعضاً من علمه في هذا الميدان المحبب إلى الملوك.
تكريمه
وكانت للشيخ فضلا عن هذا مكانة مجتمعية بارزة، وقد نال الشيخ محمد الرفاعي كسوة التشريف العلمية من أكثر من طبقة.
طنطا وطندتا
من الطريف أن اسم مدينة طنطا كانت يكتب طندتا (بدال وتاء بدلا من الطاء الثانية) ، ومن الطريف أن سيرة الشيخ محمد الرفاعي كانت تكتب هكذا في المصادر القديمة ، ومن تم فإن الناقلين عن السير القديمة ينقلون عن هذه المصادر مشيخته لمعهد طندتا من دون وعي بأنها كانت تعني أنه شيخ الجامع الأحمدي الشهير الذي هو في ذلك العصر تالٍ مباشرة في الفضل للأزهر الشريف.
وفاته
توفي الشيخ محمد الرفاعي المحلاوي في 14 يوليو 1922 وتقدم الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي شيخ الأزهر جنازته التي شارك فيها الآلاف وحظي بكثير من الرثاء والتأبين.