مكانته في جيله
الشيخ عبد الهادي مخلوف 1872- 1936 واحد من علماء الفقه ، ومن ابرز أساتذة الازهر نشاطا و اسهاما في الحياة التعليمية ، و قد نال شهرة مبكرة حين كان واحدا من العلماء الأربعة الذين اختيروا ليكونوا أركان النهضة العلمية في معهد الإسكندرية في عهد الشيخ محمد شاكر 1866- 1939 حين تحول المعهد إلى ما يناظر جامعة إقليمية متميزة مكتملة الأركان وذات خصائص متفوقة على النحو المسمى في الغرب بمراكز التميز التي لا يمكن تعميمها بسرعة وإنما يمكن الاهتداء بملامح الأداء فيها ، ومع أن الفكرة كانت من إبداع الشيخ شاكر فإن إخراجها على النحو العملي مدين للشيخ عبد الهادي مخلوف و أقرانه الثلاثة الذين سنذكرهم .
نشأته
ولد الشيخ عبد الهادي مخلوف و اسمه بالكامل عبد الهادي عبد الرحمن محمد سالم مخلوف العدوي المالكي الأزهري، في بني عدي في 23 يناير 1872 وانتقلت الأسرة للتجارة في جرجا وهناك تلقى العلم على علماء جرجا التي لم تكن تقل شأنا عن بني عدي في كثرة علمائها وقيمتهم، ثم عاد إلى بني عدي وانتظم في الأزهر مجاوراً ودرس على الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي شيخ الأزهر 1847- 1927 وعلى الشيخ محمد نجيب المطيعي 1854 ـ 1935، كما درس على عمه الشيخ محمد حسنين مخلوف 1861- 1936 ، ودرس البلاغة على الشيخ محمد البحيري الشافعي ، وحضر أيضا دروس الحنابلة .
امتحانه للعالمية
رشحه الشيخ محمد البحيري لنوال العالمية عندما طلبت إدارة الأزهر من كبار العلماء أن يختاروا من يتقدمون للامتحان وقد تقدم للامتحان أمام لجنة رأسها الشيخ أبو الفضل الجيزاوي وضمت شيخ الشافعية الشيخ سليمان العبد والشيخ محمد سالم الشرقاوي المشهور بالنجدي والشيخ محمد نجيب المطيعي والشيخ عبد الكريم سلمان ، كما أدى الامتحان في المواد الثقافية ، ومن الطريف أن لجنة الامتحان ضمت حسن صبري باشا رئيس الوزراء فيما بعد كما ضمت ادريس راغب بك ، وإسماعيل رأفت بك عميد دار العلوم، و نال العالمية من الدرجة الأولى 1901 وهو في التاسعة والعشرين من عمره ، وقد زامل في نيلها الشيخ محمد الاحمدي الظواهري 1877- 1944.
عمله المبكر بالتدريس في القاهرة
بدأ الشيخ عبد الهادي مخلوف في التدريس في الأزهر من نوفمبر 1901 وكان يقرأ ثلاثة دروس في كل يوم في الأزهر، كما كان يلقي دروسا للجماهير في مسجد سيدي سعيد بن مالك بالسبتية حيث عين إماما وخطيبا له.
اختاره لتطوير معهد الإسكندرية
كان الشيخ عبد الهادي مخلوف كما ذكرنا واحدا من العلماء الأربعة الأفذاذ الذين اختارهم الشيخ محمد شاكر لمعاونته في تطويره لمعهد الإسكندرية وهم :
- الشيخ عبد الهادي مخلوف 1872- 1936
- الشيخ عبد الله دراز 1874 – 1932 (خصصنا له فصلا في كتابنا أضلاع الفقه و الأصول)
- الشيخ عبد المجيد الشاذلي 1876- 1929
- الشيخ إبراهيم الجبالي 1878 – 1950 (خصصنا له فصلا في كتابنا الأزهر الشريف و الإصلاح الاجتماعي و المجتمعي)
و قد دام عمل الشيخ عبد الهادي مخلوف في معهد الإسكندرية أربع سنوات ودرس فيه الفقه والنحو والمنطق، وعين عضواً في مجلس إدارة المعهد، ومنح كسوة التشريفة من الدرجة الثالثة.
انتقاله لمعهد طنطا
في 1908 عين الشيخ محمد حسنين مخلوف 1861- 1936 شيخا لمعهد طنطا والشيخ عبد الله دراز 1874-1932 وكيلا له ، وعين الشيخ عبد الهادي مخلوف معهما مفتشا للجامع الأحمدي.
مفتشا عاماً للأزهر
في 1911 عين الشيخ محمد حسنين مخلوف مديراً للأزهر والمعاهد الدينية، وعين الشيخ عبد الهادي مخلوف مفتشاً عاماً للأزهر والمعاهد الدينية.
شيخا لمعهد دسوق
تولى الشيخ عبد الهادي مخلوف بعد هذا مشيخة معهد دسوق بكل ما فيه من مسئوليات شبيهة بمسئوليات الجامع الأحمدي ومؤسسته، لكنه صادف محنة جعلته يترك مشيخة المعهد الدسوقي ويعود إلى الأزهر ليعمل مدرسا في القسم العالي وقسم تخصص المادة، وقد تولى تدريس المجموع للشيخ الأمير وكتب عليه شرحا لم يتمه، ولم يطبع ما تم منه.
وفاته
توفي الشيخ عبد الهادي مخلوف في 21 أغسطس 1936.