الرئيسية / المكتبة الصحفية / عبدالكريم سلمان.. الرمز الثاني للإصلاح الأزهري والقضائي

عبدالكريم سلمان.. الرمز الثاني للإصلاح الأزهري والقضائي

من المفهوم بالطبع أن الشيخ محمد عبده هو الرمز الأول، وقد عرف الشيخ عبد الكريم سلمان (1848ـ1918) في التاريخ الحديث في نطاق واسع على أنه أبرز زميل وأقرب صديق للشيخ محمد عبده، فضلا عن أنه كان على مدى عقود متصلة رفيق كفاحه من أجل الإصلاح الأزهري والقضائي والتشريعي والاجتماعي على وجه العموم، وقد خلف الأستاذ الإمام في أكثر من موقع، وزامله في مواقع، وكان بمثابة سند له في كل المجالس واللجان والمناصب. بل إنه أيضا أوصى بأن يكون رفيقه في قبره، ودفن بالفعل في مقبرته بمنطقة قرافة. كان الشيخ عبد الكريم سلمان -بالإضافة لزمالته للأستاذ الإمام- زميلا لـ3 من العلماء الذين تتابعوا على منصب مفتي الديار؛ وهم الشيخ بكري الصدفي (1848- 1919) والشيخ محمد بخيت المطيعي (1854-1935) والشيخ محمد البرديسي (1853-1921)، وكان زميلا أيضا لرئيس المحكمة الشرعية العليا الشيخ محمد ناجي (1849ـ1927) ومفتي الأوقاف الشيخ أحمد أبو خطوة (1852- 1906).

 

نشأته وتكوينه

اسمه بالكامل الشيخ عبد الكريم بن حسين بن سلمان آغا الألباني (وفي بعض الأدبيات يثبت اسمه من باب الخطأ الشائع على أنه سليمان). ولد الشيخ عبد الكريم سلمان في قرية جنبواي، وهي قرية من قرى مركز “إيتاي البارود” بمحافظة البحيرة سنة 1848، ونشأ وتربى فيها، وحفظ بها القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر سنة 1865، وفيه تلقى العلم على عدد من علماء عصره، كان منهم الشيخ إبراهيم السقا الشافعي المتوفى سنة 1880، والشيخ عبد الرحمن البحراوي (1819-1904) والشيخ عبد القادر الرافعي (1832-1905)، وأتيح له أن يحضر دروس الأستاذ جمال الدين الأفغاني (1838-1897) عندما أقام في مصر.

 

رئاسته لتحرير الوقائع المصرية

عمل الشيخ عبد الكريم سلمان بالكتابة في الصحافة، شأنه شأن صديقه الشيخ محمد عبده، واشتهر اسمه؛ ولهذا عين محررا في جريدة “الوقائع المصرية”، ولما نفي الأستاذ الإمام إلى الشام -عقب الثورة العربية- أسندت رئاسة تحرير الوقائع المصرية إلى الشيخ عبد الكريم سلمان.

 

عضو لجنة تسيير الأزهر في نهاية عهد الشيخ الأنبابي

في نهاية مشيخة الشيخ الأنبابي الثانية سنة 1895 انتدب الشيخ حسونة النواوي ليصبح وكيلا للأزهر، وشكلت لجنة خماسية لمعاونته في إصلاح شؤون الأزهر الشريف، وكانت اللجنة مكونة من الأستاذ الإمام محمد عبده، والشيخ عبد الكريم سلمان (وكلاهما حنفي)، والشيخ سليمان العبد (الشافعي)، والشيخ أحمد البسيوني (الحنبلي) والشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي (المالكي). وظل الشيخ عضوا في هذه الوظيفة التي كانت لها صلاحيات تنفيذية إلى أن اضطرته الظروف السياسية هو والأستاذ الإمام إلى التنحي عن هذه المسؤولية؛ احتجاجا على تدخلات الخديوي المتكررة، وقد تبعهما الشيخ سليمان العبد والشيخ أبو الفضل الجيزاوي، فتقدما باستقالتهما أيضا من مجلس إدارة الأزهر.

 

تعيينه عضوا في المحكمة العليا الشرعية

في سنة 1897 -أي في العام التالي لتعيين سعد زغلول باشا مستشارا في الاستئناف- عُيّن الشيخ عبد الكريم سلمان عضوا في المحكمة العليا الشرعية، ثم اختير رئيسا للتفتيش بالمحاكم الشرعية.

 

اشتراكه الفاعل مع الأستاذ الإمام في كل إصلاحاته

أصبح الشيخ عبد الكريم سلمان بمثابة الساعد الأيمن لصديقه الحميم للشيخ محمد عبده في إصلاح الأزهر والمحاكم الشرعية طيلة العقد الأخير من حياته.

 

فضله على التاريخ الفكري والاجتماعي

دوّن الشيخ عبد الكريم سلمان كل الإصلاحات التي جرت على يده ويد الإمام محمد عبده في الأزهر بكتابه “أعمال مجلس إدارة الأزهر في عشر سنين”، كما ترك تقريرا تفصيليا عن وجهات النظر في إصلاح المحاكم الشرعية.

 

ريادته في كتابة مذكرات الوظيفة

كان الشيخ عبد الكريم سليمان من أوائل من كتبوا مذكراتهم عن فترات عملهم بالوظيفة.

 

كتاب “لباب الآداب”

جمع الأستاذ محمد مسعود مجموعة من مقالات الشيخ في كتاب “لباب الآداب”.

 

شخصيته

كان الشيخ عبد الكريم يتمتع بشخصية آسرة، وقد وصفته أدبيات عصره بأنه كان كريم الأخلاق حسن المعاشرة، وفيا لإخوانه، كثير السعي في مساعدة المحتاجين.

 

وفاته ومدفنه

توفي الشيخ عبد الكريم سلمان سنة 1918 بالقاهرة فكان من المفكرين الذين توفوا قبيل ثورة 1919، ودفن في مدفن الإمام محمد عبده.

 

آثاره

  • “أعمال مجلس إدارة الأزهر في عشر سنين”.
  • “تقرير عن إصلاح المحاكم الشرعية”.
  • كتاب “لباب الآداب”، وهو مجموعة مقالات.
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com