الرئيسية / المكتبة الصحفية / الشربيني امام التحقيق والتدقيق..

الشربيني امام التحقيق والتدقيق..

الشيخ عبد الرحمن الشربيني المتوفى عام 1908، هو شيخ الجامع الأزهر الـ27، وهو صاحب الولاية الـ29 من بين هؤلاء المشايخ؛ إذ سبقه شيخان تولى كلاهما المنصب مرتين، وهما الشيخ محمد المهدي العباسي والشيخ شمس الدين الأنبابي، وهو أحد أبرز علماء جيله المبرزين، الذين تركوا عددا كبيرا من المؤلفات، كما أنه أبرز علماء الشافعية المعاصرين للشيخيْن محمد عبده وحسونة النواوي الحنفييْن، وسليم البشري وعلي الببلاوي ومحمد أبو الفضل الجيزاوي المالكيين.

 

أساتذته

تلقى الشيخ عبد الرحمن الشربيني العلم بالأزهر، وقرأ شرحي ابن قاسم والخطيب على الشيخ أحمد المرصفي الكبير.

كما عرف عنه أنه لازم شيخ الشيوخ الشيخ إبراهيم الباجوري (شيخ الأزهر ما بين 1847 و1864) حتى توفي، وأنه أخذ عن الشيخ الخضري، والشيخ المبلط، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ حسن البلتاني، وغيرهم.

 

توليه المشيخة

اشتغل الشيخ عبد الرحمن الشربيني بالتدريس والعلم بالأزهر، وأخذ عنه كثير من علماء العصر. وقد تولى مشيخة الأزهر (1905) خلفا للشيخ الببلاوي، الذي استقال بسبب خلافه مع الخديوي، وقد قبل هذه المشيخة بعد أن عرضت عليه مرات عديدة على ما تذكر كتب التاريخ والمذكرات عن هذه الفترة، واستقال منها في العام التالي  (1906)، وتوفي بعد استقالته بعامين، فعادت المشيخة إلى سلفيه الشيخ حسونة النواوي، ثم الشيخ سليم البشري .

 

كان متحفظا من غير معاداة للإصلاح

كان الشيخ عبد الرحمن الشربيني متحفظا في سياساته التعليمية، ولم يكن من أنصار معاصره الشيخ محمد عبده في خطواته الإصلاحية؛ لكنه لم ينخرط في مقاومة الإصلاح، بل كان موقفه هذا بمثابة دافع للخديوي، داعيا إلى إعادة النظر في موقفه المعادي على طول الخط للشيخ محمد عبده وتوجهاته.

 

صورته في مذكرات أحمد شفيق باشا

أشار أحمد شفيق إلى أنه شرع في معاودة إقناع الخديوي عباس حلمي بإصلاح الأزهر، عندما تولى الشيخ عبد الرحمن الشربيني المشيخة؛ لكن الشيخ سرعان ما توفي، فاستأنف شفيق جهوده في عهد خلفه الشيخ حسونة النواوي.

 

كثرة الثناء عليه وعلى خلقه

وصفته الأدبيات المعاصرة له بأنه كان ورعا زاهدا متقشفا، وصف بأنه كان ملازما لبيته، قانعا بما عنده، لم يتزلف لكبير قط، سهل النفس، حسن الخلق، كما ذكر عنه أنه كان يخدم بيته بنفسه طوال عمره.

وصفه الأستاذ أحمد بك الحسيني المحامي في مقدمة كتابه “مرشد الأنام” بأنه “علاّمة عصره، وفريد دهره، الذي لم يكن له شريك في وقته، شيخ الشيوخ، وقدوة الأكابر، وصاحب التصانيف، ورب التحقيق والتدقيق، وكان فريدا في التقوى والصلاح، وأنه كان وحيد دهره بعد شيخنا العلامة الأنبابي”.

 

آثاره

  • فيض الفتاح على حواشي شرح تلخيص المفتاح (في البلاغة).
  • تقرير على جمع الجوامع.
  • حاشية البهجة، 9 أجزاء.
  • تقرير على المطول.
  • تقرير على الأشموني .
  • تقرير على السعد.
  • تقييدات على شرح الجلال المحلي على المنهاج الفقهي.
  • تقرير على حاشية عبد الحكيم على العقائد.
  • كتابات على تفسير أبي السعود.
  • تقرير على حاشية عبد الحكيم على القطب على الشمسية.
  • تقرير على حاشية التباني في الفقه.

 

وفي علوم الحديث

  • حاشية على صحيح البخاري .
  • تقييدات على شرح القسطلاني على البخاري وعلى مقدمته.
  • تقرير على شرح القوشجي على رسالة العضد في الوضع.

 

وفاته

توفي الشيخ عبد الرحمن الشربيني ليلة 23 جمادى الثاني سنة 1326 للهجرة (1908م).

 

 
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com