الأستاذ عبد الوهاب محمد ١٩٣٠-١٩٩٦ هو القمة الثالثة من المؤلفين القمة الذين بنوا على الأثر الذي تركته أعمال أحمد رامي في صوت أم كلثوم والتجارب الإنسانية التي عبرت عنها، وتجربته الشعرية والشعورية في رأيي تمثل ما يناظر المتوسط الرياضي ما بين أحمد رامي ومأمون الشناوي، وهو الشاعر الذي لم يحظ بعد بما يستحق من دراسات النقاد لشاعريته المتميّزة، وكما أشرنا كثيرا فإنه فنان حقيقي يستند إلى فلسفة ذكية وبسيطة تجيد المقارنة والمفارقة معاً، وتطرح التساؤل وتلج منه إلى التأمل، ثم إذا نحن نلح معه على هذا التأمل حتى يلهمنا معاني وجدانية وحسية مبتكرة وغير مسبوقة، وتتغلب هذه المعاني الوجدانية على كل المعاني الوجودية، ذلك أنها تصوغ نفسها وتقدمها في سلاسة شديدة ودون حاجة إلى بناء ملحمي كبير، إذ يكفي أن يتأمل المستمع الصورة في المكان دون أن يبرحه كثيراً إلى ما قد يتطلبه تصوير الموجات المتفاعلة مع الزمن من التجارب السابقة أو الاحباطات أو الذكريات.
ولنأخذ على سبيل المثال ما قدمه عبد الوهاب محمد في الأغنية الشهيرة فكروني التي لحنها الأستاذ محمد عبد الوهاب، وكأن فكرة تلحين موسيقار الأجيال لكلمات هذا الشاعر مفاجأة حدثت وتجلت على أرض الواقع على الرغم مما كان معروفا من الارتباط الذهني بين كلمات عبد الوهاب محمد وألحان بليغ حمدي، لكن الجمهور وجد نفسه يومها على نحو ما نجد انفسنا الآن هنا أمام ما يمكن وصفه من باب التجاوز بأنه استعراض وهابي مزدوج يدور حول نفسه ويبدأ من حيث ينتهي كما هو الحال في رياضات المكان الواحد التي تسمى (في بعض الأحيان واختصاراً) بتمرينات ” محلك سر” وهي ذاتها التمرينات التي نلجأ إليها في تشخيص أمراض القلب حين نطلب من الانسان أن يجري على العجلة في المكان ذاته فيظل ينتهي من حيث بدأ وهو لايزال في مكانه، وفي أغنية فكروني يبدو القدر وكأنه يوحي إلى اللغة أو يتفق معها على أن تنظر إلينا من علٍ هي الأخرى فتبتسم للمفارقة في أن اسم مؤلف الأغنية (عبد الوهاب محمد) هو نفسه اسم ملحنها (محمد عبد الوهاب) ولكن يبدأ من حيث ينتهي بالعكس على نحو ما كانت ام كلثوم نفسها تقول .
الوهابيات اللحنية
تبدأ أم كلثوم في غناء كلمات “فكروني” بعد مقدمة موسيقية يستعرض فيها محمد عبد الوهاب وهابياته اللحنية الحديثة التي تحاول أن تعبر بإيحاء مختزل وذكي عن الكلمات من دون الكلمات، وعن الصوت من دون الصوت، وكأن عبد الوهاب يصور بهذه المقدمة ما كانت تفعله أم كلثوم ببعض النصوص التي كانت تغنيها وهي طرِبة لمعناها منفعلة بهذا الطرب حين تعتمد على إعادة المقاطع مع ارتفاعات وانخفاضات في سرعة الصوت وفي حجمه وفي وتيرته او حسب ما نلجأ إليه في وصف كل صوت غريب من الأصوات: شدته وحدته وجدته وردته ومدته، لكن عبد الوهاب يريد أن يثبت أنه قادر على أن يقدم هذا التتابع الكلثومي في الأداء من خلال تتابع لحني يلجأ فيه إلى توظيف قبسات من التعبيرات اللحنية للآلات الحديثة التي يبدو عزفها متدافعاً أكثر من أن يبدو متآلفا، وكأن محمد عبد الوهاب يريد أن يقول إنه يسيطر على الآلة الواحدة بما قد يسيطر به المايسترو الغربي على مجموعة الآلات. فيما يسمى بالتصويت المتعدد .
التجربة الشعورية للمؤلف
ثم تبدأ ملامح التجربة الشعورية لمؤلف الأغنية عبد الوهاب محمد في الظهور بصوت أم كلثوم، وهي تتحدث بدفء مقصود، وكأنها تتحدث إلى خاصتها حديثاً عاما سرعان ما يتحول إلى حديث ذاتي بل إنه كذلك وعلى الخط نفسه سرعان ما يتحول إلى حديث داخلي مستبطن، وانظر إليها وهي تنطق هذه العبارة بتأن وتصاعد فتقول كلموني تاني عنك.. فكروني.. فكروني.. صحوا نار الشوق في قلبي وفـ عيوني، وصحيح أننا ستطيع أن نفهم أن القلب يتأثر بما يسمع من ذكريات، لكننا لا نملك إلا الإعجاب بقدرة عبد الوهاب محمد على تحويل رد الفعل السمعي إلى صورة بصرية معبرة أو بارقة بأسرع ما يمكن، فقد صحت نار الشوق في العيون على نحو ما نعرف جميعا من لمعان العيون بالشوق، نعرف هذا جميعا من أنفسنا لكننا نُعجب بهذا الشاعر الذي أدرك أن لمعان العيون ليس إلا ناراً أيقظها الاستماع إلى الذكرى، وهو يفعل هذا من دون أن يلجأ إلى النص على هذا الاستدعاء العقلي اكتفاء بفعل التذكير الذي هو عنوان الأغنية.
وهكذا يمضي الشاعر عبد الوهاب محمد في أغنيته كلها يربط ما هو مرتبط بوشائج شرطية يوجدها هو معتمداً على المنطق والفلسفة من دون أن يقدم قضايا عقلية، وإنما هو يقدم ملاحظات شعورية تولدت نتيجة المنطق والعقل، وهو يقدمها في صورة لم يُسبق إليها من هذا التدفق الشعوري البسيط، فالماضي سرعان ما يعود أو يُتذكر، وهو في عودته يستصحب النعيم والهناءة والحلاوة والعذاب والقسوة معاً، وهو لا يعود إلا مرتبطا بذكرى الهجر، وهما أي الحب والهجر لا يعودان وحدهما فحسب، وإنما يعودان ومعهما الإقرار المستنكر لما كان من الظن في إمكانية حدوث النسيان نتيجة للهجر. وهكذا فإن كل مستمع ذي تجربة يجد نفسه وقد تدافعت إلى وجدانه وأحاسيسه في دقيقتين، وربما في أقل من دقيقتين ذكريات الحب والهجر واللوم والعتاب والتعجب من الحماقة التي دفعت إلى الظن بإمكان السلوى والهجران.
الاندماج ثم المفاجأة
وها هو المستمع بل هاهم المستمعون وقد تاهوا أوضاعوا أو غرقوا أو اندمجوا تمام الاندماج في هذه الحالة الساخنة الفوارة المضطربة بكل هذه المشاعر لكنهم لا يجدون الوقت للتأمل ولا لمصمصة الشفاه ولا همهة الصوت ولا للتعجب ولا للتأوه ذلك أن الشاعر الجبار يفاجئهم بأن يدخلهم في دوامة جديدة من المشاعر المتدفقة المتدافعة التي يصف فيها حال هذه الأنثى العاشقة وهي هاجرة لماضيها الجميل، وقد ظنت بانتقامها وعنادها أنها تستطيع النسيان والسلوى لأن قلبها حدثها بذلك بينما حواسها لم تصدق هذا القلب، والدليل القاطع على هذا ان سمعها ما إن استمع إلى همسة تهمس باسم الحبيب حتى لمعت العين بالشوق وكأن العين تستجيب من فورها للأذن من دون مرور على العقل.
ثم تفاجئنا السيدة أم كلثوم بصوتها القوي والأخاذ وهي تتغنى على لحن عبد الوهاب المعبر المتصل بما يريد الشاعر أن يقوله حين يسأل نفسه: لماذا يذكّرون العاشقة بالعاشق بعدما كانت قد برأت من الوجد؟، وبعدما كانت قد تعودت مجبرة على اعتياد الهجران؟، وبعد ما كانت قد نسيت الأماني بل ونسيت فعل التمني نفسه ؟ وإذا بكلمتين تقالان، “كلمتان” بدون أي تحديد لهاتين الكلمتين، فالتحديد مهما كان موحيا يقلل من قيمتهما، وأثرهما فقد قضيتا على الصبر، والصبر هنا معنى كبير يشمل السلوى والنسيان كما يشمل التأسي والهجران، لكن هذا الصبر الذي كان يتكفل لأم كلثوم بهذا كله يُنتزع منها انتزاعا خاطفاً، حتى إن الشاعر العبقري يعبر عنه بالفعل العامي البسيط “شالوا” الذي يدل على أن العملية كانت بسيطة جدا بلا أي جهد ولم تكن قطفا ولا أخذا ولا سلبا ولا سحبا ولا قنصا ولا هبشا ولا كبشا ولا نزعا ولا خلعاً ولا إزالة ولا تخلية، وإنما استطاعت الكلمتان أن تنجزا هذا الفعل بهذا الأسلوب الهين البسيط “شيل الصبر” .
الحل العبقري
فلما زال أو فلما انشال هذا الصبر الذي يتحكم به العقل في الحواس تحررت الحواس وبدأت تمارس نشوتها لا شهوتها فحسب، فالعين تحن للابتسامة، والسمع يحن لكلمة أيّ كلمة، بل إن الغيرة نفسها تصحو وتصحو معها الظنون وتنتعش، والغيرة المستيقظة كما نعرف علامة من العلامات الصادقة في التعبير عن تمكن الحب من العاشقة، وهنا يعمد عبد الوهاب محمد إلى نقلة كبيرة يدمر بها كل ثبات انفعالي يملكه مستمعوه، ويساعده محمد عبد الوهاب على مراده بإيقاعات هادئة لكنها حاسمة، لكن أم كلثوم في الحقيقة تتفوق على الملحن وعلى الشاعر حين تلون صوتها فتجعله في لمح البصر يتحول بل ينقلب من الشبق إلى التفكير، ومن الفرح إلى الظن، ومن السعادة إلى الشك، ومن الزهو إلى الخوف، ثم من الزهد إلى العدم، وإذا بقلبها قادر على أن يذيبها مع أن القلب هو الذي يذوب في العادة لكنه في حالتها هذه يذيبها بآهاته.
تنطق أم كلثوم الكلمة وكأنها نفسها هي الآهات وكأن الآهات هي ذاتها، ثم هي تسارع فتصف حالها وصفاً يتفوق فيه صوتها على اللحن، كما يتفوق نطقها المتريث للكلمات على الصوت واللحن معا.. فالليل أطول من الساعات! وكأن عبد الوهاب محمد بعبقريته يلخص ما توصل إليه الاقتصاديون بعد ذلك من أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء، وهي تسهر فلا تجد في سهرها إلا نبض قلبها حين ينادي معشوقها، والعادة في سماع نبض القلب أن يكون الانسان خائفاً، وهي كذلك، لكنها تتغلب على خوفها بأن تنادي معشوقها أو عاشقها، وهذا هو جوهر التجربة الوهابية في هذا القصيد الذي لا يراوح مكانه بيد أنه ينجز الارتحال وكأنه يسافر سفرا طويلا يبلغ بعد المشرقين، وهي في الحقيقة لا تعرف إن كان من تناديه عاشقا أم معشوقا لكنها تعرف أنها عاشقة، ذلك أن روحها متعلقة به مهما كان، وهي تكرر هذه العبارة في أول الجملة وآخرها، ثم تفاجئ المستمع باعتراف لا يصدر إلا عن عاشقة متيمة أذابها العشق، فهي لا ترى الدنيا بدونه، ولا تراها تساوي شيئا في غيابه..
الاعترافات الناضجة
وتتوالى الاعترافات على نحو ما نعرف في هذه الاغنية التي تحرك مشاعر الناضجين بأكثر مما تحرك مشاعر العاشقين، وإن كان الأمر لا يخلو من أن تؤجج مشاعر هؤلاء مع اول إحباط يصادفونه في الحب ويتمنون معه أن يتكفل أهل الخير لهم بأن يذكروا من يحبون بهم، على نحو ما حدث مع أم كلثوم في كلمات عبد الوهاب محمد. وها هي أم كلثوم بلحن عبد الوهاب وبكلمات عبد الوهاب قد تمكنت من وجدان مستمعيها تمكنا يصعب أن يصل إليه مطرب على هذا النحو إلا في النادر، وهي بأدائها في هذا المقطع تنتصر على الملحن العظيم انتصارا لم تكن لتستطيعه مع رياض السنباطي، هاهو المستمع قد أصبح أسيراً مأسورا لما ستلقيه عليه هذه المطربة الجبارة من اعترافات او امنيات او روايات لتجربتها التي لخصتها فأجادت التلخيص، وصوّرتها فأعجزت في تصويرها بما تمكن به صوتها وأداؤها، وإذا نحن فيما تبقى من الأغنية (وهو من حيث الحجم ثلاثة أرباع الأغنية) نكاد لا تسمع إلا شيئا واحداً هو صوت العاشقة . وهي حين انفردت بالحديث لا تتحدث حديثا من قبيل المونولوج الذي يقتصر الحديث فيه على صوت واحد أو راوٍ واحد وإنما هي تتحدث حديث الأستاذ المحاضر المتمكن ذي السلطة المطلقة الذي يملي الحقائق إملاء بينما لا يملك المستمعون إلا التصديق والتصديق وحده.
ومن الحق أن نقول إن أداء أم كلثوم في هذه الأغنية وكلماتها والحانها قد تفوق على ما يملكه أي أستاذ محاضر من تفصيل لمقومات الحقائق العلمية، وكيف لا، وهي تلخص كل شيء على نحو أكثر من دقيق، فهي تتحدث عما يسميه شاعرها :” تجريح الجرح ” وربما نتوقف هنا دقيقة واحدة لنثني على المهارات التعبيرية لعبد الوهاب محمد حين يوظف الاشتقاقات في تعبير من قبيل تجريح الجرح على نحو ما وظفها في تعبيره السابق نسيان الأماني والتمني، وهي تصف التئام الجرح القديم بأنه كاد أن يكون ذكرى، تعبر بهذا عما نسميه بلغة الطب: ندبة، وهو ما يعني أنه وهو الذي لم يصل إلى حالة التندب الكاملة لا يزال يحتفظ بطبيعة الجرح !
نار الحيرة
ونحن نجد أم كلثوم بعد هذا قلقة من الغد ومما بعد الغد، وهي أصبحت أسيرة للحيرة والنار، والنار سببها الغيرة، والغيرة تخلق الحيرة كما نعرف لكنها تخلق الشوق أيضا.. وهي تريد أن تهرب من عذابها، ولا يكون الهروب من العذاب إلا إلى المحب نفسه كي ترتاح بين يديه. وهي تقفز بأعصاب المستمعين مرة أخرى إلى الخصام والهجر وكأنها لا تريد لهم أن يستقروا معها في لحظات الأنس بين يدي الحبيب، فهي تذكرهم من دون مقدمات بالخصام والهجر والقسوة، وهي تقرر لحبيبها أن هذا لا يهّون الحب، وهنا تعترف وتسمو باعترافها إلى أعلى مدارج السمو حين تقول أن ما في داخل القلب محفوظ في القلب، ومهما تغيرنا فإنه لا يتغير بل إنه ربما يزداد.. بل إنه يزداد. ثم تتوقف أم كلثوم هنيهة لتبدأ تعبيراً جديداً بتوزيع لحني جديد، وبتوزيع شاعري جديد، وبنغم صوتي جديد وكأنها في مرحلة سيمفونية جديدة، فنراها تتحدث باعتزاز حزين عن أنها تعود إلى ما فات، وأنها تعيش ما فات، رغم ما كانت تعتقده من أنها لن تعود.. لكنهم “فكروها” ! وهنا تصل أم كلثوم إلى آية أخرى من الاستعراض اللحني والشاعري مستهلة المقطع الجديد بالاعتراف بأن حياتها بدون حبيبها مستحيلة، ولأن الأيام قليلة فهي مضطرة إلى أن تساءل معشوقها عن المبرر في تضييع العمر في الهجر والخصام، والبعد عن الجمال مع أن الوداد والقرب يجددان الحياة، ومع أن الحنان والحب يبدلان الآهات، ومع أن بالإمكان أن يكون الآتي أفضل ! وهنا تجتمع دقة الشاعر في التعبير المبتكر، وقدرة الموسيقار اللاقطة في التلحين، ومراوحة أم كلثوم في الأداء
وهنا ينتبهون ثلاثتهم وأولهم الشاعر العبقري ألا تكون المقارنة مع الماضي وإنما تكون مع ما قد فات من الماضي بلا وصال وليس مع الماضي نفسه، وتحس أم كلثوم بهذا المعنى وتعبر عنه بعمق يلمسه القارئ وهي تتحسس نطقها الخاطف المخطوف لكلمة “اللي فاتنا”، وهي تبدأ بعد ذلك في الحديث بمبالغات الشعراء حين يريدون تعميق المعاني التي يتغنون بها، ولهذا نرى القمر وقد أصبح أكثر إنارة أو استنارة، وترى النجوم أجمل وأكثر عدداً بسبب الصفو الذي يتيح رؤية ما يخفيه الكدر، بل إن الشجر سيخضر قبل موعده أي قبل الربيع.. وهي تأمل أن يؤدي هذا كله إلى نسيان ما مضى، وأساه، وأن يسارع حبيبها معها ليدرك صفو الزمن، وهي تقرر له بشعور يمزج بين الوضوح والتعالي والعطف أن الحياة لا تساوي شيئا بدون اللقيا ذلك أن الحياة نفسها لن تتكرر.
إجادة الخاتمة
ثم إن أم كلثوم على عادتها المميزة التي يشترك معها فيها كل من الشاعر عبد الوهاب محمد والموسيقار ومحمد عبد الوهاب في إجادة الخاتمة تبلور المعاني التي تناولتها الأغنية بطريقة جديدة مبتكرة تتوازى ولا تكرر، وتصل إلى ذرى لم تصل إليها المعاني السابقة، فهو أي العاشق المعشوق أقرب إليها من نفسها وهو هناك، سواء كان معها أو بعيداً عنها وحبهما أبدي لا نهاية له، وهي تكرر هذا المعنى في أربع صور تعتمد في أولها على المصطلح وهو لفظ الأبدية أما الثلاثة الأخرى فإنها هي نفسها تكرر نفسها في تصاعد نغمي وانفعالي: “مالوش نهاية”. مع أن الكلمة نفسها هي نهاية الأغنية المعذبة المستَعذبة .