موقع الدكتور محمد الجوادي | أبو التاريخ
بقلم الكاتب الكبير أنيس منصور:
معتمدا على سلاحين:الصبر والمواجهة.فهو قارئ شديد العطش, وكاتب قادر علي سباحة المسافات الطويلة,
مواقف
كيف لا انت ولا انا نعرف د. محمد الجوادي، وإن كنت قد جلست إليه وتحدثنا والانطباع الأول أنه رجل مثقف مستنير خفيف الدم. ونسيت أن أسال من هو؟ وقد فاجأني بإهدائي كتابه الجديد (مذكرات قادة المخابرات والمباحث الأمن القومي لمصر – مذكرات حافظ إسماعيل وصلاح نصر وأمين هويدي وأحمد كامل وحسن طلعت وفؤاد علام) وقد اختاروا أن ينشروها في عهد حسني مبارك، فالحرية أوسع والأمان اشمل وقد تابعهم د. الجوادي ثماني سنوات يقرأ ويتوقف ويلاحظ ويقارن حتى كان له هذا الكتاب الذي يضم ستة كتب في ٥١٢ صفحة ومن منشورات دار الخيال
د. محمد الجوادي، الذي يجب أن تعرفه، رجل جاد ووطني مخلص وقلق على سلامة وأمن مصر وخائف عليها من اللاعبين والعابثين والانتهازيين والجبناء وهو في الوقت نفسه يعرف أقدار هؤلاء الرجال الذين تعرض لهم واعترضهم واعترض على سلوكياتهم الوظيفية وتوجهاتهم السياسية والشخصية
وفي مقدمة الكتاب مقارنات دقيقة بين هؤلاء المؤلفين أربعة من المخابرات واثنين من المباحث. وقد توقفت عند بعض الشخصيات التي قرأتها في الفهرس وعلاقتها بالرئيسين السادات وعبد الناصر.. وموقف فؤاد علام من الاخوان المسلمين . فقد كنت من الاخوان المسلمين. وبالذات ما كان بينه وبين الناشر أحمد رائف الذي أعرفه
وأنا لم أقابل واحدا من كل هؤلاء.. بل أول مرة سمعت اسم صلاح نصر، كان من النجمة السينمائية برلنتي عبد الحميد.. ويومها سألت المرحوم مصطفى امین عمن يكون صلاح نصر فانفجروا ضاحكين – محمد عبد الوهاب وكمال الطويل وشادية وعبد الحليم حافظ وحلمي رفلة وآخرون إذ كيف لا يعرف أحد في مصر صلاح نصر.
وكنت هذا الأحد الذي لا يعرف بلدياته صلاح نصر.. ولكني قابلت فؤاد علام في بورسعيد وكان رجلا رقيقا . مثل كل الذين يعملون في أجهزة المعلومات وسمعت عنه الكثير من المرحوم مصطفى شردي رئيس تحرير الوفد أما الذي قاله وكتبه الناشر أحمد رائف في مؤلفاته فشيء رهيب.
إنني أكرر دعوتك فأنا لم أطق صبراً على النظر اليه فقرأت عشرات الصفحات لكي أعرف مذاقه وأتلمس صناعة المؤلف في الربط والمقارنة بين حراس الأمن القومي المصري وأسفت على الذي كان منهم . فالكتاب سوف يمتعك ويسليك، ولن يوجع رأسك و قلبك فقط.
أنيس منصور
نشر في جريدة الأهرام في عمود “مواقف” للكاتب أنيس منصور ،بتاريخ : ١٩٩٩/10/30
ويمكنك الولوج إلى المقال من هنا
