الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (45)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (45)

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الفاء 3]

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الفاء 3]

حرف

حرف الفاء

وقال الملأ الذين كفروا # فقال الملأ الذين كفروا

225وَقُلْ (فَقَالَ الْمَلأُ) اثْنَانِ هُمَا

 فِي الْمُؤمِنِينَ مَعَ هُودٍ فَافْهَمَا

226فِي قِصَّةِ النَّبِيِّ نُوحٍ وَقَعَا

 فِي السُّورَتَيْنِ فِيهمَا الْفَاءُ مَعَا

يشير الناظم، رضي الله عنه، بهذين البيتين إلى الآيتين الكريمتين اللتين ضمتا النص القرآني (فقال الملأ) في مقابل بقية النصوص التي جاءت بصيغة “وقال الملأ”، وهاتان الآيتان هما:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة هود: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ﴾ (سورة هود: 27).
  • وقوله عزّ من قائل في سورة المؤمنون: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً ﴾ (سورة المؤمنون: 24).

أفلم يسيروا # أولم يسيروا

227وَاقْرَأْ بِفَاءٍ (أَفَلَمْ يَسِيرُوا)

 فِي يُوسُفٍ وَالْحَجِّ يَا بَصِيرُ

228وَآخِرَ الْمُؤمِنِ وَالْقِتَالِ

 مِنْ غَيْرِ مَا رَيْبٍ وَلا اخْتِلالِ

229وَقَدْ أَتَى الأوَّلُ فِي الْمُؤمِنِ مَعْ

 فَاطِرِ وَالرُّومِ بِوَاوٍ وَوَقَعْ

في مخطوطة  مما بين أيدينا وردت إخلال بدلا من اختلال في نهاية البيت الثاني.

يفرق الناظم، رحمه الله، بهذه الأبيات بين ورود قوله تعالى ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا﴾ بالفاء، ووروده بالواو ﴿أَولَمْ يَسِيرُوا﴾. ومن الطريف أن هذه أول مرة في هذه المنظومة يذكر فيه الناظم مواضع كل من النصين المتشابهين.

وهو يبدأ بحصر الآيات التي وردت فيها صيغة “أفلم يسيروا”، وهي أربعة مواضع هي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة يوسف: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ (سورة يوسف: 109).
  • قوله عز وجل في سورة الحج: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (سورة الحج: 46)

قوله سبحانه في سورة غافر: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (سورة غافر: 82).

ومن الجدير بالذكر أنه يشير إلى هذا الموضع الثالث وهو الذي في سورة غافر(المؤمن) يشير إلى أنه في آخرها ،  وذلك لأن في أولها آية أخرى تتضمن الصيغة الأولى.

  • قوله سبحانه في سورة محمد (صلى الله عليه وسلم) التي يعبر عنها الناظم باسمها الآخر وهو سورة القتال في: قوله تبارك وتعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾ (سورة محمد: 10).

و في مقابل هذا يورد الناظم، رحمه الله، على سبيل الحصر (كما أشرنا) المواضع الثلاثة التي جاء فيها النص القرآني ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا﴾، وهي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة الروم: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ ﴾ (سورة الروم: 9)
  • وقوله عز وجل في سورة فاطر: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ ﴾ (سورة فاطر: 44).
  • قوله عز من قائل في سورة غافر، [التي يشير إليها الناظم باسمها الآخر: المؤمن]: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ ﴾ (سورة غافر: 21).

كانوا أشد منهم # وكانوا أشد منهم # كانوا هم أشد منهم

ومن الجدير بالذكر هنا وبدون تأخير أنه بين الآيات السابقة فرق آخر يتمثل في الفرق بين  “كانوا أشد منهم” “وكانوا أشد منهم”، “وكانوا هم أشد منهم”:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة الروم: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ ﴾ (سورة الروم: 9)
  • وقوله عز وجل في سورة فاطر: ﴿ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ ﴾ (سورة فاطر: 44).
  • قوله عز من قائل في سورة غافر، [التي يشير إليها الناظم باسمها الآخر: المؤمن]: ﴿ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ (سورة غافر: 21).

جعلكم خلائف في الأرض # جعلناكم خلائف في الأرض #جعلكم خلائف الأرض

230(جَعَلَكُم) ْ فِي فَاطِرٍ (خَلائِفَا

 فِي الأرْضِ) فَاقْرَأْهُ مُنِيبًا خَائِفَا

يقصد الناظم بهذا البيت التفريق بين:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة فاطر ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا﴾ (سورة فاطر: 39).

حيث ورد النص بصيغة “جعلكم خلائف في الأرض” وذلك في مقابل “جعلناكم خلائف” في الآية الكريمة المشابهة التي وردت في سورة يونس، وهي:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ (سورة يونس: 14).

و يجدر بنا هنا أن نشير إلى أنه في شرح الحسنى إشارة إلى رقم الآية على أنه 24 والصواب 14 وهو ما ذكرناه.

ونضيف إلى ما ذكره الناظم ،رضي الله عنه ، أنه في مقابل “خلائف الأرض” بدون “في” ،   التي وردت في الآية الكريمة المشابهة في سورة الأنعام، وهي:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (سورة الأنعام: 165).
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com