[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الفاء 1]
[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الفاء 2]
حرف
حرف الفاء
آمنتم به # آمنتم له
216 | (فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ) مُسَمَّا | فِي سُورَةِ الأعْرَافِ يَحْكِي النَّجْمَا | |
217 | وَفِي سِوَاهَا (قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ) | بِاللاَّمِ فَاحْفَظْهُ فَمَا أَجَلَّهُ |
يشير الناظم، غفر الله له، بهذين البيتين إلى الفرق بين ثلاث آيات وردت في قصة موسى وفرعون، في الآية الأولى تعدى فعل الإيمان بالباء على حين تعدى في الآيتين الأخريين باللام، أما الآية الأولى، فهي:
- قوله سبحانه وتعالى : ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ (سورة الأعراف: 123).
- وأما الآيتان الأخريان، فهما: قوله عزّ وجل في سورة طه: ﴿قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ﴾ (سورة طه: 71).
- وقوله تقدست أسماؤه: ﴿قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ (سورة الشعراء: 49).
فسوف تعلمون # فلسوف تعلمون
218 | وَبَعْدَهُ (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَا) | وَالشُّعَرَاءُ اللاَّمَ زِدْ يَقِينَا |
ورد هذا البيت في شرح الحسني بالصيغة التالية:
218 | وَبَعْدَهُ (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَا) | وَالشُّعَرَاءُ اللاَّمَ زِدْ يَقِينَا |
يرتبط مضمون هذا البيت بآيتين من الآيات الثلاث التي تناولها البيتان السابقان، ويفرق الناظم به بين الآية الكريمة من سورة الأعراف والآية التي من سورة الشعراء، ففي آية الشعراء جاء النص القرآني الكريم: ﴿فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ في مقابل النص القرآني ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ في آية سورة الأعراف.
إني عامل فسوف # إني عامل سوف
219 | وَبَعْدَ (إِنِّي عَامِلٌ) فَسَوْفَ تَرَىّ | فِي سُورَةِ الأنْعَامِ ثم فِي الزُّمَرْ | |
220 | وَجَاءَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مُفْرَدَا | فِي هُودٍ اتْقِنْ حِفْظَهُ مُرَدَّدَا |
يفرق الناظم، رضي الله عنه، بهذين البيتين بين وورد النص القرآني ﴿إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ بالفاء، ووروده بدونها ﴿إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.
وقد ورد النص القرآني بالفاء في موضعين كما أشار الناظم، رحمة الله عليه، وهما:
- قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: ﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ (سورة الأنعام: 135).
- وقوله سبحانه في علاه في سورة الزمر: ﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ (سورة الزمر: 39).
و يريد الناظم، رضي الله عنه، بهذين البيتين التفريق بين هذين الموضعين اللذين وردت فيهما “الفاء” و بين موضع آخر جاءت فيه “سوف” بدون الفاء، وهو:
- قول الحق تعالى في سورة هود: ﴿وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ﴾ (سورة هود: 93).
فلا تعجبك أموالهم # ولا تعجبك أموالهم
ولا أولادهم# وأولادهم
أن يعذبهم بها # ليعذبهم بها
الحياة الدنيا # الدنيا
221 | وَقُلْ (فَلا تُعْجِبْكَ) بِالْفَاءِ سَمَا | مَعْهُ (وَلا أَوْلادُهُمْ) مُقَدَّمَا | ||||
222 | وَجَاءَ فِي الثَّانِي (وَلا تُعْجِبْكَا) | بِالْوَاوِ مَنْ تَسْألْ بِهِ يُجِبْكَا | ||||
223 | مَعْهُ (وَأوْلادُهُمُ) فَحَصِّلِ | الْكُلِّ فِي التَّوبَةِ غَيْرَ مُبْطِلِ | ||||
224 | وَاقْرَأْ مَعَ الأخِيرِ (أَنْ يُعَذِّبَا) | وَمَعْهُ (فِي الدُّنْيَا) وَكُنْ مُهَذَّبَا | ||||
وردت نهاية البيت الثاني بصيغة “يجيبكا” في بعض المخطوطات والصواب “يجبكا” بالجزم في شرح الحسني، وهو الذي اخترناه.
يقصد الناظم، رضي الله عنه، بهذه الأبيات الأربعة التفريق بين آيتين كريمتين متشابهتين هما:
- قوله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: ﴿فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ (سورة التوبة: 55).
- وقوله تباركت أسماؤه في نفس السورة: ﴿وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ (سورة التوبة: 85).
وهو ينبهنا إلى الفروق بين الآيتين، فالآية الأولى تبدأ بالفاء (فلا) على حين تبدأ الثانية بالواو (ولا) ويأتي حرف النفي (لا) قبل أولادهم في الآية الأولى، بينما لا يأتي في الآية الثانية. كذلك يأتي النص القرآني ﴿لِيُعَذِّبَهُم بِهَا﴾ في الآية الأولى، بينما يأتي (أن يعذبهم بها) في الآية الثانية، ويعبر القرآن الكريم عن الدنيا في الآية الأولى بالحياة الدنيا، وبالدنيا في الآية الثانية. وهكذا تستبين لنا قدرة الناظم، رضي الله عنه، على حصر هذه الفروق الأربعة ونظمها معاً.