الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (41)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (41)

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الغين 1]

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الغين (1))]

حرف الغين

غفور حليم # غفور رحيم # غفور شكور

204 وَقُــلْ غَفُورٌ بَعْدَهُ حَلِيـــمٌ

 أَرْبَعَةٌ حَرَّرَهَا عَلِيمُ

205 أَوَّلُهَــا فِي اللَّغْوِ فِي الأيْمَـانِ

 وَبَعْدَ فَاحْذَرُوهُ جَاءَ ا لثَّانِي

206 كِلاهُمَا قَدْ أَتَيَا فِي الْبَقَــــرَةْ

 بِالْعَفْوِ وَالْبُشْرَى لِمَنْ قَدْ ذَكرَهْ

207 وَثَالِثٌ بَعْدَ الْتَقَى الَجَمْعَـــانِ

 فِي آلِ عِمْرَانَ عَنِ اسْتِيقَانِ

208 وَوَرَدَ الرَّابِعُ فِي الْعُقُــــودِ

 بَعْدَ عَفَا اللهُ بِلا مَزِيدِ

يقصد الناظم بهذه الأبيات تحديد المواضع التي ورد فيها اقتران وترتيب اثنين من أسماء الله الحسنى على هذا النحو “غفور حليم”.

وهنا نذكر للناظم، رضي الله عنه، ذكاءه في تخصيص هذه الأبيات للنص على هذه المواضع، فقد وردت “غفور” و”الغفور” في القرآن (71 مرة)، و “غفوراً” (20مرة)، وفي أغلب الآيات كان اسم الله الرحيم هو الملازم لاسم الغفور، إلا في المواضع الأربعة التي ورد فيها النص القرآني «غفور حليم”، وفي مواضع أخرى سنُشير إليها فيما بعد إتماماً للفائدة.

ومن الطريف أن الناظم، رحمه الله، عدّد المواضع الأربعة بطريقة لطيفة شملت تبيان مضمون النص القرآني الذي وردت فيه الآيات الأربع، وهي:

  • قول الحق سبحانه في سورة البقرة: ﴿لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ (سورة البقرة: 225).
  • وقوله تعالى في نفس السورة: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ (سورة البقرة: 235).
  • وقوله عزّ وجل في سورة آل عمران: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ (سورة آل عمران: 155).
  • وقوله عزّ من قائل في سورة المائدة (وهي التي عبر عنها الناظم ، رحمه الله ، بسورة العقود): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ (سورة المائدة: 101).

أما ما نود أن نضيفه هنا إتماماً للفائدة، فهو أن ننبه أولاً إلى المواضع الأخرى التي وردت فيها نصوص أخرى غير نص الاقتران الأكثر شيوعاً: “غفور رحيم”، و “الغفور الرحيم” و “غفورا رحيما”، وهي  كما أشرنا لتونا الصيغ الأكثر شيوعاً في القرآن الكريم عند اقتران اسمه الغفور باسم آخر من أسمائه الحسنى.

# حليم غفور

ونبدأ بأن نذكر القارئ أن النص القرآني ورد بعكس الترتيب الذي أشار إليه الناظم، غفر الله له، في هذه الأبيات الخمسة، أي بتقديم اسم الله الحليم على اسمه الغفور في موضعين فقط ، هما:

  • قول الحق سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ (سورة الإسراء: 44).
  • وقوله تبارك وتعالى في سورة فاطر: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ۚ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ (سورة فاطر: 41).

وبالإضافة إلى اسم الله “الرحيم” واسم الله “الحليم”، فإن اسمين من أسماء الله سبحانه وتعالى وردا في النص القرآني بعد اسمه “الغفور” سبحانه وتعالى، وهذان الاسمان هما “الشكور” و “الودود”.

#غفور شكور

ورد اسم الله الشكور بعد اسمه الغفور في ثلاثة مواضع هي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة فاطر: ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (سورة فاطر: 30).
  • وقوله تباركت أسماؤه في نفس السورة: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور (سورة فاطر: 34).ٌ
  • وقوله جلّ في علاه في سورة الشورى: ﴿ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (سورة الشورى: 23).

# غفور ودود

أما الاسم الرابع من أسمائه سبحانه وتعالى، فهو اسمه الودود، وقد ورد في موضع واحد:

  • قوله عزّ وجل في سورة البروج: ﴿إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾ (سورة البروج: 13 و14).

أما عن أسماء الله سبحانه وتعالى التي سبقت اسمه “الغفور” عند اقتران الاسمين، فبالإضافة إلى ما ذكرناه من تقدم اسمه “الحليم” على اسمه “الغفور” في موضعين فقط، فإن هناك اسمين آخرين من أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى تقدّما على اسمه “الغفور” عند اقترانهما، وهما اسمه “العفو” واسمه “العزيز”.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com