الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (40)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (40)

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف العين]

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف العين]

حرف العين

الطائفين والعاكفين # الطائفين والقائمين

195وَ(الْعَاكِفِينَ) وَاقِعٌ فِي الْبَقَرَةْ

 وَ(الْقَائِمِينَ) فِي سِوَاهَا ذَكَرَهْ

يقصد الناظم، رحمه الله، بهذا البيت التفريق بين:

  • قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ (سورة البقرة: 125).
  • وقوله سبحانه في سورة الحج: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ (سورة الحج: 26).

عليم حكيم # العليم الحكيم

196وَقُلْ أَتَى فِي يُوسُفٍ (عَلِيمُ)

 مُنْفَرِدًا يَتْبَعُهُ (حَكِيمُ)

197مِنْ قَبْلِهِ وُفِّقْتَ إِنَّ (رَبَّكَا)

 فَاصْرِفْ إِلَيْهِ مُسْتَفِيدًا الُبَّكَا

198وَهَكَذَا فِيهَا (هُوَ الْعَلِيمُ)

 فِي مَوْضِعَيْنِ بَعْدَهُ (الْحَكِيمُ)

ورد الشطر الثاني من البيت الثاني في إحدى المخطوطات بصيغة فأصرى بدلاً من فاصرف.

يشير الناظم، رحمه الله، بالبيت الأول إلى

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة يوسف: ﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (سورة يوسف:6).

حيث وردت عليم قبل حكيم وبدون “أل” التعريف، وبالشطر الأول من البيت الثاني يشير الناظم إلى ورود “إن ربك” قبلها كما هو واضح.

وفي البيت الثالث يشير الناظم إلى موضعين آخرين في سورة يوسف ورد فيهما النص القرآني إنه هو العليم الحكيم وهما:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (سورة يوسف: 83).
  • وقوله تباركت أسماؤه: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (سورة يوسف: 100).

وهذه المواضع الثلاثة في سورة يوسف هي المواضع التي سبق فيها اسم الله العليم اسمه الحكيم، على حين يسبق اسمه الحكيم اسمه العليم في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، يمكن الرجوع إليها في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.

توفى كل نفس ما عملت # توفى كل نفس ما كسبت

199مَاعَمِلَتْ فِي النَّحْلِ قُلْ والزُّمَر

 و(كُلُّ نَفْسٍ) قَبْلَهُ كَمَا قُرِي

يقصد الناظم، رحمه الله، بهذا البيت:

  • قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (سورة النحل: 111).
  • وقوله جلّ جلاله في سورة الزمر: ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ (سورة الزمر: 70)

فهذان هما الموضعان الوحيدان اللذان وردت فيهما “ما عملت” في مقابل النص القرآني “ما كسبت”، الذي ورد في ثلاثة مواضع لم يُشر إليها الناظم، رضي الله عنه، وهي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة” ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (سورة البقرة: 281).
  • وقوله تبارك وتعالى في سورة آل عمران” ﴿فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (سورة آل عمران: 25)
  • وقوله تعالى في نفس السورة: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (سورة آل عمران: 161).

رحمة من عندنا #  رحمة منّا # رحمة من عنده

200وَرَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا فِي الأنْبِيَا

 وَفَاعْبُدُونِ اثْنَانِ فِيهَا أَتَيَا

201وَثَالِثٌ فِي الْعَنْكَبُوتِ وَعَلَى

 أَنْ تُشْرِكَ الْفَرْدُ بِلُقْمَانَ انْجَلَى

ورد الشطر الثاني من البيت الأول في المخطوطة 214 قراءات ، وفي شرح الحسني أيضا  بصيغة: اثنان “فيها” بدلاً من “منها” التي وردت في مخطوطة مِمَّا بين أيدينا.

يُشير الناظم، رحمه الله، بأول الشطر الأول من البيت الأول إلى ورود قوله سبحانه وتعالى: ﴿رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا﴾ في قوله عز وجل في سورة الأنبياء: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ﴾ (سورة الأنبياء: 84). وذلك في مقابل النصوص الأخرى “رحمة منا”، “رحمة من عنده”.

ولكننا يمكن أن نضيف إلى ما ذكره الناظم إشارة بورود الصيغة الأولى “رحمة من عندنا” أيضا في سورة الكهف في:

  • في قوله تقدست أسماؤه: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا﴾ (سورة الكهف: 65)

# فاعبدون

ويشير الناظم، رحمه الله، في الشطر الثاني من البيت الأول و الشطر الأول من البيت الثاني من هذين البيتين إلى المواضع الثلاثة التي ورد فيها النص القرآني “فاعبدون”، وهي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (سورة الأنبياء: 25)
  • وقوله جلّ وعلا في نفس السورة (ولهذا يقول الناظم ~ رضي الله عنه~: اثنان منها أتيا): ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (سورة الأنبياء: 92).
  • وقوله عزّ وجل في سورة العنكبوت: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ (سورة العنكبوت: 56).

جاهداك على أن تشرك # جاهداك لتشرك

أما قول الناظم، رضي الله عنه، “وعلى أن تشرك الفرد بلقمان انجلى”، فيقصد به أن يفرق بين:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة لقمان” ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (سورة لقمان: 15).

حيث وردت “على أن تشرك” في مقابل “لتشرك”:

  • في قوله تعالى في سورة العنكبوت: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (سورة العنكبوت: 8).

وهكذا نجد الشطر الأول من البيت الثاني ، بعد أن أكمل به الناظم النص الذي في البيت الأول، قد بدأ به أيضاً نصاً جديداً حول فرق جديد بين موضعين.

جنات وعيون # جنات ونعيم

202عُيُونٌ اعْطِفْهُ عَلَى جَنَّاتِ

 فِي الذَّارِيَاتِ وَاحْذَرِ الزَّلاتِ

203مِنْ بَعْدِ إِنَّ الْمُتَقِينَ وَقَعَا

 وَالطُّورُ فِيهَا وَنَعِيمٌ تَبَعَا

يقصد الناظم، قول الحق سبحانه: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ (سورة الذاريات: 15).

ويفرق الناظم بالشطر الثاني من البيت الثاني بين هذا النص القرآني وبين نص قرآني آخر في سورة الطور، هو:

  • قول الحق جلّ في علاه: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾ (سورة الطور: 17).

وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فقد كان الناظم، رحمه الله، حريّا به أن يُشير إلى النص الثالث المشابه في سورة القمر: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ (سورة القمر: 54).

  • ومن بديع صُنع الله أن هذا النص يأتي على هذا النحو في ثلاث سور شبه متتالية (الذاريات فالطور ثم القمر)، ويأتي بهذه الصيغ الثلاث.

هذا ومما هو جدير بالذكر أنه سبق للناظم، رحمة الله عليه،  في البيت ١٦٩ الذي جاء في حرف الزاي أن تناول  ورود «زروع” بعد “عيون” وقد أوردنا في شرحنا للنظم هناك بعضاً من اللطائف التي ينبغي للقارئ أن يُقلب النظر فيها ويربطها مع هذين البيتين إتماماً للفائدة.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com