الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (38)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (38)

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الطاء]

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الطاء]

حرف الطاء

المطهرين # المتطهرين

186وَالطَّاءَ فِي (الْمُطَّهِّرِينَ) شَدِّدُوا

 فِي تَوْبَةٍ وَهْوَ بِهَا مُنْفَرِدُ

يقصد الناظم، رحمه الله، بهذا البيت تنبيه قارئ القرآن الكريم إلى آية سورة التوبة التي يقول فيها الحق جلّ علاه: ﴿لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ (سورة التوبة: 108).

ففي هذه الآية ترد كلمة المطّهرين بتشديد (طّ)، في مقابل لفظ المتطهرين، التي وردت في سورة البقرة في:

  • قول الحق جلّ علاه: ﴿ َإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ (سورة البقرة: 222).

ومن الجدير بالذكر هنا أن أستاذنا الحسنى قال ما نصه: إن المطهرين وردت في سائر القرآن، وذلك في موضع فريد أيضاً في البقرة، ولست أدري المقصود بهذه العبارة ولا صوابها، إذ يستحيل أن يجتمع “السائر” و”الفريد”.

تسطع # تستطع

187وَاقْرَأْ بِآيِ الْكَهْفِ (مَا لَمْ تَسْطِعِ)

 مُؤخَّرًا مِنْ غَيْرِ مَا تَضَعْضُعِ

يقصد الناظم، رحمة الله عليه، بهذا البيت التفريق بين آيتين في سورة الكهف، وردت في أولاهما “تستطيع” وفي ثانيهما “تسطع” بحذف التاء، وهاتان الآيتان من المتشابهات المعروفة على نطاق واسع، نظراً لقربهما من بعضهما البعض في السورة ذاتها:

  • الآية الأولى قوله تعالى: ﴿قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾ (سورة الكهف: 78).
  • أما الآية الثانية فهي قوله سبحانه: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾ (سورة الكهف: 82).

ومن فتوح الله علينا أن نقول إن ادغام التاء جاء في الموضع التالي على نحو ماهو مألوف في نصوص التشريع من أن تأتي الصيغة الكاملة قبل الصيغة المختصرة ، وذلك على خلاف مافي الآية التي يشير إليها البيت التالي مباشرة والتي تتعلق بنص من نصوص التنفيذ حيث تأتي الصيغة الكاملة بعد الصيغة المختصرة ، و الله أعلم .

اسطاعوا # استطاعوا

188وَاقْرَأْ (فَمَا اسْطَاعُوا) بِهَا مُقَدَّمَا

 عَلَى (اسْتَطَاعُوا) رَاشِدًا مُسَلِّمَا

يفرق الناظم، غفر الله له، بهذا البيت بين “استطاعوا” و”اسطاعوا” اللتين وردتا في آية واحدة في سورة الكهف، هي:

  • قوله سبحانه: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ (سورة الكهف: 97).

ويجدُر بنا هنا أن نذكر أن “اسطاعوا” لم ترد في القرآن إلا في هذه الآية، بينما وردت “استطاعوا” في ثلاثة مواضع أخرى.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com