الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (36)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (36)

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الصاد]

[استذكار المتشابهات القرآنية/حرف الصاد]

حرف الصاد

تخفوا ما في صدوركم  أو تبدوه

180(صُدُورِكُمْ)مِنْ بَعْدِ(تُخْفُوا) بَيِّنَا

 فِي آلِ عِمْرَانَ تَجِدْهُ مُتْقَنَا

يشير الناظم بهذا البيت إلى  وجود النص ( ما في صدوركم ) في أل عمران في مقابل (مَا فِي أَنفُسِكُمْ ) في سورة البقرة ، و الآيتان هما  قوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران كما يشير الناظم : ﴿قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (سورة آل عمران: 29) و قوله سبحانه: ﴿لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ﴾ (سورة البقرة: 284).

تخفوا أو تبدوه # تبدوا أو تخفوه

كما أن التأمل في الآيات يقودنا إلى إدراك  فارق آخر هو تقديم فعل الإخفاء على فعل الإبداء في قوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: ﴿قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (سورة آل عمران: 29)  وهو الفرق بين هذه الآية وثلاث آيات أخرى تقدم لفظ “تبدوا” على لفظ “تخفوه” وهي:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ﴾ (سورة البقرة: 284).
  • وقول الحق تعالى: ﴿إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ (سورة النساء: 149).
  • وقوله عز من قائل: ﴿إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ (سورة الأحزاب: 54).

عمل صالحا # عمل عملاً صالحاً

181مَعْ (عَمِلَ) اقْرَأْ (صَالِحًا) فِي مَرْيَمِ

 وَثَانِيَ الْفُرْقَانِ صُنْهُ تَغْنَمِ

يبدو والله أعلم أن الناظم قد قصد بهذا البيت النص على الموضعين اللذين انفردا بالنص عمل صالحا في مقابا عمل عملا صالحا  وقد أشار إلى مواضع هذا التفرد :

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة مريم: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا﴾ (سورة مريم: 60).
  • وقوله جلّ وعز في سورة الفرقان: ﴿وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾ (سورة الفرقان: 71). ومن الجدير بالذكر ان هذه الاية جاءت تالية مباشرة لآية ورد فيها النص عمل عملا صالحا  وهي قوله سبحانه : ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (سورة الفرقان: 70).

نضيف هنا  أن مراجعة المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ترينا أن النص “عمل صالحاً” ورد أيضاً في آيات أخرى :

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ (سورة البقرة:62).
  • وقوله عزّ من قائل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (سورة المائدة:69).
  • وقوله جلّ وعلا: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (سورة النحل: 97).
  • وقوله عزّ وجل: ﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ (سورة الكهف: 88).
  • وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ﴾ (سورة طه: 82).
  • وقوله تباركت أسماؤه: ﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ (سورة القصص: 67).
  • وقوله تنزهت أسماؤه: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ (سورة القصص: 80).
  • وقوله سبحانه وتعالى: ﴿مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾ (سورة الروم: 44).
  • وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ (سورة سبأ: 37).
  • وقوله جلّ في علاه: ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (سورة غافر: 40).
  • وقوله تنزهت أسماؤه: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (سورة فصلت: 33).
  • وقوله جلّ في علاه: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (سورة فصلت: 46).
  • وقوله تبارك وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ (سورة الجاثية: 15).

ستجدني إن شاء الله من الصالحين # ستجدني إن شاء الله من الصابرين

182وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ إن شا

 فِي الْقَصَصِ اقْرَأْهُ بِلا اعْتِدَاءِ

183وَالصَّابِرِينَ بَعْدَهُ مَذْكُورُ

 فِي قِصَّةِ الذَّبِيحِ لا تَجُورُ

ورد البيت الأول في شرح الأستاذ الحسنى بصيغة “بعد الاستثناء” تقرأ، وهو المعنى ذاته الذي يعبر عنه قول الناظم، رحمه الله، “بعد إن شا” يقصد بعد قوله إن شاء الله وقد وردت في شرحه نهاية الشطر الثاني من البيت الثاني “لا تجوروا” بواو الجماعة بدلا من “لا تجور”.

 يفرق الناظم، رحمه الله، بهذين البيتين بين آيتين كريمتين هما:

  • قول الحق جلّ في علاه في سورة القصص: ﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (سورة القصص: 27).
  • وقوله سبحانه وتعالى في سورة الصافات: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (سورة الصافات: 102).

ومن اللطيف أن تنظر إلى بلاغة اختيار اللفظين  المتشابهين ، فموسى ينتظر من الله أن يوفقه للصلاح، كما أن الذبيح ينتظر من الله سبحانه وتعالى أن يوفقه للصبر.. عليهما وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com