الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (33)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (33)

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الزاي]

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الزاي]

حرف الزاي

وتقطعوا أمرهم بينهم # وتقطعوا أمرهم بينهم زبراً

168(أَمْرَهُمُ بَيْنَهُمُ) قُلْ (زُبَرَا)

 فِي الْمُؤمِنِينَ مفردٌ قَدْ شُهِرَا

ورد هذا البيت في المخطوطة 214 قراءات بلفظ “زائد” بدلاً من “مفرد” التي وردت في شرح الحسني ،  وهو ما اخترناه .و يشير الناظم، رضي الله عنه، بهذا البيت إلى:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون: ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ (سورة المؤمنون: 53).
  • وذلك تمييزًا لهذا الموضع عن قول الحق جل جلاله في سورة الأنبياء ﴿وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ ۖ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ﴾ (سورة الأنبياء: 93).

جنات وعيون # جنات وعيون وزروع

169بَعْدَ (عُيُونٍ) قُلْ(زُرُوعٍ) حَصَلا

 إِلا الَّذِي فِي الشُّعَرَاءِ أَوَّلا

في شرح الحسنى ” إلا الذي ” بدلا من “الذين” التي وردت في المخطوطة، وقد آثرنا ما أورده الأستاذ الحسني. و يريد الناظم، غفر الله له، أن يفرق بين المواضع التي ورد فيها النص القرآني “زروع” بعد النص القرآني “جنات وعيون”. وقد أشار في البيت إلى أن الزروع تأتي بعد العيون إلا في الموضعين الأولين من سورة الشعراء، وقد جاءت إشارة إلى الموضعين باستخدامه “اللذين” وهو يقصد بهذا:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ (سورة الشعراء: 57، 58).
  • وقوله تباركت أسماؤه: ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (سورة الشعراء: 132 ـ 134).

ومعنى هذا أنه فيما عدا هذين الموضعين، فإن “زروع” تتلو “عيون”، وهذا ما لم يأت إلا في موضعين فقط هما:

  • قول الحق جلّ جلاله في سورة الشعراء: ﴿فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ (سورة الشعراء: 147، 148).
  • وقوله عزّ وجل في سورة الدخان: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ (سورة الدخان: 25، 26).

ويُمكننا أن نضيف إلى ما ذكره الناظم رحمه الله  إشارة إلى المواضع الأخرى (بالإضافة إلى آيتي الشعراء) اللتين لم ترد فيهما زروع بعد عيون، وهي أربعة مواضع، هي:

  • قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ (سورة الحجر:45).
  • وقوله جلّ جلاله : ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ (سورة الدخان: 51، 52).
  • وقوله في سورة الذاريات: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ (سورة الذاريات: 15).
  • وقوله عزّ من قائل: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾ (سورة المرسلات: 41)

وقد تراءى لي ، والعلم لله ، أن الناظم، رضي الله عنه، ربما أراد “عيون” بالتنوين، ولكن لم أجد هذه القاعدة صالحة للتطبيق أو لإبطال ما ذهبنا إليه.  كذلك يجدُر بنا أن نشير إلى أن “جنات وعيون وكنوز” قد وردت في سورة الشعراء في الآيتين 57 و58 اللتين أشرنا إليهما في بداية شرح هذا البيت.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com