[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الراء2]
[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الراء2]
حرف الراء
وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى # وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى
164 | وَاقْرَأْ (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى) | فِي قَصَصٍ بَيَّنْتُهُ مُسْتَقْصَى |
يفرق الناظم، رحمه الله، بهذا البيت بين الآيتين الكريمتين اللتين ورد فيهما النص القرآني مع تقديم وتأخير الفاعل رجل، ففي سورة القصص:
- قال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ﴾ (سورة القصص: 20).
أما في سورة يس:
- فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ (سورة يس: 20).
وينبغي لنا أن نستلفت نظر القارئ إلى أن آية سورة القصص كانت في سياق قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا السلام، أما آية يس فكانت في سياق قصة أصحاب القرية.
خزائن رحمة ربك # خزائن ربك
165 | خَزَائِنُ الرَّحْمَةِ فِي صَادٍ وَقُلْ | فِي طوُرِهَا خَزَائِنُ الرَّبِّ وَطُلْ |
يقصد الناظم بهذا البيت التفريق بين قول الله سبحانه وتعالى في سورة ص: ﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾ (سورة ص: 9). وبين قوله سبحانه وتعالى في سورة الطور: ﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ﴾ (سورة الطور: 37).
# خزائن رحمة ربي
نضيف إلى ما ذكره الناظم إشارة إلى آية أخرى ورد فيها النص على خزائن الرحمة، وهي:
- قول الحق جلّ في علاه في سورة الإسراء: ﴿قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا﴾ (سورة الإسراء: 100).
وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ # وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ
كذلك فإن الناظم، رضي الله عنه، يقودنا هنا إلى أن ننتبه إلى الفرق بين آيتين متشابهتين جداً في سورتي الأنعام وهود، أما آية الأنعام:
- فقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ﴾ (سورة الأنعام: 50)
- أما آية هود فهي قوله عزّ وجل: ﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (سورة هود: 31).
# الرجز
166 | وَجَاءَ ذِكْرُ الرِّجْزِ فِي الْقُرآنِ | فِي أَرْبَعٍ خُذْهَا عَنِ اسْتِيقَانِ | |
167 | ثَلاثَةَ الأعْرَافِ عُدَّ وَاحْصُرِ | وَرَابِعٌ فِي سُورَةِ الْمُدَّثِّرِ |
يقصد الناظم، رحمه الله، هنا لفظ الرجز، ويبدو أنه يريد أن يُنبهنا إلى المواضع التي جاء فيها لفظ “الرجز” مُعرّفاً بالألف واللام، ذلك أنه لم يَشر إلى “رجز” [مضافة أو موصوفة] التي وردت في ثلاثة مواضع أخرى، ولا إلى “رجزا” التي وردت هي الأخرى في ثلاث آيات.. ولا أدري السبب الذي جعل الناظم، رضي الله عنه، يضم إلى الآيات التي تضمنت لفظ الرجز تلك الآية من سورة المدثر التي تتحدث عن الرُّجْز؟ والمعنى مُختلف! والرجز كناية عن الذنب ، سُمّي كذلك من باب التسمية بالمآل.
- أما المواضع الثلاثة التي يُشير إليها الناظم، رحمه الله، في سورة الأعراف فقد وردت في آيتين متتاليتين هما:
- قول الحق سبحانه: ﴿وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ﴾ (سورة الأعراف: 134، 135).
وأما آية سورة المدثر فهي:
- قوله تعالى: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ (سورة المدثر: 5).
وأما المواضع الثلاثة التي ورد فيها لفظ “رجز” [مضافة أو موصوفة] ولم يشر إليها الناظم، رحمة الله عليه، فهي:
- قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال:﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾ (سورة الأنفال: 11).
- وقوله جلّ في علاه في سورة سبأ: ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ﴾ (سورة سبأ: 5).
- وقوله عزّ من قائل في سورة الجاثية: ﴿هَٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ﴾ (سورة الجاثية: 11)
وأما المواضع التي ورد فيها لفظ “رجزا” فهي:
- قوله سبحانه في سورة البقرة ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ (سورة البقرة: 59).
- وقوله جلّ في علاه في سورة الأعراف: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ﴾ (سورة الأعراف: 162).
- وقوله سبحانه من قائل في سورة العنكبوت: ﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ (سورة العنكبوت: 34).
و يجدر بنا هنا أن نشير إلى فضل أستاذنا الحسني وعلمه في شرحه لهذين البيتين، قال: “ولم أر وجه إشكال الرجز مع غيره”، وأردف: “ولعله أراد النص عليه لئلا يلتبس بلفظ العذاب، كما قال في كشف الحجاب: “وغير هذه ذكر العذاب بدل الرجز، ولكن يشكل على هذا موضع المدثر.