[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الراء1 ]
[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الراء1]
حرف الراء
ولقد جاءتهم رسلنا # حتى إذا جاءتهم رسلنا
159 | (جَاءَتْهُمُ رُسُلُنَا) فِي الْمَائِدَةْ | مَعْ (وَلَقَدْ) فَرْدٌ فَفُزْ بِالْفَائِدَةْ |
يُشير الناظم بهذا النص إلى قوله سبحانه في سورة المائدة: (وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (سورة المائدة:32) الذي انفرد بهذه الصيغة في مقابل الصيغ الأكثر شيوعا رسلهم والرسل بدلا من رسلنا ، و مما نتعلمه من القرآن الكريم أن الرسل تنسب إلى المرسل إليهم كما تنسب إلى المرسل .
ومما نضيفه هنا إلى ما ذكره الناظم أن صيغة حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا جاءت في قوله سبحانه ﴿ ٰحَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ ﴾ (سورة الأعراف: 37).
رزق كريم # رزق كبير
160 | (رِزْقٌ كَرِيْمٌ) خَمْسَةٌ فَاثْنَانِ | فِي سُورَةِ الأنْفَالِ ثَابِتَانِ | |
161 | وَجَاءَ فِي الْحَجِّ نَعَمْ وَالنُّورِ | و سبأ كاللؤلؤ المنثور |
وردت نهاية البيت الأول من هذين البيتين في مخطوطة مما بين أيدينا بصيغة “ثنتان” بدلا من “ثابتان” التي فضّلناها.
يُشير الناظم، رضي الله عنه، بهذين البيتين إلى ورود الرزق في القرآن الكريم موصوفاً بأنه كريم في صيغة “رزق كريم”، في خمسة مواضع فقط من القرآن الكريم كما أشار الناظم، وهي:
- قول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأنفال:﴿أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (سورة الأنفال: 4).
- وقوله تبارك وتعالى في نفس السورة: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (سورة الأنفال: 74).
- وقوله جلّ جلاله: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (سورة الحج: 50)
- وقوله عزّ من قائل في سورة النور: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (سورة النور: 26)
- وقوله تباركت أسماؤه في سورة سبأ: ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (سورة سبأ: 4).
و من الجدير بالذكر أن الناظم تناول المتشابهات المرتبطة بأجر كريم في حرف الألف وقد عرضناها في كتابنا هذا بدءا من البيت رقم ٦٨ .
رددناه # رجعناه
رددت إلى ربي # رجعت إلى ربي
162 | وَالرَّدُّ جَاءَ فِي مَكَانِ الرَّجْعِ | فِي قَصَصٍ وَالْكَهْفِ قُلْ عَنْ قَطْعِ | |
163 | وَعَكْسُهُ فِي فُصِّلَتْ وَطَه | وَرُبَّ تَالٍ فِيهِمَا قَدْ تَاهَا |
هذان البيتان نموذج للأبيات المركبة التي يقصد بها الناظم، رحمة الله عليه، التفريق لا بين آيتين متشابهتين فحسب، ولكن التفريق بين زوجين من الآيات المتشابهة، وذلك أنه يفرق بين:
- قوله سبحانه وتعالى في سورة القصص: ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾ (سورة القصص: 13).
- وقوله تبارك وتعالى في نفس القصة في سورة طه: ﴿إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾ (سورة طه: 40).
- ففي آية القصص ورد النص ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ﴾، أما في آية طه، فقد ورد النص ﴿فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ﴾.
أما الزوج الثاني من المتشابهات الذي استغل الناظم بيتيه في الإشارة إليه، لأنه يدور حول اللفظين، فهو تفريقه بين:
- قوله عزّ وجل في سورة الكهف: ﴿وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا﴾ (سورة الكهف: 36).
- وقوله جلّ وعلا في سورة فصلت: ﴿ وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ ۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ (سورة فصلت: 50)، فكما يرى القارئ وردت صيغة ﴿رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي﴾ في مقابل ﴿رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي﴾ في آيةالكهف.