[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الدال ]

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الدال]

حرف الدال

ديارهم # دارهم

153	(دِيَارِهِمْ) بِالْجَمْعِ (جَاثِمِيْنَا)		حَرْفَانِ فِي هُودٍ هُمَا يَقِيْنَا
154	إذَا قَرَأْتَ قِصَّةً لِصَالِحِ		أَوْ لِشُعَيْبٍ النَّبِيَّ النَّاصِحِ

يُشير الناظم، رضي الله عنه، بهذين البيتين إلى الفرق بين ورود النص القرآني “دارهم”، بصيغة الجمع ووروده بصيغة المفرد. وقد جاء النص بصيغة الجمع “ديارهم” مرتين فقط في سورة واحدة هي سورة هود على نحو ما ذكر الناظم، وذلك في معرض حديث القرآن الكريم عن قصة قوم صالح وقصة قوم شعيب عليهما وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام، وهاتان الآيتان هما:

• قول الحق سبحانه و تعالى:﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (سورة هود: 67) والآية تتحدث عن ثمود قوم صالح.
• وقوله سبحانه وتعالى:﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (سورة هود: 94) والآية تتحدث كما هو ظاهر في نصها عن مدين قوم شعيب.

وذلك مقابل ثلاث آيات أخرى ورد النص القرآني فيها بصيغة المفرد ، من هذه الآيات الثلاث آيتان متطابقتان تماماً في سورة الأعراف : والآيات الثلاث هي:

• قوله سبحانه في سورة الأعراف: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (سورة الأعراف: 78) والآية تتحدث عن ثمود قوم صالح .
• وقوله جلّ جلاله في نفس السورة: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (الأعراف: 91) والآية تتحدث عن مدين قوم شعيب.
• وقوله جلّ في علاه في سورة العنكبوت:﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (سورة العنكبوت: 37)
• وهذه الآية [مثل آية الأعراف :٩١ ] تتحدث عن مدين قوم شعيب..



وقد هداني الله جل جلاله إلى ملاحظة أن الآيتين التي وردت فيهما الديار بالجمع عبرت عن العذاب بالصيحة ، على حين أن الآيات التي وردت الدار فيها بالمفرد عبرت عن العذاب بالرجفة.

ولا حرّمنا من دونه من شيء #  ولا حرّمنا من شيء

155

وَجَاءَ فِي النَّحْلِ (وَلا حَرَّمْنَا

مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيءٍ) افْهَمْ عَنْا

يفرق الناظم، غفر الله له، بهذا البيت بين آية النحل حيث ورد النص القرآني “من دونه”، بينما لم يرد في آية سورة الأنعام:

• قوله عز من قائل في سورة النحل﴿وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ ﴾ (سورة النحل: 35).
• قوله سبحانه وتعالى في سورة الانعام:﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ (سورة الأنعام: 148).

دعانا #  دعا ربه

156

(ضُرٌّ دَعَانَا) آخِرًا فِي الزُّمَرِ

وَرَبُّهُ الْمَدْعُوُّ قَبْلُ فَاخْبُرِ

يفرق الناظم، رضي الله عنه، بهذا البيت بين آيتين كريمتين في سورة الزمر، والشطر الثاني من البيت يُشير إلى ورود ربه في نص الآية السابقة أي الآية ٨  بقوله “وربه المدعو قبلُ” :

• في الأولى وهي المتأخرة في ترتيب الآيات جاء النص القرآني بصيغة ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا﴾  وذلك في قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ﴾ (سورة الزمر: 49).
• وفي الثانية جاء النص القرآني  بصيغة ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ﴾ في قول الحق سبحانه:﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ﴾ (سورة الزمر: 8).

# دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا

الضر # ضر

• ويُمكننا إتماماً للفائدة أن نضيف إلى ما ذكره الناظم رضي الله عنه، إشارة إلى آية ثالثة جاءت بصيغة (دعانا)  في:  
• قوله جلّ جلاله في سورة يونس: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ﴾ (سورة يونس: 12)

مع ما في هذه الآية  من فارق مع آية الزمر الأولى، حيث يرد “الضر” في آية يونس في مقابل “ضر” في آية الزمر.

# دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ

ويُمكننا إتماماً للفائدة أيضا أن نضيف أيضا أنه قد جاءت آية رابعة مُشابهة، ولكن بصيغة اسم الجمع “الناس” بدلاً من صيغة المفرد “الإنسان”، وذلك في

• §          قوله سبحانه وتعالى  في سورة الروم: ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾(سورة الروم:33).
•