[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الحاء 1]
[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الحاء1]
حرف الحاء
بغير حق # بغير الحق
133 | بِغَيْرِ حَقِ كُلّهَــــا مُنْكَــرَة | إٍلّا الَتِي قَدْ عرَفْتُ في البَقَرَة | |
134 | مَعَ النَّبِيِّيـــــنَ وَالانْبِيــَاءِ | بِغَيْرِ حَقٍّ سَاطِعُ الضِّيَاءِ |
ورد هذان البيتان في شرح الحسني متبدلين في وضعهما، مع اختلاف الشطر الأول ، حيث ورد بصيغة: جميعها قد وردت منكرة. و يبدو لنا أن الناظم، غفر الله له، قصد بهذا البيت ورود النص القرآني الخاص بقتل الأنبياء بغير حق، وهو يقول إن هذا النص ورد دائما بغير حق (بدون التعريف وهو ما يقصده بقوله منكرة) إلا في موضع واحد في سورة البقرة (وهو ما يُشير إليه بقوله: إلا التي قد عرفت البقرة)، وهو:
- قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (سورة البقرة: 61).
أما النصوص الأخرى التي ورد فيها النص القرآني “بغير حق” في مقابل “بغير الحق” فهي:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (سورة آل عمران: 21).
- وقوله جلّ جلاله: ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ) (سورة آل عمران: 112).
- وقوله تقدست أسماؤه: ﴿لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ (سورة آل عمران: 181).
- وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (سورة النساء: 155).
ولكننا من باب إتمام الفائدة نُضيف هنا إلى ما ذكره الناظم، رضي الله عنه، المواضع التي ورد فيها النص القرآني “بغير الحق”، وهي:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ ﴾ (سورة آل عمران: 154).
- وقوله عز من قائل: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ (سورة المائدة: 77).
- وقوله جلّ في علاه: ﴿ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ (سورة الأنعام: 93).
- وقوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ (سورة الأعراف: 33).
- وقول الحق تباركت أسماؤه: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ﴾ (سورة الأعراف: 146).
- وقوله تقدست أسماؤه: ﴿فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ﴾ (سورة يونس: 23).
- وقوله تنزّه عن الشبيه والمحال: ﴿ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ﴾ (سورة غافر: 75)
- وقوله عزّ من قائل: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ (سورة فصلت: 15).
- وقوله جلّ في علاه: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (سورة الشورى: 42).
- وقوله عزّ وجل: ﴿ فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ﴾ (سورة الأحقاف: 20).
- وفي المقابل ، فقد ورد النص القرآني “بغير حق” مرة أخرى (غير التي أشار إليها الناظم رحمه الله) في سورة الحج في:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ ﴾ (سورة الحج:40).
وهكذا يتضح لنا أن الناظم، غفر الله له، حين “فرق” لم يفرق بين “بغير حق”، و “بغير الحق” إلا في المواضع التي تناولت قتل الأنبياء فقط، مع أنه لم ينص على هذا النظم.
على هذا النحو، كنت قد انتهيت من شرح البيت والتعقيب عليه، ولكنني فوجئت في المخطوطة 214 قراءات ببيت لم يرد في النص المطبوع يعبر فيه الناظم، رضي الله عنه، عما تمنيت أن يُعبر عنه فيما سبق من شرح، ولا أدري هل هذا البيت من نظم الناظم، رحمة الله عليه، وسقط من النص المطبوع، أم أنه استدرك عليه من أحد الحُفّاظ الذين حفظوا المنظومة وفهموها، وقد وضعنا هذا البيت في ترتيبنا تاليا للأول .
والبيت الثاني بهذه الصيغة يُغني عن كل تعليقاتي، فهو قد حصر الفروق في الآيات التي ورد فيها ذكر النبيئين والأنبياء.