الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (21)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (21)

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف التاء3]

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف التاء 3]

أخذ # أخذت

118وَاقْرَأْ بِتَاءٍ (أَخَذَتْ) فِي هُودِ

 فِي مَدْيَنٍ وَاحْذِفْهُ فِي ثَمُودِ

ورد النص في مخطوطة 214 قراءات (بتاء) بدلا من (بتا). و يُشير الناظم بهذا البيت الطريف إلى الفرق بين آيتين في سورة هود يتحدث فيهما ربّ العزة عن الصيحة حين تأخذ الظالمين، ففي الحديث عن أهل مدين جاء النص القرآني بتاء التأنيث “وأخذت الذين ظلموا الصيحة” في:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (سورة هود: 94).

أما قبل هذه الآية وفي نفس السورة وفي معرض الحديث عن ثمود، فقد جاء النص (في فعل الأخذ ) بدون التاء:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ (سورة هود:67).

# قليلا ما تشكرون

119وَأَرْبَعٌ جَـاءَ بِهَـــا (قَلِيــلا

 مَا تَشْكُرُونَ) فَاحْفَظِ الأُصُولا

120فِي سُورَةِ الأعْرَافِ مَعْ(قَدْ أفْلَحَا)

 وَجَاءَ فِي السَّجْدَةِ حَرْفٌ وَضَحَا

121وَجَاءَ فِي الْمُلْكِ هُدِيتَ الرَّابِــــعُ

 وَمَا بِهِ خُلْفٌ وَلا تَنَازُعُ

وردت هذه الأبيات الثلاثة في المخطوطة 214 قراءات باختلافين ، فأول كلمة في النص المخطوط “ورابع”، وأظن أن النص المطبوع هو الصواب، وجاءت نهاية البيت الثاني “وضحا”، بدلاً من “واضحاً”، وهو ما اخترناه. كما جاءت “شك” بدلاً من “خلف” في البيت الثالث.

يُشير الناظم، رحمه الله، بهذه الأبيات الثلاثة إلى أربع آيات ورد فيها النص القرآني “وقليلا ما تشكرون”، وهذه الآيات هي كما يُشير الناظم، رضي الله عنه:

  • قول الحق جلّ في علاه في سورة الأعراف: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ﴾ (سورة الأعراف: 10).
  • وقوله تباركت أسماؤه في سورة المؤمنين، وهي التي يُشير إليها الناظم، رضي الله عنه، بقوله “قد أفلح” وهو مطلع السورة: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ﴾ (سورة المؤمنين: 78).
  • وقوله سبحانه وتعالى في سورة السجدة: ﴿ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ﴾ (سورة السجدة: 9).
  • وقوله تقدّست أسماؤه في سورة الملك: ﴿قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ﴾ (سورة الملك: 23)

أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ # أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ

122وَجَاءَ فِي الأعْرَافِ قَالُوا(أيْنَ ما

 كُنْتُمْ) وتَدْعُونَ لَهُ مُتَمِّمَا

123وَاقْرَأْهُ فِي الظُّلَّةِ (تَعْبُدُونَا)

 وَاقْرَأْهُ فِي الْمُؤمِنِ (تُشْرِكُونَا)

ورد الشطر الثاني من البيت الأول في المخطوطة 214  قراءات بالصيغة التالية: وتدعو من له متمما ووردت نهايتا الشطرين: تعبدونا وتشركونا بدلا من تعبدون وتشركون.

يُشير الناظم، رضي الله عنه، بهذين البيتين إلى الفرق بين ثلاث آيات، هي:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴾ (سورة الأعراف: 37).
  • وقوله تبارك وتعالى في سورة الشعراء (وهي التي يُشير إليها الناظم، رحمة الله عليه، بقوله في “الظُلة”: ﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ﴾ (سورة الشعراء: 92).
  • وقوله جلّ في علاه في سورة غافر (وهي التي يُشير إليها الناظم بالمؤمن): ﴿ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ (سورة غافر: 73).

ترابا # ترابا وعظاما

124وَاعْدُدْ (تُرَابًا) وَاحْذِفِ الْعِظَامَا

 مِنْ بَعْدِهِ ثَلاثَةً تَمَامَا

125فِي الرَّعْدِ وَالنَّمْلِ وَقَافٍ فَافْهَمِ

 مِنْ بَعْدِ (كُنَّا) قَبْلَهُ الْمُقَدَّمِ

126وَقَبْلَ تَقْرَأْ أإذَا بِقَافَا

 كَذَلِكَ أَإِنّا فَلَا تَخاَفَا

وردت نهاية البيت الثاني بصيغة “مقدم” في بعض النسخ. و لم يرد البيت الثالث (126) في المخطوطة (214 قراءات). كذلك لم يرد هذا البيت في شرح أستاذنا الحسني، وبهذا يزداد الفارق بين ترقيمه وترقيمنا 3 ثلاثة أرقام بدءاً من البيت التالي.

يُشير الناظم، رحمه الله، بهذه الأبيات إلى المواضع الثلاثة التي ورد فيها النص القرآني “ترابا” بدون عطف عظاما عليه و ذلك في مقابل “ترابا وعظاما” التي وردت في خمسة مواضع أخرى، والمواضع التي يُشير إليها الناظم، غفر الله لنا وله، هي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة الرعد: ﴿وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (سورة الرعد: 5).
  • وقوله جلّ في علاه في سورة النمل: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ﴾ (سورة النمل: 67).
  • وقوله تقدست أسماؤه في سورة ق: ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ۖ ذَٰلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾ (سورة ق:3).

أما البيت الثالث فإن الناظم رحمه الله يقصد به أن الآيتين الأوليين في الرعد والنمل فيها صيغة ائذا وائتنا، على حين أن في آية سورة “ق” ائذا فقط.

وإتماماً للفائدة نذكر أن “تراباً” جاءت مُفردة بدون الاقتران بالعظام في موضع آخر هو قوله سبحانه وتعالى في سورة النبأ: ﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾ (سورة النبأ: 40) ولا تندرجُ هذه الآية مع الآيات التي أشار إليها الناظم، رضي الله عنه، لأنه كما عبّر صراحة كان يقصد الآيات التي فيها نص “كنّا تراباً” أو “كنّا تراباً وعظاماً”، وهو ما أشار إليه في الشطر الثاني من البيت الثاني بقوله: “من بعد كنا قبله مقدم”.

أما المواضع الستة التي اقترن فيها العظام بالتراب في النص القرآني فهي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون: ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ﴾ (سورة المؤمنون: 35).
  • وقوله جلّ جلاله في نفس السورة: ﴿قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ (سورة المؤمنون: 82).
  • وقوله جلّ علاه في سورة الصافات: ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ (سورة الصافات: 16).
  • وقوله سبحانه في نفس السورة: ﴿أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ﴾ (سورة الصافات: 53).
  • وقوله عزّ من قائل في سورة الواقعة: ﴿وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾ (سورة الواقعة 47).
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com