[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 7 ]
[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 7 ]
بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله # في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم
60 | وَأَخَّرَ الأمْوَالَ وَالأنْفُسَ مِنْ | بَعْدِ سَبِيلِ اللهِ ذُو الْحِذْقِ الْفَطِنْ | |
61 | أَوَّلَ مَا فِي تَوْبَةٍ وَفِي النِّسَا | وَالصَّفِّ لَكِنْ فِي سِوَاهَا عُكِسَا |
ترد الشطرة الثانية من البيت الأول في مخطوطة مما بين أيدينا بصيغة: والحذف (بدلا من الحدق) الفطن.
تقترن الأموال بالأنفس في كثير من آيات القرآن الكريم، سواء في الحديث عن الجهاد بهما أو الابتلاء فيهما، وفي هذين البيتين يتناول الناظم، رحمه الله، المواضع التي جاء فيها ذكر الأموال والأنفس بعد شبه الجملة “في سبيل الله”،(وليس قبلها ) ، وهي عدة مواضع ، و أوّلُ موضع يشير إليه الناظم هو ما جاء في أول آية تناولت هذا المعنى من آيات تناولته في سورة التوبة وهي:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ (سورة التوبة: 20).
وقد جاءت آية أخرى قبل هذه في سورة النساء وهي:
- قول الحق تبارك وتعالى: ﴿لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ ﴾ (سورة النساء: 95).
أما آية الصف فهي:
- قوله تباركت أسماؤه: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (سورة الصف:11).
نُضيف إلى ما لاحظه الناظم، رضي الله عنه، عدة ملاحظات هامة، فقد جاء تقديم الأموال على الأنفس في مواضع معدودة من آيات القرآن ، بصرف النظر عن اقتران النص على الأموال والأنفس بالنص على الجهاد في سبيل الله. وسنذكر أولا المواضع التي ورد فيها النص على الأموال والأنفس في سبيل الله بتقديم “الأموال والأنفس” على “سبيل الله”، وهي:
- قوله جلّ وعلا في سورة الأنفال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ ﴾ (سورة الأنفال: 72).
- وقوله عزّ من قائل في سورة التوبة: ﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (سورة التوبة:41).
- وقوله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾ (سورة التوبة: 81)
- وقوله تنزّهت أسماؤه في سورة الحجرات: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (سورة الحجرات: 15).
أما المواضع التي قُدمت فيها الأموال على الأنفُس في سبيل الحديث عن الابتلاء فهي:
- قول الحق تباركت أسماؤه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين﴾ (سورة البقرة: 155).
- وقوله عزّ من قائل: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ ﴾ (سورة آل عمران: 186).
وهناك ثلاثة مواضع ورد فيها ذكر الجهاد بالأموال والنفس دون ذكر في سبيل الله وهي:
- قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿.. فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ ﴾ (سورة النساء: 95).
- وقوله تقدّست أسماؤه: ﴿لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ _سورة التوبة: 44).
- وقوله تباركت أسماؤه ﴿لـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (سورة التوبة: 88).
قل من يرزقكم من السماء والأرض # قل من يرزقكم من السموات والأرض
62 | فِي يُونُسٍ لَفْظُ (السَّمَاءِ) مُفْرَدُ | مِنْ بَعْدِ (مَنْ يَرْزُقُكُمْ) مُوَحَّدُ | |
63 | وَقَدْ أتَى فِي سَبَأٍ مَجْمُوعَا | فَاحْفَظْهُمَا واعْرِفْهُمَا جَمِيعَا |
ورد الشطر الثاني في شرح أستاذنا الحسنى بصيغة: فاعرفهما واحفظهم . و يقصد الناظم، رضي الله عنه، بهذين البيتين
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ..﴾ (سورة يونس: 31).
ففي هذه الآية جاءت السماء بصيغة المفرد. ولكنها أتت في سورة سبأ بصيغة الجمع في:
- قوله تعالى: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ (سورة سبأ: 24).
# وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
نرى أن الناظم رحمه الله اقتصر في حصره وتفريقه على الصيغة التي تبدأ بقوله تعالى : قل من يرزقكم ، ويُمكن لنا هنا أن نضيف إلى المواضع التي وردت في نصه ، غفر الله له، موضعين آخرين جاءت السماء فيهما بصيغة الإفراد وهما:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (سورة النمل: 64).
- وقول الحق جلّ جلاله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ﴾ (سورة فاطر: 3).