الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (19)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (19)

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف التاء 1]

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف التاء 1]

  •  

حرف التاء

ما تفعلوا من خير # ما تُنفقوا من خير#  ما يفعلوا من خير

104وَقَدْ أَتَى (مَا تَفْعَلوا مِنْ خَيْرِ)

 فَلا تَسَلْ عَنْهُ هُدِيتَ غَيْرِي

105مِنْهُ الَّذِي (وَلا جِدَالَ) قَبْلَهُ

 وَآيَةُ الإِنْفَاقِ تَجْرِي مِثْلَهُ

106مِنْ بَعْدِهِ جَاءَ (فَإِنَّ اللهَ

 بِهِ عَلِيمٌ) وَالَّتِي تَقْرَاهَا

107بِالتَّاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ اهْلِ التَّاءِ

 فِي آلِ عِمْرَانَ بِلا امْتِرَاءِ

108مِنْ بَعْدِهِ (لَنْ يُكْفَرُوهُ) بَيِّنُ

 وَفِي النِّسَاءِ رَابِعٌ مُبيَّنُ

109(وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى) قَبْلَهُ

 (بِالْقِسْطِ) فَافْهَمْهُ وَلا تَمَلَّهُ

في المخطوطة (214  قراءات) جاء الشطر الثاني من البيت الثاني “وآية الإنفاق تحوي مثله” وهو أجمل، ولكنه لا يترتب عليه اختلاف في المعنى. وجاء الشطر الثاني من البيت الخامس: “وفي النساء رابع مُعين” وهو أجمل أيضاً، ولكنه لا يترتب عليه أيضاً اختلاف في المقصود. و في شرح الحسني  ورد الشطر الأول من البيت السادس من هذه الابيات بصيغة “ولم يقف” في مخطوطة مِمَّا بين أيدينا، والذي أثبتناه “لم يقع” أفضل. كذلك فقد ورد الشطر الثاني من هذا البيت في المخطوطة 214 قراءات بالصيغة التالية: “بالقسط فافهمه ولا تمله”.

يتناول الناظم، غفر الله له، في هذه الأبيات عدة آيات كريمة جاءت فيها صيغة “ما تفعلوا من خير” وصيغة “ما يفعلوا من خير”.

والآيات التي يقصدها الناظم، رضي الله عنه، بهذه الأبيات هي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (سورة البقرة: 197).
  • وقوله جلّ علاه في سورة البقرة: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (سورة البقرة: 215).
  • وقوله عزّ من قائل في سورة آل عمران: ﴿وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ (سورة آل عمران: 115). وهذه الآية هي التي يقصدها الناظم، رحمة الله عليه، بالبيت الرابع والبيت الخامس، حيث يقول بالتاء إن كنت من أهل التاء والمعنى  الظاهر لهذا أن فيها قراءة بالتاء وقراءة بالياء ، ويؤكد الناظم، غفر الله لنا وله، هذا المعنى بقوله: من بعده لن يكفروه.
  • في سورة النساء في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا﴾ (سورة النساء: 127).

أما “ما تنفقوا من خير” فقد جاءت في ثلاثة مواضع متجاورة ، في سورة البقرة ، وقد وردت هذه المواضع الثلاثة ( ورابعة بصيغة تنفقون ) في آيتين متتاليتين هما الآيتان 272 و273 وهما:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾(سورة البقرة: 272، 273). وقد تميّز الموضع الثالث بأن جاء بعده النص القرآني “فإن الله به عليم” وهذا ما أشار إليه الناظم، رضي الله عنه، في البيت الثالث من هذه الأبيات.

تبع # اتبع

110وَلَمْ يَقَعْ بِأَلِفٍ مَنْ تَبِعَا

 فِي الْبَقَرَهْ وَآلِ عَمْرَانَ مَعَا

يشير الناظم بهذا البيت البسيط إلى الموضعين اللذين ورد فيهما قول الحق جلاله تبع دينكم في مقابل النص الآخر الأكثر شيوعا وهو اتبع دينكم ، وهذان الموضعان هما :

  • قوله سبحانه في سورة البقرة (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (سورة البقرة: ٣٨).
  • وقوله جلّ جلاله في سورة آل عمران ( وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (سورة آل عمران: ٧٣).
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com