الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (16)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (16)

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الباء 1]

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الباء 2]

  •  

حرف الباء

بعد الذي جاءك # بعد ما جاءك

90وَاقْرَأْ بِهَا (بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ)

 وَبَعْدَهُ (مِنْ بَعْدِ مَا) وَلا تَهِنْ

91وَآلُ عِمْرَانَ بِهَا (مِنْ بَعْدِ مَا)

 وَالرَّعْدُ فِيهَا (بَعْدَ مَا) قَدْ عُلِمَا

يقصد الناظم رضي الله عنه بهذين البيتين أن يُفرق بين نصين قرآنين يختلفان في الاسم الموصول “الذي ” و “ما” في صيغتين هما: “بعد الذي جاءك” وبين “بعدما جاءك” اللتين وردتا في سورة البقرة، وهذا هو ما يتضمنه البيت الأول، وهذه هي الآيات الأربع التي يُشير إليها الناظم، رحمة الله عليه:

  • الآية الأولى في قوله عزّ من قائل ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ (سورة البقرة: 120).
  • الآية الثانية في قوله سبحانه وتعالى ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (سورة البقرة: 145).

من بعد ما # بعد ما

وأما البيت الثاني فيفرق الناظم به بين “من بعد: و “ما بعد” في سورتي آل عمران والرعد:

  • في قوله جلّ جلاله ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (سورة آل عمران: 61).
  • في قوله تنزّهت صفاته ﴿وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾ (سورة الرعد: 37).

و نحن نلاحظ أن “من بعد” وردت في الآيتين الثانية والثالثة في مقابل “بعد” في الآيتين الأولى والرابعة. على حين وردت “بعدما جاءك” في الآيات الثانية والثالثة والرابعة في مقابل “بعد الذي جاءك” في الآية الأولى فقط..

كُذب رسل # كُذبت رسل

92وَاقْرَأْ (فَقَدْ كُذِّبَ) بِالْبَاءِ فَقَطْ

 فِي آلِ عِمْرَانَ فلا تَخْشَ الْغَلَطْ

يفرق البيت بين صيغتي كذب رسل وكذبت رسل، فيلجأُ إلى حيلة طريفة بأن يصف الأولى بأنها بالباء فقط ، أي بدون التاء التالية للباء والدالة على جنس نائب الفاعل.. وهي شبيه بأن تقول في علوم الرياضة أن الفرق بين سبعة وسبعة وعشرون هو أن سبعة بدون عشرين!!

جاء الشطر الثاني من هذا البيت في المخطوطة 214 قراءات على هذا النحو: “في آل عمران فلا تخش الغلط”، وهو ما اخترناه و أثبتناه، بينما جاء في مخطوطة أخرى بصيغة: لا ويخشى الغلط، ولا يترتب على هذا الاختلاف في النص شيء بالنسبة لموضوعنا.

  • يقصد الناظم، رضي الله عنه، بهذا البيت قول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: ﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ﴾ (سورة آل عمران: 184).
  • وذلك في مقابل آية سورة فاطر حيث وردت “كُذبت رسل” في  قوله :﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (سورة فاطر: 4).

نطبع على قلوب # يطبع الله على قلوب

لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ# لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ

93وَيُونُسٍ فِيهَا (بِهِ) وَنَطْبَعُ

 و(َيَطْبَعُ اللهُ) فِي الاعْرَافِ اسْمَعُوا

94وَقَبْلَهَا اقْرَأْ (كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ)

 وَاحْذِفْ (بِهِ) مِنْهَا وهَذَا سَهْلُ

وردت نهاية البيت الثاني في شرح الحسني بصيغة فهذا سهل. و يشير الناظم، غفر الله له، بهذين البيتين إلى:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة يونس: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ﴾ (سورة يونس: 74).

حيث ورد النص القرآني “نطبع” الذي لم يرد إلا في هذه الآية وفي آية أخرى من سورة الأعراف هي الآية المائة، وهي:

  • قول الله تبارك وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ (سورة الأعراف: 100).

ولكن الآية التالية مباشرة لهذه الآية تضمنت النص المقابل، وهو “يطبع الله”:

  • في قوله عزّ من قائل: ﴿تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ﴾ (سورة الأعراف: 101)

وإلى هذا يُشير الناظم بالشطر الأول من البيت الثاني :” واقرأ كذبوا من قبل” التي وردت بدون به وهو ما يُشير إليه الشطر الثاني من البيت الثاني..

لكن الناظم، رضي الله عنه، لم يُشر إلى موضعين آخرين جاء فيهما “يطبع الله” وهما:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة الروم: ﴿كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (سورة الروم: 59).
  • وقوله تقدّست أسماؤه في سورة غافر: ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ (سورة غافر: 35).
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com