[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 12]
[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 12]
ألم يروا # أولم يروا
77 | (أَلَمْ يَرَوْا) بِغَيْرِ وَاوٍ زَائِدَةْ | فِي النَّحْلِ جَاءَ فِي الأخِيرِ وَاحِدَةْ | |
78 | وَالنَّمْلِ وَالأنْعَامِ وَالأعْرَافِ | وَحَرْفِ يَاسِينَ بِلا خِلافِ |
في هذين البيتين يُفرق الناظم، غفر الله له، بين المواضع التي جاء فيها قول الحق عزّ من قائل بصيغة “ألم يروا… ” والمواضع التي جاءت بصيغة “أولم يروا”، وطوعاً للمنهج الذي انتهجه من ثقافته فهو يرى أن “و” زائدة، وهو ما يُعبر عنه في الشطر الأول من البيت الأول، و نحن نحب أن نثبت إعجابنا بقدرة الناظم، رحمه الله، على الحصر التام لهذه المواضع ، والتفريق بينها وبين المواضع الأخرى التي ورد فيها النص “أولم يروا”، وقد انفردت سورة النحل بأن ضمت آيتين في الأولى (الآية 48) جاء النص “أو لم يروا” على حين جاء النص في الآية الثانية التي يُعبر عنها الناظم، رضي الله عنه، بقوله الأخير أي الموضع الأخير (الآية 79) “ألم يروا” وهذا هو ما عناه الناظم، رحمة الله عليه، في الشطر الثاني من البيت الأول.
أما هذه المواضع التي ورد فيها النص بصيغة “ألم” فهي:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ ﴾ (سورة الأنعام: 6).
- وقوله جلّ جلاله: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ﴾ (سورة الأعراف: 148).
- وقوله جلّ علاه: ﴿أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (سورة النحل: َ79).
- : ﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (سورة النمل: 86).
- وقوله تنزّهت صفاته: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ ﴾ (سورة يس: 31).
وفي المقابل فإن المواضع التي ورد فيها النص “أولم يروا” هي:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (سورة الرعد: 41).
- وقوله تنزّهت أسماؤه: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾ (سورة النحل: 48).
- وقوله تقدّست أسماؤه: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَّا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا﴾ (سورة الإسراء: 99).
- وقوله تبارك وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ (سورة الشعراء: 7).
- وقوله جلّ في علاه: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ (سورة العنكبوت: 19).
- وقوله عزّ من قائل: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾ (سورة العنكبوت: 67).
- وقوله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (سورة الروم: 37).
- وقوله تباركت أسماؤه ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾ (سورة السجدة: 27).
- وقوله تقدست أسماؤه ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾ (سورة يس: 71). و ربما أن هذه الآية كانت تستدعي من الناظم، غفر الله له، أن يُشير إليها مُفرقاً بينها وبين آية سورة يس الأولى التي ورد فيها “ألم يروا” على نحو ما فعل في آيتي سورة النحل. وكذلك ورد النص “أولم يروا” في:
- قوله جلّ في علاه: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ (سورة فصلت: 15).
- وقوله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (سورة الأحقاف: 33).
- وأخيراً في قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ﴾ (سورة الملك: 19).
#أفلم يروا
ومع هذا كله نشير إلى أن آية في سورة سبأ تفرّدت بصيغة ثالثة هي صيغة “أفلم” وهذه الآية هي:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ ﴾ (سورة سبأ: 9).
# قال نعم و إنكم إذاً
79 | (قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ) فِي الشُّعَرَا | مَعْهُ إِذَا زَائِدَةٌ بِلا امْتِرَا |
في هذا البيت يتناول الناظم، غفر الله له، التفريق بين نصين قرآنيين هما:
- قول الحق تعالى: ﴿قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ (سورة الأعراف: 114).
- وقوله سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ (سورة الشعراء: 42).
- ذلك أن آية الشعراء تتضمن “إذا” التي تخلو منها آية الأعراف على نحو ما ذكر الناظم، رحمه الله ، أما قوله بلا امترا فهو قصر للممدود: بلا امتراء، أي بلا خلاف ، وهي عبارة من لوازم المعلمين في كل آن، استغلها الناظم، غفر الله له، لضبط الإيقاع ليس إلا.
وفي القرآن الكريم وردت نعم كجواب لسؤال في موضع ثالث غير هذين الموضعين، وهو:
- قول الحق عزّ وجل: ﴿وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ (سورة الأعراف: 44).
- كذلك جاءت نعم في موضع رابع، ولكن في سياق خطاب رب العزة لرسوله: في قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ﴾ (سورة الصافات: 18).
وهذه هي كل المواضع الأربعة التي وردت فيها “نعم”.