الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (1)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (1)

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 1 ]

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 1 ]

أنزلنا على الذين ظلموا # فأرسلنا عليهم

26 وَاقْرَأْ (فَأَنْزَلْنَا) بِآيِ الْبَقَرَةْ

 (عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) مُحَبَّرَةْ

27وسَنزٍيدُ بٍوَاوِ زَائٍدَةْ  
          
 وَحًذْفُهَا فِي الْأَعْرَافِ اْلفَائِدَة

28 لَكِنْ (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ) جَاءَ فِي

 سُورَةِ الأعْرَافِ يَقِينًا فَاعْرِفِ

29وَآخِرُ الآيَةِ (يَفْسُقُونَا)

 فِيهَا وَفِي الأعْرَافِ (يَظْلِمُونَا)

لم يرد البيت الثاني من هذه الآيات في شرح الحسنى، وبهذا ستكون هناك زيادة في ترقيمنا للأبيات عن ترقيمه في شرحه المطبوع ، فالبيت 28 في شرحنا هذا هو البيت 27 في شرح الحسنى.

ورد البيت الثالث من هذه الأبيات في شرح الحسنى “يقيناً”، وهو أفضل مما ورد في مخطوطة مما بين أيدينا التي وردت بصيغة “حقاً”.

تتناول هذه الأبيات الأربع التفريق بين آيتين في سورة البقرة وآيتين أخريين في سورة الأعراف، وتتناول هذه الآيات قصة من قَصص بني إسرائيل.

أمّا آيتا البقرة:

  • فقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ (سورة البقرة: 58 ـ 59)

وأمّا آيتا الأعراف:

  • فقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (سورة الأعراف: 161 ـ 162)

ونُلاحظ أن الفروق التي أشار إليها الناظم، رحمه الله، في الأبيات هي:

  • §         “بما كانوا يفسقون” في سورة البقرة مقابل “بما كانوا يظلمون” في سورة الأعراف .
  • وجود “الواو” قبل “سنزيد المُحسنين” في آية البقرة، وبدونها في آية سورة الأعراف (البيت الثاني) وتعبير الناظم، رحمه الله، بالفائدة ليس إلّا لضرورة النظم، فليس هناك فائدة من الحذف، كذلك فإن التعبير عن الواو بالزائدة ليس إلا مُصطلحاً نحوياً فحسب، ويتحرّج بعض المسلمين من القول بوجود حروف زائدة في النص القرآني.
  • يتناول الناظم، رحمه الله، في ثالث بيت الفرق بين فعل الإرسال في آية الأعراف وفعل الإنزال في آية البقرة (البيت الأول والثالث).

أبى واستكبر # استكبر

30وَجَاءَ (إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَا)

 فِيهَا وَفِي صَادٍ (أَبَى) مَا ذُكِرَا

يُشير الناظم، غفر الله له، بهذا البيت إلى:

  • قوله تبارك وتعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ (سورة البقرة: 34).
  • وقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِلَّا إِبْلِيس َاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ (سورة ص: 74).

في أول نص مخطوط من النصوص التي كانت بين أيدينا، لم يذكر النص المنسوب إلى الناظم، رحمة الله عليه، الفرق بين الآيتين وأحال قارئه على الآيتين بصيغة قال فيها (أتى ما ذكرا)،  وظللت لم أتوصل إلى مراده إلا عند مطالعة نص المخطوطة 214 قراءات، الذي جاء بصيغة : وفي صاد أبى ما ذكرا، وبهذا أصبح المعنى واضحاً لي ، وهو أن النص القرآني في سورة (ص) اقتصر على الاستكبار دون الإباء.

ويُمكنُنا أن نُضيف إلى ما ذكره الناظم، غفر الله له، النصوص القرآنية الأخرى التي نصّت على أنّ ابليس أبى السجود لآدم (دون أن تنُصّ على الاستكبار)، وهي على النحو التالي:

  • قوله عزّ من قائل: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾ (سورة الحجر: 31).
  • وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ﴾ (سورة طه:116).

ومن ذكاء الناظم، رضي الله عنه، أنه قصد النص المُتشابه جداً، والذي تنتهي به الآيتان بقوله سبحانه وتعالى: ﴿… وكان من الكافرين﴾ وهكذا نلاحظ أن:

  • آية البقرة نصّت على أنّه أبى واستكبر
  • بينما نصّت آية “ص” على أنه استكبر (فقط)
  • ونصّت آية “الحجر” وآية “طه” على أنه أبى (فقط)!!

وفي المقابل، فإن المواضع الأخرى تنفي السجود ولا تذكر لفظ “أبى”:

  • في قوله جلّ جلاله ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ﴾ (سورة الأعراف :11).
  • وقوله تباركتْ أسماؤه: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا﴾ (سورة الإسراء:61).
  • وقوله عزّ من قائل: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا﴾ (سورة الكهف: 50).
شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com