[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 5 ]
[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 5 ]
خالدين فيها أبدا # خالدين فيها
48 | (وأَبَدًا) مِنْ بَعْدِ (خَالِدِينَا | فِيهَا) بِإحْدَى عَشْرَةٍ يَقِينًا | |
49 | فَفِي النِّسَاءِ لا تَعُدَّ الأوَّلا | وَاعْدُدْ ثَلاثًا بَعْدَهُ مُحَصَّلا | |
50 | وَفِي الْعُقُودِ رَابِعٌ قَدْ وَقَعَا | بِهَا أَخِيرًا نُورُهُ قَدْ سَطَعَا | |
51 | وَمِثْلُهُ الأوَّلُ وَالآخِرُ فِي | بَرَاءَةٍ وَهْوَ فِي الاحْزَابِ اقْتُفِي | |
52 | وَثَامِنٌ فِي سُورَةِ التَّغَابُنِ | وَفِي الطَّلاقِ تَاسِعُ الأمَاكِنِ | |
53 | وَعَاشِرٌ فِي الْجِنِّ وَالْبَرِيَّةْ | فِيهَا كَمَالُ الْعِدَّةِ الْوَفِيَّةْ |
وردت نهاية البيت الثاني من هذه الأبيات في بعض النُسخ بصيغة بعده محصلا.
تدُلّنا هذه الأبيات الستة على مهارة الناظم، رحمه الله، ودقّته المُطلقة وقُدرته على صياغة المعلومات في قالب النُظم، فعلى الرغم من أنّ لفظة أبداً وردت في القرآن 28 مرة، إلّا أنها لم ترد في معرض الحديث عن الخلود الأبدي في الجنة أو النار إلّا في 11 مرة فقط، وكذلك فإن “خالدين فيها” وردت في القرآن في 44 موضعاً، ولكنها لم تقترن بالأبدية إلّا في 11 موضعاً من هذه المواضع. ويذكر لنا الناظم، غفر الله له، المواضع التي اقترن فيها الخلود بالأبدية فيبدأُ بالآيات التي وردت في سورة النساء ويُنبّهُنا إلى أنّ أولى هذه الآيات لم يقترن فيها الخلود بالأبدية وهي قوله سبحانه وتعالى في سورة النساء: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (سورة النساء: 13).
ولهذا فهو يقول في البيت الثاني لا تعد “الأولا” أي الموضع الأول، ولكن أعدُدْ المواضع الثلاثة الأخرى، وهي:
- قوله جلّ جلاله في سورة النساء: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا﴾ (سورة النساء: 57).
- وقوله عزّ وجل في نفس السورة: ﴿ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ (سورة النساء: 122).
- وقوله تقدّست أسماؤه في نفس السورة: ﴿إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ (سورة النساء 169).
- ثُم يُشير إلى الموضع الرابع ، الذي ورد في سورة المائدة، وهو هنا يستخدمُ لها اسمها الأقلّ شُهرة “العقود”، أمّا بقية هذا البيت فيُشير به الناظم، رضي الله عنه، إلى أنّ هذا الموضع قد ورد في آخر السورة (الآية 119 من 120 آية مجموع آيات سورة المائدة):
- في قوله عزّ وجل: ﴿ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (سورة المائدة: 119).
- ثُمّ يُشير الناظم، غفر الله له، إلى موضعين في سورة التوبة، وهو هنا يستخدم اسمها الآخر براءة، ويُنبّهُنا إلى أن هذين الموضعين هما أوّل وآخر المواضع التي ورد فيها ذكر “خالدين فيها” في سورة التوبة وهما:
- قوله سبحانه وتعالى: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (سورة التوبة: 22).
- وقوله تباركت أسماؤه: ﴿ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (سورة التوبة: 100).
وذلك أن هناك ثلاثة مواضع أخرى (بين الموضع الأول والموضع الثاني) في هذه السورة لم يأت ذكرُ الأبدية فيها مع الخلود وهي:
- قوله تباركت أسماؤه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾ (سورة التوبة: 68).
- وقوله جلّ جلاله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (سورة التوبة: 72).
- وقوله تنزّهت أسماؤه: ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (سورة التوبة: 89).
- ثم يُشير الناظم، رحمه الله، بعد ذلك إلى آية الأحزاب وهي قوله جلّ في عُلاه: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ (سورة الأحزاب: 65).
- ثم إلى آية سورة التغابن، وهي: قوله تباركت أسماؤه: ﴿ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (سورة التغابن: 9).
ثم إلى آية سورة الطلاق، وهي: قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا﴾ (سورة الطلاق: 11).
- وآية سورة الجن، وهي: قوله جلّ جلاله: ﴿إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ (سورة الجن: 23).
- ويختم الناظم، رضي الله عنه، هذه المجموعة بقوله “والبرية فيها كمال العدة الوفية” أي أنّ الموضع الحادي عشر قد جاء في سورة البرية (سورة البينة)، حيث جاء قوله تقدست أسماؤه ﴿جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ (سورة البينة: 8)