الرئيسية / المكتبة الصحفية / المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (3)

المتشابهات القرآنية شرح وتعليق د. محمد الجوادي (3)

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف3 ]

[استذكار المتشابهات القرآنية/ حرف الألف 3 ]

  •  

الأرض والسماء # السماء والأرض

37وَجَاءَ ذِكْرُ الأَرّْضِ، قَبْلِ السَّمَا

 فِي خَمْسَةٍ حَقَّقَهَا مَنْ فَهِمَا

38مِنْ بَعْدِ (لا يَخْفَى عَلَيْهِ) مَرَّةْ

 وَبَعْدَ (لا يَعْزُبُ) عَنْهُ (ذَرَّةْ)

39وَبَعْدَ (مِمَّنْ خَلَقَ) اسْتُبِينَا

 وَبَعْدَ (مَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَا)

40فِي يُونُسٍ وَآلِ عِمْرَانَ وَفِي

 طَه وَإِبْرَاهِيمَ قَبْلُ فَاكْشِفِ

41وَالْعَنْكَبُوتُ جَاءَ فِيهَا الْخَامِسُ

 بِهِ انْجَلَتْ لِلْقَارِئِ الْحَنَادِسُ

يُشير الناظم، رضي الله عنه، بهذه الأبيات إلى  مواضع ورود لفظ “الأرض” قبل لفظ “السماء” عند اقترانهما، إذ أن الغالب في آيات القرآن الكريم أن تسبق السماء الأرض، إلّا في المواضع الخمسة التي أشار إليها الناظم، غفر الله له، وهي:

  • قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء﴾ (سورة آل عمران: 5).
  • وقوله جلّ جلاله في سورة يونس: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ (سورة يونس: 61).
  • وقوله جلّ علاه في سورة إبراهيم” ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ۗ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ (سورة إبراهيم: 38).
  • وقوله تقدّست أسماؤه في سورة طه: ﴿تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى﴾ (سورة طه: 4).
  • وقوله عزّ من قائل في سورة العنكبوت: ﴿وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ (سورة العنكبوت: 22).

 

ونلاحظ هنا أن الناظم، رحمه الله، قد اقتصر في تفريقه على الآيات التي عطفت فيها “السماء” على “الأرض” عطفاً مُباشراً مجاوراً، ويبدو أن هذا هو السبب في أنه لم يُشر إلى أحد عشر موضعاً أخرى جاء ذكرُ الأرض فيها قبل السماء، على حين تأتي السماء فيما عدا ذلك قبل الأرض في سائر آيات القرآن الكريم.

وهذه المواضع التي لم يُشر إليها الناظم، غفر الله له، هي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (سورة البقرة: 29).
  • وقوله جلّ جلاله في سورة الأنعام: ﴿وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ (سورة الأنعام: 35)
  • وقوله سبحانه وتعالى في سورة هود: ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (سورة هود: 44).
  • وقوله عزّ من قائل في سورة إبراهيم: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ (سورة إبراهيم” 48).
  • وقوله تبارك وتعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۚ وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾ (سورة سبأ: 2).
  • وقوله تقدّست أسماؤه: ﴿أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ﴾ (سورة سبأ: 9)
  • وقوله جلّ جلاله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَتٍ مِّنْهُ ۚ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا﴾ (سورة فاطر: 40)
  • وقوله تباركت أسماؤه: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (سورة الزمر:67).
  • وقوله عزّ وجل: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (سورة غافر:64).
  • وقوله جلّ في عُلاه: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (سورة الأحقاف: 4)
  • وقوله تنزّهت أسماؤه: ﴿ … يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (سورة الحديد: 4)

يقتلون النبيئين # يقتلون الأنبياء

42(وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ) الثَّانِي

 بِآلِ عِمْرَانَ مِنَ الْقُرْآنِ

في هذا البيت يرمُز الناظم، رضي الله عنه، بكثير من التركيز إلى الفرق بين آيتين في سورة آل عمران  ، في الآية الأولى استخدم القرآن كلمة النبيين، أما في الثانية فقد استخدم القرآن الأنبياء، وهو ما أشار إليه الناظم، غفر الله له، في البيت في وضوح شديد.

  • الآية الأولى هي:  قوله سبحانه في سورة آل عمران: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (سورة آل عمران: 21)
  • والآية الثانية، وهي التي أشار إليها بالثاني يقصد الموضع الثاني في السورة وهي قوله تباركت أسماؤه في نفس السورة: ﴿ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (سورة آل عمران: 112).

ونُضيف إلى ما ذكره الناظم، رضى الله عنه، أن في سورة البقرة آية أخرى جاء فيها “النبيين” مثل آية آل عمران الأولى، وهي:

  • قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (سورة البقرة: 61).

وهكذا فإنه كان ولا يزال من الممكن أن نشرح قول الناظم بأن “يقتلون النبيين” جاءت في البقرة وفي الآية الأولى من آل عمران بينما جاءت “يقتلون الأنبياء” في الآية الثانية من آل عمران

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com