مكانته التاريخية
الشيخ مصطفى الحديدي الطير (1901 ـ 1988) واحد من أشهر و أنشط علماء الشافعية البارزين في القرن العشرين، وهو أبرز أساتذة علوم التفسير فى جيله. كما أنه ابرز أساتذة الجامعة الأزهرية الذين اختيروا لشغل وظائف الأستاذية في الكليات الأزهرية من بين المتميزين من أساتذة القسم العام للأزهر، وذلك على النحو الذى كان متبعا في النظام القديم الذي كان يقف بالتأهيل عند الشهادة العالمية ، قبل نشأة نظام قسم التخصص(في عهد الشيخ أبو الفضل الجيزاوي) ثم نظام العالمية من درجة أستاذ (مع نشأة الكليات) وقد كان هو نفسه من أكفأ هؤلاء الأساتذة، وكان جهده أقرب إلى الجنود المجهولين منه إلى جهد الأعلام المشهورين.
ضياع الفرصة بوفاته قبل عصر النشر الواسع
خسر العالم الإسلامي كثيرا بوفاة الشيخ مصطفى الحديدي الطير قبل حقبة الوسائط المتعددة ، فقد كانت إمكانات ذلك العصر كفيلة بالإفادة من هذا العلامة في إتمام جمع تفسير حديث ومرجعي للقرآن الكريم اعتمادا على جهوده العلمية المدققة في الروايات والمناهج لكنه على كل حال كان قد مضى خطوات واسعة وموفقة و شبه كاملة في هذا الطريق .
نشأته و تكوينه
ولد الشيخ مصطفى الطير (اسمه بالكامل مصطفى محمد الحديدي الطير) .بمدينة المنزلة الواقعة على بحيرة المنزلة في شرقي محافظة الدقهلية ، وتلقى تعليما دينيا تقليديا بدأه في الكتاب، ثم درس في معهد دمياط الديني، ثم بالأزهر الشريف بالقاهرة.
عمله في التعليم العام والعالي
بعد تخرجه عمل الشيخ مصطفى الحديدي الطير بالتدريس فى معهد القاهرة الأزهري، ثم فى معهد دمياط الأزهري، ثم اختير أستاذا للتفسير بالدراسات العليا في كلية أصول الدين بالأزهر.
مناصبه الجامعية
اختير الشيخ مصطفى الحديدي الطير عضوا فى اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة بجامعة الأزهر، وكان رئيسا للجان علوم التفسير والحديث .
دراسته الرائدة في تاريخ التفسير المعاصر
أتم الشيخ مصطفى الحديدي الطير دراسة علمية مسحية موسوعية لجهود علماء التفسير المعاصرين ، و قد اختار لها عنوانا دالا هو ” التفسير المعاصر من عهد الإمام محمد عبده إلى اليوم”.
في مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
انتخب الشيخ مصطفى الحديدي الطير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، وتولى رئاسة لجنة التفسير الوسيط منذ عام 1968 حتى وفاته ، و اختير أيضا مقررا للجنتي التفسير والحديث بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
دوره في الثقافة الإسلامية
كان للشيخ مصطفى الحديدي الطير اتصال دائب بالصحافة الدينية، وظل يكتب مقالا شهريا بعنوان «دراسات قرآنية» في مجلة «الأزهر»، كما صدرت له كتب متعددة في سلسلة البحوث الإسلامية التي يصدرها مجمع البحوث الإسلامية.
آثاره في علوم التفسير
- ـ التفسير المعاصر من عهد الإمام محمد عبده إلى اليوم.
- ـ عقد الجمان في تبيان غريب القرآن.
- ـ توضيح النسفي في التفسير.
- ـ كشف الغطاء عن الربعين الأولين من سورة النساء.
- ـ التفسير الوسيط.
- ـ تفسير سورة ص.
وله في الفقه
- ـ تيسير النهاية في فقه الشافعية.
وله في الإسلاميات على وجه العموم:
- ـ عطاء الرحمن من شريعة القرآن.
- ـ أصدق الأنباء فيما تشابه من أخبار الأنبياء.
- ـ أقباس من نور الحق.
- ـ غذاء الروح.
وفاته
توفى الشيخ مصطفى الحديدي الطير في القاهرة سنة 1988.