الشيخ محمد سالم الحفني 1688 ـ 1768 هو الشيخ الرابع والعشرون للأزهر وقد دامت مشيخته 10 سنوات وقد خلف الشيخ عبد الله الشبراوي1681- 1758 الكاتب والشاعر الذي ولد قبله بسبع سنوات و توفي قبله بعشر سنوات ، وعاش ثمانين عاماً أي بأكثر من سلفه بعامين أو ثلاث.
نشأته
ولد الشيخ محمد سالم الحفني بقرية حفنا في بلبيس محافظة الشرقية، وهي قرية من القرى الشهيرة بانتساب من يستوطنونها إلى أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام فيها وبدأ بحفظ القرآن الكريم في قريته لكنه أتم حفظه في الأزهر .
تكوينه العلمي
كان الشيخ محمد الحفني ، كما ذكرنا ، قد بدأ حفظ القرآن الكريم بكتاب قريته ، لكن الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي أشار على أبيه ألا يتأخر في إرساله إلى الأزهر على عادة من كانوا ينتظرون أن يتموا حفظ القرآن الكريم كله ، فاقتنع الأب بذلك وأرسله إلى الأزهر وهو في الرابعة عشرة من عمره، وكان قد حفظ حتى سورة الشعراء فأتم حفظ القرآن، ثم تفرغ لحفظ متون ذلك العصر من قبيل ألفية ابن مالك في النحو، والسلم في المنطق، والجوهرة في التوحيد، والرجبية في الفرائض، ومتن أبي شجاع في فقه الشافعية، ثم تبحر الحفني في علوم النحو والفقه والمنطق والحديث والأصول وعلم الكلام
موهبته الأدبية
كان الشيخ محمد الحفني كسلفه الشيخ عبد الله الشبراوي شاعراً ناظماً ناثراً. ، كما برع في العروض ونظم الشعر بالفصحى والعامية، كما برع في كتابة النثر الكلاسيكي .
تلمذته للشيخ ابن الميت
كان أستاذه المباشر هو الشيخ محمد البديري الدمياطي (الشهير بابن الميت) المتوفى 1727 وأخذ عنه التفسير والحديث وإحياء علوم الدين للغزالي وصحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داوود والنسائي وابن ماجة والموطأ ومسند الشافعي والمعاجم الثلاثة للطبراني (الكبير والأوسط والصغير) وصحيح ابن حيان ، والمستدرك للنيسابوري وحلية الأولياء لأبي نعيم.
مشايخه
تورد كتب الطبقات بعض أساتذة الشيخ الحفني فتذكر منهم الشيخ عبد الله الشبراوي (سلفه في مشيخة الأزهر ) وقد كان طبيعيا و ان كان الفارق في السن بينهما عشر سنوات ، و تذكر منهم أيضاً الشيخ محمد الديربي، وعبد الرؤوف البشبيشي (الذي أشار بتبكير إلحاقه بالأزهر) وأحمد الملوي ومحمد السجاعي ويوسف الملوي وعبده الديوي ومحمد بن عبد الله السجلماسي وعيد بن علي النمرسي ، ومصطفى بن أحمد العزيزي ومحمد بن إبراهيم الزيادي وعلي بن مصطفى السيواسي الحنفي (الضرير) وأحمد الجوهري ، ومحمد بن محمد البليدي.
ممارسته لاستاذيته
بعد حصول الشيخ محمد سالم الحفني على الإجازة بالتدريس مارس تدريسه و استاذيته في مدرسة السنانية والوراقين، ثم في المدرسة الطيبرسية.
أستاذيته للشيخين الصعيدي و الأمير الكبير
عرف الشيخ محمد سالم الحفني بكثرة تلاميذه وهو ما تشير اليه التراجم التي ضمها كتاب سك الدرر في اعيان القرن الثاني عشر ، وقد كان من ابرز تلاميذه الشيخ علي الصعيدي العدوي 1700-1775 عميد العلماء في جيله من تلاميذه ، ومن الثابت في تاريخ الشيخ الأمير الكبير 1742- 1817 أنه أدرك الشيخ محمد الحفني وحضر عليه مجالس من الجامع الصغير والشمائل المحمدية ورسالة النجم الغيطي في المولد.
كثرة تلاميذه النابغين
وكذلك كان من تلاميذه أخوه هو نفسه يوسف الحفني ، وإسماعيل الغنيمي ، ومحمد الغيلاني ، ومحمد الزهار.
وفاته
توفي الشيخ محمد سالم الحفني في 23 أغسطس 1767 وهو ما يوازي ما هو مثبت في الادبيات الازهرية من أن وفاته كانت في 27 ربيع الأول 1181 وقد خلفه الشيخ عبد الرؤوف السجيني لعام وبضعة شهور .