موقع الدكتور محمد الجوادي | أبو التاريخ
مكانته التاريخية
الشيخ محمد علي المتولي 1832-1895 ( والمشهور اختصارا بالمتولي) هو أكبر علماء القراءات والمصاحف في العصر الحديث ، وهو نموذج حي للعلماء الذين يزداد تقدير فضلهم مع مرور الزمن ، كان من علماء الشافعية و الطريقة الخَلْوَتيّة ، و كان كذلك من أعلام القراء في القرن التاسع عشر الميلادي ( ما يناظر أواخر القرن الثالث عشر الهجري ومطلع الرابع عشر) و قد لقبه خليفته الشيخ علي الضباع في عصره بأنه خاتمة المحققين المتأخرين ، كما لقب بابن الجزري الصغير لأنه كان بعمادته للقراءات و غزارة انتاجه في هذا المجال شبيها بالعلامة محمد بن محمد الجزري 1350- 1429 الذي هو عمدة المؤلفين في القراءات على وجه العموم . وقد كان الشيخ محمد علي المتولي موازيا في حياته لجيل مشايخ الأزهر المشاهير سليم البشري 1832 ـ 1917 وعبد الرحمن الشربيني 1832 ـ 1906 وهارون عبد الرازق 1833 ـ 1918 وعبد القادر الرافعي 1834 ـ 1905 وإن كان قد سبقهم إلى الوفاة.
مولده
وُلِد الشيخ محمد علي المتولي سنة 1832، واسمه بالكامل محمد بن أحمد بن الحسن بن سليمان المتولي الشافعي بالدرب الأحمر في القاهرة، وقد أدرك الشيخ إبراهيم الباجوري شيخ الأزهر الخامس و الثلاثين ، والشيخ إبراهيم السقا 1797-1880، والشيخ الخضري الكبير 1798- 1870، والشيخ مصطفى المبلط، والشيخ محمد عليش 1802-1882، والشيخ محمد الأشموني 1803- 1904 وقد أشار في منظومته فتح الكريم إلى نشأته و تسميته :
لِعَبْدٍ تَسَمَّى بِاسْمِ خَيْرِ وَسِيلَةٍ وَبِالْمُتَوَلِّي قد تَشَهَّرَ في المَلَا
تصوير الشيخ الضباع لعبقريته
ذاع وشاع عن الشيخ المتولي ما يدل على صلاحه وفراسته، فمن ذلك ما قاله الشيخ علي محمد الضباع 1886- 1961 : «كنت غلامًا لا أزال أحفظ القرآن، وكان المترجم [أي: المتولي] شيخاً للمقارئ وفي آخر حياته، فكانت وصيته لابن أخته -أو صهره- [أي: حسن الكتبي] أنِ اعتنِ بتحفيظ هذا الغلام القرآن، وعلمه القراءات، وحَوِّل إليه كتبي بعد مماتي، قال [أي: الضباع]: فكأنّ الشيخ كان يعلم أنْ سيتحمّل هذا الغلام في مستقبل أيامه تَبِعات مشيخة المقارئ». وكان الشيخ رجَّاعًا إلى الحق متى استبان له. قال في كتابه الروض النضير: «واعلم أن هذا النظم [أي: فتح الكريم] قد تجدد إصلاحه غير مرة على تفاوت الاطلاع»
قوة حافظته وقدرته على النظم التلقائي
عرف الشيخ محمد علي المتولي بقوة الحافظة وسَعَة الاطلاع، والقدرة الفائقة على الإقراء والتأليف نثرًا ونظمًا، و مما رواه تلميذه الهنيدي أنه كان يقرأ عليه في دار الكتب المصرية في علم القراءات، والمتولي يحرك أنامله بسبحة في يده، فإذا فرغ الهنيدي من القراءة نظم المتولي ما سمع في الحال.
و روى أيضا ان المتولي كان جالساً في الأزهر يُقْرِئ القرآن، فجاءه أحد العلماء كي يُعَجِّزَه، فسأله عن عدة مسائل في العلوم الشرعية والعربية، والمتولي يسمع ما يلقي عليه من الأسئلة، فلما انتهى قال له المتولي: أجيبك نثرًا أو نظمًا؟ فبُهت السائل.
مكانته العلمية
لم تتوقف اجادة الشيخ المتولي للعلوم القرآنية على التجويد والقراءات لكنه كان حجة في الرسم العثماني والضبط والفواصل.
الكتب التي درسها و أوصى بدراستها من بعده
كتب الامام الشاطبي
- «الشاطبية» في القراءات السبع.
- «عقيلة أتراب القصائد»، في علم الرسم، للشاطبي
كتب ابن الجزري
- «المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه» .
- «الدرة المضية: في القراءات الثلاث المتمة للعشر.
- «طيبة النشر في القراءات العشر».
- «النهاية في القراءات الزائدة على العشرة».
متن الجمزوري
- «تحفة الأطفال» في التجويد، لسليمان الجمزوري.
مؤلفاته (مرتبة ابجديا)
- البرهان الأصدق، والصراط المحقق، في الغنة للأزرق.
- التنبيهات في شرح أصول القراءات.
- الدرر الحسان، في تحرير أوجه القرآن.
- الروض النضير، في أوجه الكتاب المنير.
- الشهاب الثاقب، للغاسق الواقب.
- الضوابط الكبرى في تحرير القراءات.
- العجالة البديعة الغرر في أسانيد الأئمة القراء الأربعة عشر.
- الفائدة السنية، والدرة البهية، في تحرير وجه التقليل في الألفات التي قبل الراء للسوسي من طريق الطيبة النثرية.
- الفوائد المعتبرة، في الأحرف الأربعة الزائدة على العشرة.
- الكوكب الدري، في قراءة أبي عمرو البصري.
- اللؤلؤ المنظوم، في ذكر جملة من الرسوم.
- المنظومة الأصبهانية.
- النبذة المهذبة، فيما لحفص من طريق الطيبة.
- الوجوه المسفرة، في القراءات الثلاث.
- إيضاح الدلالات، في ضابط ما يجوز من القراءات ويسوغ من الروايات.
- تحقيق البيان في المختلف فيه من آي القرآن.
- تحقيق البيان، في عد آي القرآن.
- تهذيب النشر، وخزانة القراءات العشر.
- توضيح المقام، في الوقف على الهمز لحمزة وهشام، وهو نظم شرحه هو نفسه في كتابه : إتحاف الأنام، وإسعاف الأفهام، في الوقف على الهمز لحمزة وهشام.
- جواهر القلائد، في مذاهب العشرة في ياءات الإضافة والزوائد.
- رسالة أحكام الهمزتين للقراء السبعة.
- رسالة أحكام الهمزتين للقراء العشرة.
- رسالة الضاد.
- رسالة في أحكام الغنة في اللام والراء على وجه الإدغام الكبير.
- رسالة في إدغامات الحروف الهجائية.
- سفينة النجاة، فيما يتعلق بقوله تعالى “حاش لله”.
- شرح الواضحة، في تجويد سورة الفاتحة.
- عزو الطرق.
- فتح الرحمن، في تجويد القرآن.
- فتح الكريم، في تجويد القرآن العظيم.
- فتح الكريم، في تحرير أوجه القرآن العظيم.
- فتح المجيد، في قراءة حمزة من القصيد.
- فتح المعطي، وغنية المقري، في شرح مقدمة ورش المصري.
- مقدمة رواية ورش.
- مقدمة في ياءات الإضافة والزوائد.
- منظومة “آلان” المختصرة.
- منظومة “آلان”.
- منظومة التكبير.
- منظومة الفوز العظيم، على متن فتح الكريم، وشرح لهذه المنظومة
- منظومة رواية قالون.
- منظومة مراتب تفخيم حروف الاستعلاء.
- موارد البررة، على الفوائد المعتبرة.
- مواهب الرحمن على غاية البيان لخفي لفاظتي “آلان”.
بعض مؤلفاته التي حققت ونشرت مؤخرا
- الروض النضير في تحرير أوجه الكتاب المنير بتحقيق أبو الجود خالد حسن (2006). طنطا، دار الصحابة.
- فتح المعطي وغنية المقري في شرح مقدمة ورش المصري ، مكتبة القاهرة، تحقيق حسن زيدان أبو المكارم .
كتب صدرت عنه وعن جهوده
- علي محمد الضباع : مقدمة في التعريف بمؤلف [فتح المعطي] القاهرة: مكتبة القاهرة.
- إبراهيم بن سعيد بن حمد الدوسري : الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات، الرياض، مكتبة الرشد، 1999
مرجعيته في طباعة المصاحف
اعتمدت المصاحف التي كتبت في عهد المطبعة على كتابه “تحقيق البيان، في عد آي القرآن” إذ أنه لخص و بلور ما توصل إليه الامام الشاطبي في ناظمة الزهر و ما ورد في كتاب ابي القاسم عمر بن عبد الكافي .
وفاته
توفي الشيخ محمد علي المتولي عن خمس وستين سنة .في 1895 ، و هو ما يوازي ما هو مثبت من أنه توفي في الحادي عشر من ربيع الأول 1313هـ
