الرئيسية / المكتبة الصحفية / الشيخ علي سرور الزنكلوني الأستاذ المبكر لقضايا الدعوة 

الشيخ علي سرور الزنكلوني الأستاذ المبكر لقضايا الدعوة 

مكانته التاريخية

الشيخ علي سرور الزنكلوني (ح 1860 1940) واحد من أبرز الأساتذة الازهريين في جيله وهو بشهادة أولي العلم صاحب مسند من أعلى مساند الحديث ، و مع هذه المكانة العلمية المرموقة  فقد كان من أوائل العلماء الذين اتصلوا بالصحافة والمجتمع وناقشوا قضايا العلم والفكر باقتدار وفهم ، و كان جوهر الفكر في كتاباته يتفوق كثيرا عما قدمه المبشرون و المستشرقون من أفكار تبشيرية تعنى في المقام الأول بسطوة الدولة و الامبريالية لا ببناء الفرد والانسانية. تلقى الشيخ علي سرور الزنكلوني العلم على العلامة شمس الدين الأنبابي 1824 ـ 1896 كما أدرك الشيخ محمد الأشموني 1803- 1904  وحضر دروسا على علماء المالكية محمد أحمد عليش 1802 ـ 1882 وعبد الهادي نجا الإبياري 1821-1888 وحسن الطويل 1834 وحضر دروس  الشيخ محمد عبده 1849 ـ 1905 حين علا نجمه ، وبدأ في التدريس في الرواق العباسي بالأزهر واختار أن يشرح الكشاف للزمخشري.

دوره في ثورة ١٩١٩

كان الشيخ علي سرور الزنكلوني من أبرز علماء الأزهر الذين لمعوا بنشاطهم في ثورة 1919  وقد مارس الزعامة في مواقع متقدمة ولا تزال ادبيات تلك الفترة تحتفظ بالثناء على جهده  ، وقد كتب  كثيرا من المقالات  السياسية و الوطنية  المهمة في الصحف، وكان لخطبه و مقالاته أثرها في تأجيج  الروح الدينية والوطنية،  ومن المعروف أن من أقطاب الأزهريين في هذه الثورة : الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر وعضو الجمعية التشريعية و الشيخ أحمد نصر العدوي والشيخ عبد المجيد اللبان والشيخ يوسف الدجوي والشيخ محمود شلتوت  والشيخ عبد الباقي سرور نعيم والشيخ عبد ربه مفتاح والشاعر عبد الله عفيفي والشيخ محمود أبو العيون  والشيخ محمد عبد اللطيف دراز فضلا عن الشيخ مصطفى القاياتي خطيب الثورة  ، والشيخ محمد عز العرب المبتديان اللذين كانا من طبقات الوفد القيادية  التي تولت مسئولية قيادة الحركة الوطنية في أثناء غياب زعامات الوفد في المنفى والسجن .

صاحب إسناد عال في جيله

وصف الشيخ الزنكلوني بأنه كان صاحب إسناد من أعلى الاسانيد في جيله ، وذكرت المراجع من أسانيده .

  • الشيخ سيف الدين بن إبراهيم الخفاجي عن إبراهيم الباجوري
  • الشيخ حسن العدوي عن مصطفى المبلط عن محمد الأمير الكبير
  • الشيخ البرهان إبراهيم السقاعن ثعيلب الفشني ومحمد الأمير .
  • الشيخ محمد عليش عن عبد الرحمن الجبرتي عن مرتضى الزبيدي
  • الشيخ حسن الطويل عن عبد الرحمن الجبرتي عن مرتضى الزبيدي

نواله عضوية جماعة كبار العلماء

في مارس 1937 نال الشيخ على سرور الزنكلوني عضوية هيئة كبار العلماء  ضمن العلماء الأحد عشر الذين نالوا العضوية في 1937 بعد عودة الشيخ المراغي لمشيخة الأزهر، وقد نالها معه الشيخ محمد عبد الفتاح العناني عميد كلية أصول الديني الثاني (تناولنا سيرة حياته في فصل من كتابنا الفتوى في فضاء الأزهر )، والشيخ إبراهيم الجبالي 1878- 1950 عميد كلية اللغة العربية (تناولنا سيرته في كتابنا الأزهر والإصلاح الاجتماعي والمجتمعي )، ونالها معهما الشيخ محمود أبو دقيقة 1877 ـ 1940 أكبر علماء التوحيد في ذلك الجيل، كما نالها معهم سبعة آخرون من العلماء الأهدأ شهرة هم المشايخ : علي المعداوي ، ومحروس شرف ، وفرغلي الحديدي ، ومحمد أحمد القنطيشي ، وعلي إبراهيم ادريس،  وقنديل درويش ، ومحمد هلال الإبياري.

تصديه للمستشرق زويمر

كان الشيخ على سرور الزنكلوني هو من تصدى بالرد للمستشرق  الأمريكي زويمر 1867- 1952 الذي كان من أشد المبشرين حنقا على الإسلام وما يتمتع به من قبول في المجتمعات الغربية.  وهو صاحب أقوى رد  على  كتاب “الغارة على العالم الإسلامي”، الذي ألفه ذلك المستشرق مقدما النصح الامبريالي للإنجليز.

كتابه عن الدعوة

كتب الشيخ علي سرور الزنكلوني  في زمن مبكر كتاباً في غاية الأهمية  بعنوان “الدعوة والدعاة، أسباب التخلف، ومنهاج التطبيق” وعنوان الكتاب يشي بوضوح بتوجهه العلمي والعملي في معالجة قضايا الدعوة، فهو يعرض المشكلة بطريقة التشخيص الدقيق ، ويقدم حلولا لها ، وقد طبع هذا الكتاب في مكتبة وهبة بمقدمة لحفيده الشيخ طاهر الزنكلوني.

رثاء محمود الشرقاوي و تعقيب الدكتور البهي

في نوفمبر  1942 كتب  الأستاذ محمود الشرقاوي مقالا موقعا بالأحرف الأولى في مجلة الرسالة  تحت عنوان “ذكرى الأستاذ الزنكلوني” نعى فيه على الازهريين إهمالهم الحديث عن فضل الشيخ الزنكلوني  وقال: “أليس من العجب أن يكون من أبناء الأزهر من بُعث إلى أوربا باسم محمد عبده، ثم لا يكون الأزهر معنياً بتاريخ محمد عبده وأفكار محمد عبده؟” . وقد فهم الدكتور محمد البهي أنه ممن يقصدهم فكتب مقالا قال فيه : ” إن الإمام محمد عبده والأستاذ الزنكلوني لم يكونا للأزهر وحده ولا شك؛ وان الأزهريين لم يعرفوا امثالهما. ولا يعود عدم ذكرهما إلى إهمال أو إلى نكران الجميل….. الأزهريون لم يعرفوا محمد عبده، لا لأنهم لا يريدون أن يعرفوه، أو لأنهم أرادوا أن يعرفوه فخفي عليهم، بل لأنهم دفعوا إلى عدم معرفته ودفعوا أيضا إلى استمرارهم على عدم معرفته”

وفاته

توفي الشيخ علي سرور الزنكلوني في 1940

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com