الشيخ على الضباع عميد الموسوعات القرآنية

مكانته التاريخية

كان الشيخ علي محمد الضباع 1886 ـ1961 واحد من أشهر العلماء الذين تولوا مشيخة المقارئ ، يتمتع بسمعة علمية عالية لكنه مع هذه السمعة تالٍ في الفضل للشيخ المتولي 1832-1895 ،ولايزال الضباع اسما دالاً على الجودة والتجويد وكان حجة في كل ما يتصل بعلوم القرآن من قراءات ، وعد الآيات ، ومواضع الوقف ، والوصل ، ورسم الحروف ، وفنون التجويد، وعلى الرغم من أنه كان من المبصرين فقد ترك من الآثار العلمية ما تعجز عن إتمامه مجموعات العمل في عصر الحواسيب، ذلك أن الله أنعم عليه بالتوفيق، فقد وهب نفسه للقرآن تماماً، فانفتحت أمامه أبواب المعرفة والعرفان والتوفيق والهداية.

نشأته و شيوخه وذكره لفضل الشيخ المتولي عليه

اسمه بالكامل على الطريقة الحديثة في كتابة الأسماء : علي محمد حسن إبراهيم الضباع ويُلقب بالشافعي الخلوتي لأنه كان شافعي المذهب و منتميا إلى الطريقة الخلوتية ).. وقد ولد في 10 نوفمبر 1886، وتلقى تعليما دينيا تقليديا لكنه أظهر النجابة و التفوق. وقد أدرك الشيخ علي الضباع وهو صبي صغير عهد الشيخ المتولي 1832- 1895 وبدأ تعلم القراءات السبع على يديه ،كما تلقى العلم على الشيخين حسن بن يحيى الكتبي،و عبد الرحمن الخصيبي الشعار ،  واستفاد من كتب الشيخ المتولي ، ومن ثروته العلمية التي كان قد أوصى له بها ، وقد روى هو نفسه أن الشيخ المتولي أوصى ابن أخته الشيخ حسن يحيى الكتبي فقال له اعتن بتحفيظ هذا الغلام القرآن وعلمه القراءات وحول إليه كتبي بعد مماتي، ومع الزمن فانه أحرز من المجد العلمي ما لا يقل عن مجد الشيخ المتولي ذلك أن عصر الشيخ الضباع  شهد مولد الإذاعة، وتقدم الطباعة، وإن لم يكن قد أدرك عصر الثورة المعرفية.

المعرفة المبكرة بإنتاجه

نذكر أن والدنا رحمه الله صحبنا إلى الصنادقية وهو اسم منطقة تحيط بشارع متفرع من شارع الأزهر ، فأخذ صاحب المكتبة التي كانت متخصصة في كتب القراءات يعرض على والدنا طبعات جديدة من مؤلفات جديدة  في القراءات ، لأن والدنا كان لا يزوره إلا و يقتني شيئا من كتبه ،  فكان والدي يقرأ فقرتين أو أكثر من موضعين من الكتاب ثم يقول  لصاحب المكتبة: لم يصل إلى الضباع! أو يقول: الضباع أضبط، وهو ما يعني أن هذا العالم المؤلف لم يصل إلى قدرة الضباع في التحقيق وضبط الأحكام .

فسألنا والدنا : ومن بعد الضباع؟ فقال إن المنصب آل إلى القراء المشغولين بالقراءة، رغم علمهم، لكن الضباع لا يزال هو المرجع، فسألناه :ومن قبل الضباع؟ فنظر صاحب المكتبة بإعجاب إلى والدي وهو يقول ما معناه إن الإجابة على هذا السؤال لا خلاف فيها وهي المتولي،  فتماديت وسألت :ومن قبل المتولي؟ فقال القدامى الذين تعرفهم ، يقصد الجزري والشاطبي وشعلة.

أستاذيته للشيخ الحصري

من أشهر تلاميذه الشيخ محمود خليل الحصري 1917-1980 الذي خلفه في مشيخة المقارئ المصرية ، ومن الإنصاف أن نذكر أنه هو الذي عرف للشيخ الحصري قدره على نحو ما كان من الشيخ المتولي معه ، وهكذا هم أهل القرآن الكريم، تتقوم أخلاقهم وتتربى على صحبة القرآن الكريم ، وتستقيم أحكامهم ببركة القرآن الكريم وينجون من الشطط بفضل القرآن ، فاللهم اجعلنا منهم مع اننا لا نستحق بسبب ما نقترفه من الذنوب و الخطايا .

آثاره

يذكر أن للشيخ علي الضباع أكثر من أربعين كتابا وتنبئ عناوين هذه الكتب عن موسوعيته من ناحية، وعن علمه من ناحية ثانية، وعن ذائقته الفنية الرائعة المتأثرة بألفاظ القرآن الكريم وموسيقاه الداخلية.

• صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص.
• إرشاد المريد إلى مقصود القصيد وهو شرح موجز لمتن الشاطبية مطبوع
• شرحه الكبير للشاطبية ، وعنوانه “إنشاء الشريد من معاني القصيد”. وهو مخطوط.
• الأقوال المصرية عن مقاصد الطيبة، والمقصود بطيبة هو طريق طيبة للنشر المشهور بأنه يحصر القراءات العشر.
• البهجة المرضية شرح الدرة المضية في القراءات الثلاث المتممة للعشر
• الإضاءة في أصول القراءة
• أقرب الأقوال على شرح الاقفال : حاشيته على فتح الأقفال ، وهو شرح الشيخ سليمان الجمزوري ( من علماء  نهاية القرن الثامن عشر) لمتنه هو نفسه المسمى تحفة الأطفال، واسم الشرح فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال أما الحاشية فاسمها أقرب الأقوال.

من تلاميذه

الشيخ عامر عثمان 1900-1988 ، الشيخ محمود خليل الحصري 1917-1980  ، الشيخ عبد العزيز عيون السود 1916-1979  والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات 1907- 2004، و الشيخ رزق خليل حبة 1918- 2004  .

وفاته

توفي الشيخ علي محمود الضباع في 2 يناير 1961و هو ما يوافق ما هو منصوص عليه من أن وفاته كانت في 14  رجب 1380 هـ.