الشيخ موسى علي النواوي (1873 ـ 1953) عالم جليل من علماء الأحناف الذين لم يعملوا إلا بالقضاء الشرعي وما كان يتصل به من الإفتاء، وقد قدر له أن يصل إلى رئاسة المحكمة الشرعية العليا ، و تتواتر روايات ( لم نتمكن من تحقيقها حتى الآن) أنه بقى في هذا المنصب 14 عاماً متصلة ، و من الطريف في تاريخه العلمي أن آثاره التي كتبها عنيت بفقه العبادات والدعاء على حين عنيت مؤلفات معاصريه من القضاة الشرعيين بفقه المعاملات وقضاء الأحوال الشخصية ، ومن الجدير بالذكر أنه يصغر العلامة الشيخ أحمد هارون بعام واجد ، لكن الأرزاق تقسمت فتولى الشيخ أحمد هارون مناصب مرموقة مبكرا من قبيل رئاسة محكمة مصر الشرعية و عضوية مجلس إدارة مدرسة القضاء الشرعي بل و عين مديرا عاما للأزهر الشريف ووكيلا للأزهر (1921)، ظل الشيخ هارون يشغل منصبي وكيل الأزهر و مدير المعاهد طيلة ٨ سنوات، أي حتي سنة 1929 ثم توفي مبكرا 1930 ، و في مقابل هذا بدأ عهد الشيخ موسى النواوي بالمناصب المبكرة في 1929 حيث تولى أرفع منصب يتولاه قاض شرعي .
نشأته وتكوينه العلمي
ولد الشيخ موسى علي النواوي في قرية نواي في يناير 1873 وتلقى تعليما دينيا تقليديا و التحق بالأزهر الشريف ، ودرس على كبار مشايخه وكان من أساتذته الشيخ عبد الرحمن البحراوي 1824- 1904، والشيخ أحمد الرفاعي الفيومي 1832- 1907 ، والشيخ عبد القادر الرافعي 1832- 1905 والشيخ حسونة النواوي 1839- 1924 و الشيخ محمد عبده 1849- 1905 .
تخرجه و عمله في القضاء الشرعي
نال الشيخ موسى علي النواوي الشهادة العالمية، واختير للعمل بالقضاء الشرعي، وفي أثناء عمله تولى منصب مفتي مديرية قنا ثم مفتي بني سويف (مارس 1908) ولما تقرر العدول عن تخصيص مناصب مفتي المديريات في 1910 وإسناد هذه المهمة إلى أقدم القضاة الشرعيين بقي هو في بني سويف عضوا في محكمتها الشرعية و سرعان ما نُقل في العام نفسه إلى القاهرة، ثم أصبح عضوا في المحكمة الشرعية العليا ثم نائبا لرئيسها.
رئاسته للمحكمة الشرعية العليا
وفي مارس 1929 عين الشيخ موسى علي النواوي رئيسا للمحكمة الشرعية العليا ليخلف بهذا الشيخ محمد مصطفى المراغي الذي أصبح شيخا للأزهر والشيخ محمد ناجي ، وقد بقي في منصبه هذا حتى أكتوبر 1942 فأحيل للتقاعد، ورشح الشيخ فتح الله سليمان خلفا له .
آثاره
- الأساس المتين في قواعد الدين (في فقه العبادات على المذهب الحنفي)
- الجواهر النفيسة في مذهب أبي حنيفة.
- الدرر المنثور في الدعاء بالمأثور من السنة والكتاب
- العقد الفريد.
وفاته
توفي الشيخ موسى النواوي عن ثمانين عاماً 1953.