الرئيسية / المكتبة الصحفية / العلامة محمد الاشموني علامة  القرن التاسع عشر كله

العلامة محمد الاشموني علامة  القرن التاسع عشر كله

الشيخ محمد الأشموني (1803 ـ 1904) هو واحد من أبرز علماء الأزهر في جيل الشيخ مصطفى العروسي 1899-  1876 ، والشيخ رفاعة الطهطاوي  1801- 1873 والشيخ محمد عليش 1802- 1882 والشيخ حسن العدوي 1806- 1885 ، و هم سابقون على شيخي الأزهر العباسي المهدي و شمس الدين الإنبابي اللذين توليا المشيخة بالتعاقب من 1870 وحتى 1895 ، وهو أطولهم عمرا ، وهو واحد من كبار علماء الشافعية ومؤلفيهم الذين يعرفون بألقابهم فقط كما لو كانوا من علماء العصور السابقة، وإذا جاز أن رجلا عاش القرن التاسع عشر كله فهو هذا العالم الجليل الذي عاش أكثر من مائة عام.

أصل عائلته

ينتهي نسبه إلي سيدي أبي مدين التلمساني.

مولده و تكوينه العلمي

ولد الشيخ محمد الأشموني في أشمون جريس، وهي قرية تابعة لمديرية المنوفية سنة 1218هـ (1803)، ونشأ بها، وبدأ تعليمه الديني في الكتاب، ثم سافر إلي مصر، والتحق بالأزهر الشريف. و تلقي العلم علي علماء عصره كشيخ الازهر الشيخ القويسني المتوفي 1838 ، والشيخ مصطفي  البولاقي  المتوفي 1847 و شيخ الازهر الشيخ الباجوري 1784-1864 والشيخ محمد الخضري  المتوفي 1870،  والشيخ إبراهيم السقا المتوفي 1880 والشيخ الفضالي، والشيخ الأمير الصغير ،  والشيخ المرصفي وغيرهم.

مكانته في نهر التعليم الأزهري

بعد أن نال الشيخ محمد الأشموني الإجازة في التدريس على طريقة ذلك العهد  تولى  تدريس العلوم الأزهرية بدأب وإخلاص ، و عرف عنه سعة أفقه وقدرته على الاستشهاد و الفتوى و التزامه بالنصوص التي كان يجيد الرجوع إليها و التعليق عليها ، وكان مرجعا في علوم التوحيد و الفقه الشافعي .

وقد انتهت الى الشيخ الاشموني مرجعية الفقه الشافعي في جيله ، وبخاصة مع ما كان ظاهرا بوضوح من اعتزاز زميله التالي له الشيخ محمد شمس الدين الانبابي شيخ الازهر بأستاذيته ،  وهكذا كان شأن تلاميذه الآخرين و علماء المذاهب الأخرى ، وقد وصفته أدبيات عصره بأنه كان أنيس المحضر، كثير الدعابة والمزاح مع الطلبة، شديد الورع،  متصفا بالزهد والتقشف.

أبرز تلاميذه

كان علماء الشافعية في جيلين من تلاميذه المباشرين ، وكان من هؤلاء شيخ الازهر الشيخ عبد الرحمن الشربيني 1832-1908 و الشيخ سعيد الموجي المتوفي 1913 والشيخ سليمان العبد 1841 ـ 1919 والشيخ محمد الرفاعي المحلاوي  1844- 1922 و المشايخ محمد إبراهيم القاياتي المتوفى  1919، وعبد الحميد زيد  المتوفى 1924، ومحمد قنديل الهلالي  المتوفى 1923، ومحمد نجدي ، ويونس العطافي  المتوفى 1928 ، وحسن السقا 1846- 1919 وعبد المعطي الشرشيمي 1852- 1956 وعبد المجيد اللبان 1871- 1942. كما كان من تلاميذه الشيخ عبد القادر الرافعي ، و الشيخ محمد عبده 1849- 1905والشيخ عبد الكريم سلمان 1848-1918  والشيخ بكري الصدفي 1848-1919 والشيخ احمد أبو خطوة 1852-1906 والشيخ محمد بخيت المطيعي 1854  -1935 .

آثاره العلمية

عمّر الشيخ محمد الأشموني عمرا طويلا، وصار جميع من بالأزهر إما من تلاميذه، أو ممن في طبقتهم، ولم يؤلف كتبا، وإنما كتب عنه بعض الطلبة تقييدات عند قراءته للعقائد النسفية، وكذلك قيدوا عنه نحو ثلاثين كراسة علق بها في دروسه علي مختصر السعد.

من رثاء الشيخ البيروتي له

رثاه تلميذه الشيخ عبد الحليم أنسي البيروتي بقصيدة أولها:

      هو القطب قطب العلم              والله يشهد بأن قلوبا نارها تتوقد

      وخرّ منار العلم بعد ثبوته          وفاجأنا خطب من الليل أسود

ومنها قوله:

      وما مثل أشموني مصر            بعصرنا إمام عليم بالشريعة مرشد

ورثاه أيضا الشيخ إبراهيم راضي بقصيدة.

عاش حياته بلا زواج  

لم يعقب الشيخ محمد الأشموني ذرية لأنه لم يتزوج

وفاته وتكريمه

توفي الشيخ محمد الأشموني (1904) ، وقد أمر الخديو بتجهيزه علي نفقة الأوقاف ، واحتفل بتشييع جنازته احتفالا كبيرا فأطلق المنادون في الطريق للإنباء بوفاته، وقيل إنه سار في تشييع جنازته نحو أربعين ألفا، ودفن في مقبرة الشيخ الإنبابي شيخ الأزهر ومن الجدير بالذكر أنه كان قد أم الصلاة على الشيخ الإنبابي .

 

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com