الرئيسية / المكتبة الصحفية / العلامة صالح شرف الملقب بمفتي المذاهب الأربعة

العلامة صالح شرف الملقب بمفتي المذاهب الأربعة

الشيخ صالح شرف (1894 ـ 1985) واحد من كبار علماء المالكية في القرن العشرين، وواحد من أبرز علماء الأزهر في عهد  1952  كان له حضور إعلامي متزن ، وكان قادرا علي الإفتاء، والأستاذية، والمحاضرة، وطال عمره فأتاح له من الفضل ما استحقه عن جدارة.

ولد بعد مولد ابن بلده الشيخ حسنين مخلوف 1890- 1990  بأربع سنوات ، وتوليا مناصب متوازية، وبينما كان من حظ الشيخ مخلوف أن يعمل طيلة حياته بسلك القضاء الشرعي، فقد تفرغ الشيخ صالح شرف للأستاذية في الأزهر، وعاش 91 عاما، بينما عاش الشيخ مخلوف 100 عام.

بني الشيخ صالح شرف بيتا في المهندسين كان مثابة لتلاميذه، وأطلق اسمه علي الشارع الذي يقع فيه بيته.

نشأته و وظائفه الأولي

ولد  الشيخ صالح موسي شرف في الثامن عشر من شهر يوليو 1894 في قرية بني عدي الوسطي  مركز منفلوط ، محافظة أسيوط ،ومن المشهور أن قرية بني عدي تنتسب إلي سيدنا عمر بن الخطاب،  وتلقي تعليما دينيا تقليديا بدأه في الكتاب، حيث حفظ القرآن الكريم و التحق بالأزهر الشريف في 1910، ومكث ثماني سنوات في الأزهر وفي تلك الفترة تأثر بشيخين من شيوخ الأزهر الكبار الذين وصلوا إلى عضوية كبار العلماء وهما الشيخان عبد الحكيم عطا  1865- 1933و يوسف الدجوي  1870 -1946  .

 تأهله

حصل الشيخ صالح موسي شرف على  الشهادة الأهلية 1918  وكان ترتيبه فيها الأول ونال جوائز مالية كانت تمنح للمتفوقين في علوم التوحيد والفقه والأصول واللغة العربية  و واصل الدراسة في القسم العالي حتى  فُـتح باب الامتحان للحصول علي شهادة العالمية فامتحن أمام لجنة ضمت الشيخ عطا المرصفي و الشيخ عبد المقصود الفشني ، وقد حضر الامتحان  الشيخ عبدالمجيد اللبان و نال العالمية عام 1924 أي في السنة التالية لحصول الشيخ عبد الرحمن تاج على هذه الشهادة ،   فلما  أعلن عن ثلاث وظائف في الأزهر الشريف فاز في المسابقة و عين إماماً لمسجد منشأة الريان بمركز بني مزار بالمنيا  وفي يناير 1926 نقل إلي المسجد الأموي بأسيوط .

مدرسا للتاريخ

وفي 1926 أدخل تدريس العلوم الحديثة للأزهر وأُعلن عن تعيين مدرسين لها من العلماء فتقدم للمسابقة  في مواد التاريخ والهندسة والرياضة ، ففاز في الامتحان الذي فاز فيه أيضا الشيخ محمد الفحام  المولود معه في العام نفسه والمتخرج بالعالمية قبله بعامين ، واختار تدريس التاريخ الإسلامي وعين مدرساً في معهد أسيوط الديني عام 1927 وكان من بين تلاميذه بذلك المعهد الأساتذة محمد نايل ومحمد قناوي ويحيي عبد العاطي

اعتزازه بأن لجنة التفتيش زكته للتدريس بالكليات 

كان الشيخ صالح شرف يروي باعتزاز أن وفدا للتفتيش علي المعهد ضم المشايخ محمود الديناري ومحمود النواوي ومحمد الحسيني الظواهري زاروا المعهد وحلقاته وضمنوا تقريرهم أنه يصلح للتدريس في كليات الأزهر الشريف.

في كلية أصول الدين بالقاهرة

وبناء على توصية المفتشين نقل الشيخ صالح شرف إلي معهد الزقازيق عام 1935 وفي العام نفسه نقل إلي كلية أصول الدين بالقاهرة بتزكية الشيخ عبدالمجيد اللبان وعهد إليه تدريس مواد التوحيد والمنطق .

وكيلاً لمشيخة علماء الإسكندرية

اختير الشيخ صالح شرف وكيلاً لمشيخة علماء الإسكندرية عام 1944 مع تمسكه بالتدريس في كلية أصول الدين وواجه الاضطرابات التي كان من زعمائها طلبة السنة الخامسة الثانوية عبد اللطيف خليف وأحمد الذقن وعبدالحكيم بلبع .

ورواق الصعايدة

في سنة 1948 عين الشيخ صالح شرف العدوي شيخاً لرواق الصعايدة بالأزهر الشريف وأصبح شيخاً لعلماء الصعيد ثم شيخاً للسادة المالكية .

في مهمة  بأسيوط

في سنة 1950 كلف الشيخ صالح شرف بان يتولى مشيخة أسيوط مع احتفاظه بجدول  في كلية أصول الدين كل خمسة عشر يوماً .

نيله عضوية هيئة كبار العلماء

نال الشيخ صالح شرف عضوية كبار العلماء في 10 نوفمبر 1951 في عهد الشيخ إبراهيم حمروش ضمن ثمانية كان منهم  الشيخ محمد الجهني 1888-1964 و الشيخ محمد عبد اللطيف السبكي 1896 ـ 1969 و الشيخ محمد علي السايس 1899 ـ 1976 والشيخ الطيب النجار المتوفى 1966 و الشيخ عبد الله موسي  والشيخ رزق الزلباني و الشيخ عبد القادر خليف.  وكان قد تقدم للعضوية بكتاب  في التوحيد عالج فيه أربعة عشر موضعاً كثر الجدل فيها بين المنطقيين و الفلاسفة ، وكان الكتاب مقرراً علي طلاب السنة الرابعة بكلية أصول الدين .

اختياره سكرتيرا عاما للأزهر

مع تعيين الشيخ عبد الرحمن تاج شيخا للأزهر بعد استتباب الأمور لجماعة 23 يوليو 1952 عين الشيخ صالح شرف سكرتيرا عاما للأزهر، وهو المنصب الذي شغله من قبله الشيخ محمود أبو العيون، والدكتور محمد عبد الله ماضي.

عضواً في المجلس الأعلى للأزهر

تفرغ الشيخ صالح شرف للتدريس في كلية أصول الدين بالقاهرة وأسيوط، وعين عضواً في المجلس الأعلى للأزهر وانتدب وكيلاً للأزهر لبعض الوقت. 

نشاطه بعد  التقاعد

واصل الشيخ صالح شرف مشوار عطائه العلمي بعد بلوغه سن التقاعد سنة  1959 في القاهرة وأسيوط وكليات البنات بالقاهرة . وأشرف علي عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه.

عضويته في مجمع البحوث الإسلامية

اختير الشيخ صالح شرف  عضواً في مجمع البحوث الإسلامية في مصر ورأس عدة لجان بالمجمع وقدم إليه الكثير من البحوث والاقتراحات .

مستشاراً دينياً لجامعة الإمام السنوسي في ليبيا

عمل الشيخ صالح شرف مستشاراً دينياً لجامعة الإمام محمد بن علي السنوسي الإسلامية في ليبيا في عهد الملكية .  

حضوره الإعلامي والفكري

كان الشيخ صالح شرف من الذين اتصلوا بالجماهير عبر وسائل الإعلام ، وكانت له أحاديث إذاعية وتليفزيونية عديدة سجلت له، واستمر لسنوات عديدة يجيب علي أسئلة القراء في صحيفة «الأخبار».

وقد اشترك الشيخ صالح شرف في عدد من المؤتمرات الإسلامية داخل مصر وخارجها.

أعماله الخيرية

قام الشيخ صالح شرف بإنشاء مؤسسة إسلامية خيرية سميت جمعية أبناء بني عديات الخيرية  مهمتها إنشاء المؤسسات التعليمية والصحية ومساعدة المحتاجين من أهل البلدة وقامت هذه الجمعية بإنشاء بعض  المدارس العامة والمعاهد الأزهرية والمشروعات الاجتماعية في بني عديات .

وفاته

توفي الشيخ  صالح شرف سنة 1985.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com