مكانته و مكانة آبائه
الشيخ محمد محمد البنا 1828- 1896 نموذج لمن يصدق عليه الوصف بأنه مفت ابن مفت، وقد كان معاصره المفتي الأكبر الشيخ المهدي العباسي 1827 -1897 كذلك ومن العجيب أنهما تعاصرا في المولد والوفاة مع فارق ضئيل جدا ، وأن أصغرهما وهو الشيخ محمد محمد البنا خلف الأكبر في مسند الإفتاء مرتين على نحو ما خلفه الشيخ شمس الدين الانبابي 1824- 1896 في مشيخة الازهر مرتين .
كان الأب الوالد الشيخ محمد صالح صالح البنا، مفتيا للإسكندرية في عهد الخديو عباس، والخديو سعيد، عرف بفضله، وزهده، وورعه، وتقواه، وكأنه كان قطب زمانه، على حد ما تقول تعبيرات العصور السابقة.
تلقي الشيخ محمد محمد البنا العلم على والده، وكان ينوب عن والده في أداء وظيفة إفتاء الإسكندرية عند تغيبه، ثم تولي مسند إفتاء مجلس الإسكندرية (يناير 1863- أكتوبر 1865 .
توليه الإفتاء للمرة الأولى
ولما ذاع صيته العلمي والخلقي اختاره الخديو توفيق لتولي وظيفة إفتاء الديار المصرية 1880-1887 عندما عزل الشيخ العباسي المهدي.
وفي عهد وزارة رياض باشا أعيد مسند إفتاء الديار المصرية للشيخ محمد العباسي المهدي 1888 واحتفظ للشيخ محمد محمد البنا بمنصب مواز هو وظيفة إفتاء وزارة الحقانية التي كان يتولاها أشهر من تلقب بمفتي الاحناف و هو الشيخ عبد الرحمن البحراوي 1819 -1904 ( قدمنا سيرة حياته في كتابنا “العصر الذهبي للقضاة الشرعيين” ) .
توليه الإفتاء للمرة الثانية
لما اعتلت صحة الشيخ العباسي1893 أحيلت أعمال إفتاء الديار المصرية واختصاصات المجلس المخصوص علي الشيخ محمد البنا حتى يشفى الشيخ المهدي، علاوة علي وظيفته، واستمر قائما بأعباء الوظيفتين حتي استقال منهما بإرادته، وهكذا فإنه خلف الشيخ العباسي المهدي مرتين في منصب الإفتاء، ولم يترك الإفتاء إلا بإرادته هو في 1895 ، ومن الجدير بالذكر أنه توفي قبل الشيخ المهدي و أن الذي خلف الشيخ المهدي في منصب الإفتاء هو الشيخ حسونة النواوي الذي كان قد تولى مشيخة الازهر خلفا للشيخ الانبابي قبل أن يجمع معها مشيخة الإفتاء و ذلك على نحو ما أوضحناه في كتابنا أصحاب المشيختين .
وفاته
توفي الشيخ محمد محمد البنا في 19 فبراير 1896 .