مكانته بين علماء الأزهر
الشيخ علي محفوظ (1876 ـ 1942) واحد من كبار علماء الحنفية في عصره، وإن كان قد بدأ دراسته شافعيا، كان في عصره واحدا من كبار الوعاظ القادرين على الإفتاء و الممارسين له من خلال مواقع علمية متقدمة ، ولد في العام الذي ولد فيه الشيخ محمد الخضر حسين الذي هو أكبر المشايخ السبعة الذين تولوا مشيخة الأزهر ما بين 1928 و1954 : محمد مصطفي المراغي (1881 ـ 1945)، ومحمد الأحمدي الظواهري (1877 ـ 1944)، ومصطفى عبد الرازق 1885- 1947 ، ومأمون الشناوي 1878 ـ 1950 ، وعبدالمجيد سليم 1882 ـ 1954 ، وإبراهيم حمروش 1880 – 1960 .
نسبه الشريف
ذكرت سلسلة التراجم الأزهرية أن نسبه يتصل بسيدنا الحسن.
نشأته و تكوينه
ولد الشيخ علي محفوظ في محلة روح بالغربية، ونشأ بها، وتعلم مبادئ العلوم، وحفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع ، فلما أحس أهله فيه القدرة علي الالتحاق بالتعليم الديني ، الحقوه بالجامع الأحمدي في طنطا، وتلقي العلم علي كبار أساتذة ذلك المعهد، كالشيخ عبد الرحمن الدمياطي ، والشيخ محمد الشبيني الكبير، والشيخ علي المنوفي ، والشيخ قطب بكر.
تحوله إلي الحنفية
وفي سنة 1899 انتقل الشيخ علي محفوظ للدراسة بالأزهر الشريف، ومالت نفسه إلي مذهب أبي حنيفة بعدما كان شافعي المذهب ، وتلقي العلم علي كبار شيوخ المذهب الحنفي ، وكان منهم : الشيخ عبد القادر الرافعي 1832- 1905 و الشيخ حسونة النواوي 1839- 1925 والأستاذ الإمام محمد عبده 1849- 1905، ، والشيخ أحمد أبو خطوة 1852- 1906 ، والشيخ بكري الصدفي 1848-1919 ، والشيخ محمد بخيت المطيعي 1854- 1935.
وبالطبع فإنه تلمذ لعلماء المذاهب الأخرى فكان تلميذا للشيخ سليم البشري و الشيخ عبد الرحمن الشربيني والشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي .
تخرجه وعمله بالتدريس
نال الشيخ علي محفوظ شهادة العالمية سنة 1905 ، أي في السنة التالية لنيل الشيخ المراغي لها ، وفي العام التالي أذن له بالتدريس في الأزهر.
وفي 1911 أدخل النظام الحديث إلى الأزهر ، فكان الشيخ واحدا من الذين اختيروا للتدريس طبقاً للنظام الجديد .
اختياره لأستاذية قسم التخصص
ترقى الشيخ علي محفوظ في وظائف التدريس حتى عين مدرسا للدراسات العليا في قسم التخصص ، الذي كان يمثل الدراسات العليا في الأزهر في ذلك الجيل وعهد إليه بتولي الأستاذية في قسم الوعظ والإرشاد ، و لمع اسمه في هذا الموقع المهم الذي كان بمثابة منبع لرجال الدعوة الإسلامية ، و للمشتغلين بعلوم العقيدة والتوحيد في العصر الذي لم تكن الكليات الأزهرية قد أتمت سياسات و قواعد التمايز و الاختلاف المنهجي بين الأقسام العلمية و الكليات المختلفة ، فكان الشيخ علي محفوظ والشيخ محمود أبو دقيقة رموزا لما كان يعرف بعلوم التوحيد .
عضويته في كبار العلماء
اختير الشيخ علي محفوظ عضوا في جماعة كبار العلماء في 11 مايو 1939 في المشيخة الثانية للمراغي، بعد 12 عالما نالوها في عام 1937 (علي دفعتين) ونالها معه في مايو 1939 ثلاثة من العلماء هم : الشيخ عيسي منون 1989- 1957 (عميد أصول الدين والشريعة فيما بعد ، والذي قدمنا سيرته في فصل من كتابنا الشريعة في كلية الفقه ) والشيخ عبد الرحمن المحلاوي 1863- 1940 (قدمنا سيرته في فصل من كتابنا العصر الذهبي للقضاة الشرعيين ) ، ومحمد السيد شوشة ح 1876 – 1950.
آثاره
- ـ الإبداع في مضار الابتداع.
- ـ هداية المرشدين.
- ـ رسالة الأخلاق.
- ـ الخطابة.
وفاته
توفي الشيخ علي محفوظ في نوفمبر 1942.