الرئيسية / المكتبة الصحفية / الشيخ عبد اللطيف حمزة المفتي الأخير من بين القضاة الشرعيين

الشيخ عبد اللطيف حمزة المفتي الأخير من بين القضاة الشرعيين

قيمته ومكانته

الشيخ عبد اللطيف حمزة  1923- 1985 واحد من علماء الشريعة البارزين الذين تفرغوا للعمل في سلك الإفتاء منذ تخرجهم في كلية الشريعة بالشهادتين العالية والعالمية ، وأدوا دورا دينيا ودعويا وقضائيا متميزا  في هدوء وصمت ونكران للذات ، و تدرجوا في مناصب القضاء حتى شغلوا مسند الإفتاء.

التفريق بينه و بين أستاذ الصحافة الأشهر

ينبغي  علينا الإشارة الى التمييز بينه و بين أستاذ الصحافة الشهير الذي يشترك معه في الاسم نفسه : الدكتور عبد اللطيف حمزة 1907-1970 .

قدراته المتميزة و تكوينه العلمي و الوظيفي

تلقي الشيخ عبد اللطيف حمزة تعليما أزهريا متميزا، وقد تخرج في كلية الشريعة، كما نال منها الشهادة العالمية مع الإجازة في القضاء الشرعي 1950 وعمل في القضاء الشرعي، وتدرج في الوظائف القضائية علي نحو ما كان مأخوذا به في سلك القضاء وعلى الرغم من تعرض جيله كله للظلم فإنه كان متميز الأداء وعرف عنه إلمامه الذكي و دقته الشديدة و قدرته على الصياغة والتعبير بوضوح ، عين وكيلا للنائب العام للأحوال الشخصية، ثم قاضيا، ثم رئيسا للمحكمة، وقد نال هذه الدرجات وهو منتدب كعضو دائم في المكتب الفني لمفتي الجمهورية.

نموذج  لمحنة القضاة الشرعيين في العهد الناصري

كان الشيخ عبد اللطيف حمزة  من جيل القضاة الشرعيين الذين شملهم  عهد الثورة بالظلم الجائر والذي وصل إلى حد تأخيرهم عشرين عاما في السلك الوظيفي عن خريجي الحقوق على الرغم من ان الدولة (وليس القضاة الشرعيون) هي التي ألغت القضاء الشرعي ، ومن ثم فإنه عندما حل الدور الطبيعي عليه  وهو في التاسعة والخمسين ليكون مفتيا للجمهورية خلفا للشيخ جاد الحق على جاد الحق لم تكن درجته القضائية قد وصلت إلى ما يتصوره المتابعون لما يستحقه علمه وتاريخه و طول خدمته، لكنه شأنه شأن زملائه كان يتألم في صمت ، و لا يرى نفسه إلا جنديا من جنود الوطن .

توليه الإفتاء

 صدر قرار تعيين  الشيخ عبد اللطيف حمزة مفتيا للجمهورية، في مطلع عام 1982 خلفا للشيخ جاد الحق علي جاد الحق الذي عين وزيرا للأوقاف في وزارة الدكتور أحمد فؤاد محيي الدين الأولى في يناير 1982 .

تعرض لحملة ظالمة من كاتب كاره للتوجه الإسلامي

تعرض الشيخ عبد اللطيف حمزة لحملة مكثفة من كاتب كاره للتوجه الإسلامي حين نشرت إحدى الصحف فتوي عن مبطلات الصيام تضمنت نصا من نصوص حاشية قديمة يشير الى إفطار من أكل طينا.. إلخ، وقد آثر الشيخ عبد اللطيف حمزة السكوت عن هذه الحملة ولم يرد على أية عبارات متجنية وجهت له، ويبدو أن هذا الهدوء في مواجهة العاصفة المصطنعة كان أفضل بكثير من إضفاء أي قيمة على أفكارها الناطقة بكراهية الدين و التدين والتراث الديني و الفقهي و الحرص على اصطياد أي عنصر من عناصر الإثارة غير المبررة ، والبناء عليه في استدعاء مخططات الدعوة إلى قطع الصلة بالماضي الإسلامي كله .

تحرش اليسار بمنصبه

 سرعان ما تحرش رموز اليسار بالشيخ عبد اللطيف حمزة ، وشارك في هذه الحملة كثيرون ممن كانوا يبطنون عداوة الإسلام  ورموزه وكتبه تحت دعوي الانتصار للعلم او العقل ، لكنه كان من الذكاء بحيث تحمل الأذى بدلا من أن يعرض دار الإفتاء لمعركة غير متكافئة ،  وبخاصة أنه جاء إلى منصب الإفتاء في ظل حالة من الشحن المبرمج ضد التوجهات الإسلامية في كل ميدان،  وبعد وفاته بدأت الدولة بتوجيه من الشيخ جاد الحق شيخ  الأزهر في اسناد منصب المفتي (وهو من مناصب وزارة العدل) الي أستاذ من أساتذة الجامعة الأزهرية حتي لو لم يكن من أساتذة الشريعة ، ففي ظل ما ارتبط بسطوة الاعلام من تلبيس الحق والباطل فقد اصبح مسند الإفتاء يتطلب قدرات استيعابية و جدلية ليس شرطا أن يتحلى بها أهل العلم الشرعي.

مرضه و وفاته

ظل الشيخ عبد اللطيف حمزة يشغل منصب مفتي الجمهورية حتي أصابه المرض وتوفي في أثناء تلقيه العلاج في مستشفي المقاولون العرب 1985 .

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com