الرئيسية / المكتبة الصحفية / الشيخ  عبد القادر الرافعي المفتي الذي توفي بعد يوم من التولي  

الشيخ  عبد القادر الرافعي المفتي الذي توفي بعد يوم من التولي  

www.gwady.net

مكانته التاريخية

الشيخ  عبد القادر الرافعي  (1832  ـ 1905) واحد من  العلماء الكبار في جيله يمكن لنا تصوير مكانته على سبيل التقريب بالقول بأن نذكر أنه  كان موازيا في مكانته  بين الأحناف للشيخ سليم البشري 1832- 1917  بين المالكية ، و للشيخ عبد الرحمن الشربيني 1832- 1908  بين الشافعية ، وقد كان فيما قبل توليه مشيخة الإفتاء شيخ السادة الحنفية، لكنه اكتسب تحفظ التيار العام في الإصلاح الأزهري بسبب موقفه المناهض  للشيخ محمد عبده حتى إنه قبل الحلول محله في منصب الإفتاء في الوقت الذي لم يكن أحد ليقبل بمثل هذا بل إن أبرز العلماء التالين له وهو الشيخ  حسونة النواوي 1839- 1925 كان يوازر الشيخ محمد عبده في كل تطلعاته كما ان الشيخ الببلاوي 1835- 1905 استقال من مشيخة الأزهر بسبب ما رآه من تعنت الخديو عباس حلمي 1874-1944 و تقلب مواقفه مع الشيخ محمد عبده .

 كثرة القفز على اسمه في ترتيب من تولوا المنصب

كان الشيخ  عبد القادر الرافعي  واحدا من  الذين تولوا منصب الإفتاء في مصر، لكن عهده به لم يطل، إذ توفي  بعد يوم من  اختياره لشغل هذا المنصب  فرأي  بعض الناس في  وفاته كرامة من كرامات سلفه في  منصب الإفتاء الذي  هو الشيخ محمد عبده،  ومن العجيب أن الأمر لم يقف عند هذا الحد ذلك أن بعض المصادر الرسمية و شبه الرسمية تقفز على  اسمه في ترتيب من تولوا المنصب و تعاقبهم ، حتى إننا نجد نصوصا كثيرة تقول بأن الشيخ بكري الصدفي 1848- 1919 هو من خلف الشيخ محمد عبده 1849- 1906 في منصب المفتي .

لقبه و لقب عائلته

اسمه على طريقتنا الحالية في كتابة الأسماء عبد القادر مصطفى عبد القادر الرافعي ، ويمكن تمييزه بأن نقول إنه عبد القادر الثاني  (أو الحفيد)، ووالده هو الشيخ مصطفي  الرافعي ، المتوفي  سنة 1868 ، وجده هو الشيخ عبد القادر الرافعي  (الذي  سمي  هو باسمه)، ومن الجدير بالذكر أن هذا الجد كان أول من سمي  بالرافعي  لأن أستاذه أعجب به فقال له أنت رافع لواء العلم، فلقب بالرافعي ، وينتهي  نسب هذه العائلة إلي  أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي  الله. وقد انتشر علماء هذه العائلة الكريمة في مناصب القضاء الشرعي إلى الدرجة التي لم تضاهيهم عائلة أخرى فيها.

 نشأته وتكوينه

ولد الشيخ عبد القادر الرافعي  في  طرابلس الشام (عاصمة شمال لبنان الآن) (1832)، ونشأ بها، وتلقي  مبادئ العلم، وحين أصبح قادرا علي  السفر لطلب العلم في  معقل الفقه عند أهل السنّة والجماعة وهو الأزهر الشريف، فإنه تجهز وقصد القاهرة والتحق بالأزهر الشريف محققا الخطوة التي كان أسلافه يفخرون بتحقيقها.

درس الشيخ عبد القادر الرافعي  علي  يد جيل من الأساتذة العلماء المتميزين  فكان من أساتذته الشيخ الباجوري 1784-1864 والشيخ محمد الخضري  المتوفي 1870 والشيخ مصطفى العروسي 1899-  1876 ، و البرهان السقا المتوفي 1880 ، و الشيخ الأشموني 1803-1904  ، و الشيخ الإنبابي  شيخ الأزهر 1824-1896، ونال الإجازة في التدريس على طريقة ذلك العهد .

وقد نال الشيخ عبد القادر الرافعي  الإجازة من أساتذته في  ذك العهد الذي  لم تكن الامتحانات فيه قد نظمت على الطريقة التي بداها الشيخ المهدي العباسي في 1872 .

مدرسته العلمية

اشتغل الشيخ عبد القادر الرافعي  بالتدريس في  الأزهر، وتخرج عليه عدد كبير من العلماء المشهورين ، وكان منهم الأستاذ الإمام محمد عبده 1849- 1905، الشيخ عبد الكريم سلمان 1848- 1918 ، وأحمد أبو خطوة 1852- 1906 ، وبكري  الصدفي 1848-1919  ، ومحمد بخيت المطيعي 1854- 1935 ، و عبد الرحمن قراعة 1863- 1930 ومحمد عبد الرحمن المحلاوي 1863- 1940 .

مناصبه الكبرى قبل الإفتاء

تولي  الشيخ عبد القادر الرافعي  مشيخة رواق الشوام، وإفتاء ديوان الأوقاف ، ثم عين عضوا في  مجلس الأحكام، ثم رئيسا للمجلس العلمي  في  المحكمة الشرعية..

وفاته

توفي  الشيخ عبد القادر الرافعي  فجأة في  القاهرة 1905  ، ودفن في  قرافة المجاورين، ورثاه كثير من الشعراء.

 

 

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com