الرئيسية / المكتبة الصحفية / الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف نجم المحاماة الشرعية في الصعيد 

الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف نجم المحاماة الشرعية في الصعيد 

www.gwady.net

الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف 1882 ـ 1961 عالم من علماء الازهر الذين آثروا العمل بالمحاماة الشرعية حتي أواخر حياتهم النشطة .

التفرقة بين خمسة نجوم من عائلة مخلوف

نبدأ بالتنبيه إلى ضرورة الانتباه و التفريق  (أولا ) بين الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف وبين عمه  وأستاذه الشيخ محمد حسنين مخلوف  1861- 1936  الذي كان وكيلا للأزهر (والذي قدمنا سيرته في فصل من كتابنا أقطاب الفكر الديني في عصر النهضة )،( وثانيا)  بين الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف وبين ابن عمه الشيخ عبد الهادي مخلوف 1872- 1936 شيخ الجامع الدسوقي الذي توفي بعد وفاة عمهما الشيخ محمد بأربعة شهور فقط . (و ثالثا ) بين  الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف وبين ابن عمه الشيخ حسنين محمد مخلوف 1890- 1990 (والذي قدمنا سيرته في فصل من كتابنا العصر الذهبي للقضاة الشرعيين ). 

 وإلى التفريق بين هؤلاء الأربعة جميعا و بين الجد الشيخ حسنين مخلوف المتوفى 1880 و المدفون في بني عدي القبلية، حيث دفن الشيخ احمد  ووالده الشيخ عبد الرحمن .

نشأته وتكوينه

ولد الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف  في بني عدي القبلية 1882، وتلقى تعليما دينيا تقليديا كما هو الحال في أهل هذه البلدة التي اشتهرت بالعلم والعلماء، والتحق بالأزهر الشريف وهو في الخامسة عشرة من عمره 1897 ونال الشهادة العالمية في 1912 وهو في الثلاثين من عمره ، وكان قد نال قبلها شهادة أزهرية قديمة تسمى بشهادة الأهلية 1910، وكانت هذه الشهادة تمنح بعد امتحان يعقد أمام ثلاثة من العلماء تحت رئاسة شيخ الأزهر ويتقدّم لها من حضر ثماني سنوات في الأزهر ولا يمنع صاحبها الحائز عليها من التقدم لنيل الشهادة العالمية.

عمله المتصل بالمحاماة الشرعية

سجل الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف في سجلات الوكلاء (أي المحامين) أمام المحاكم الشرعية في 1914 فاشتغل بالمحاماة الشرعية في القاهرة ثلاث سنوات 1914 ـ 1917 ثم آثر أن يعمل بالمحاماة الشرعية في ديروط.

اقطاب العهد الذهبي للمحاماة الشرعية

كان الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف  قد شهد النصف الثاني من العهد الذهبي للمحاماة الشرعية الذي كان قد بلغ الذروة على يد الشيخ محمد عز العرب المبتديان (1870- 1934 ) اشهر نقيب للمحامين الشرعيين الذي كان عضوا في أعلى هيئات الوفد كما كان عضوا منتخبا في مجلس الشيوخ المصري .

وكان بعض اعلام الازهريين قد لمعوا في هذه المهنة و كان من ابرزهم فيها شيخ الازهر الشيخ محمود شلتوت 1893- 1963 حين فصل من وظيفته في عهد الشيخ الظواهري لأسباب سياسية ،  والدكتور محمد يوسف موسى 1899- 1963 حين فصل من وظيفته بسبب ضعف بصره في الكشف الطبي ، و كان من هؤلاء أيضا الأستاذ على عبد الرازق باشا 1888- 1966 مؤلف كتاب الإسلام واصول الحكم و وزير الأوقاف بعد ذلك  بيد ان الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف  كان رائدا في ممارسة المهنة في صعيد مصر، و لم يتطلع الى الانتقال بممارسته الى العاصمة .

ميادين عمل المحاماة الشرعية

 و كانت هذه المهنة المرموقة قد استأثرت بالعمل في مجالات متعددة من قضايا الأحوال الشخصية المختصة بالولاية على النفس (قضايا الزواج ، واثباته ، و التصادق عليه ، والطلاق ، وطلبه (أي التطليق ) للأسباب التي أجازها القانون  فضلا عن قضايا اثبات النسب و الإلحاق وما يرتبط بها من الحقوق المدنية و قضايا التجنس و الجنسية ،  و قضايا الولاية على المال المرتبطة بالأحوال الشخصية  ( وانتقال ما يملكه المورث حالة وفاته و قضايا المواريث و توزيع التركات و الوصية والوصية الواجبة ، و ما يتعلق بهذا كله من حقوق تتداخل مع قضايا القانون المدني في العقود و الشركات و الشفعة وعقود الايجار ..الخ  )

المجالس الحسبية

كما هناك ميدان آخر لنشاط هذه المهنة التي مارسها الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف في مجتمع تقليدي محافظ على موروثاته الاجتماعية  وهو ما يرتبط بما كان يعرف بالمجالس الحسبية التي كانت تتولى إدارة أموال اليتامى و القصر حتى يبلغوا السن ، و هي القضايا التي كانت تتطلب أخذ رأي الخبراء الذين تنتدبهم المحاكم من خبراء وزارة العدل أو الجداول الخاصة بالإخصائيين والخبراء .

الإفتاء غير الرسمي 

كانت شخصية الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف قد أهلته لأن يكون بمثابة المفتي غير الرسمي او المفتي الحر الذي يلجأ اليه الناس في استفساراتهم .

التحكيم في المجالس العرفية

 كما تأهل  الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف بوضعه العلمي و الاجتماعي لأن يترأس كثيرا من المجالس العرفية التي هي نوع من أنواع التحكيم ، وربما يقوم عالم واحد بالتحكيم ، و يكون هو بمفرده  الحكم المرتضَى حكمه من الأطراف المتنازعة بما في ذلك العائلات القبطية التي كانت ترتبط بعلماء الأزهر  بروابط الاحترام والتقدير .

تقاعده و انصرافه للعبادة

ظل الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف يعمل بالمحاماة الشرعية حتى 1954  حين أُلغي القضاء الشرعي و الغيت المحاكم الشرعية على يد الرئيس جمال عبد الناصر ، و مع انه كان من المسموح به للمحامين الشرعيين من أمثال الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف  أن يمارسوا العمل في القضايا التي كانوا يمارسون العمل فيها على الرغم من انتقالها الى جداول القضايا في المحاكم المدنية ، فانه آثر التفرغ للعبادة في ملّويَ.

وفاته

 بقي الشيخ أحمد عبد الرحمن مخلوف عابداً متعبداً في مدينة ملوي التي استقر فيها حتى لقي ربه في  1961.  ودفن في قريته مع والده وجده .

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com