مكانته التاريخية
كان للشيخ أحمد إبراهيم الجداوي حضور ثقافي ومجتمعي مرموق ، استمده من قدرته على المشاركة في الإفتاء برأيه ، كما كان يدلي بدلوه في الاحداث بكتابة مقالات صحفية تعبر عن رؤية منضبطة و مستنيرة ، وصادفته بعض الظروف التي جعلته حاضرا في البؤرة فكان حضوره مشرفا لنفسه ومهنته و علمه ، وقد رزق بالمصادفة التي لا تأتي إلا لمن يستحقها على حد تعبير نيوتن ، فقد كان هو القاضي الذي تبنى الرئيس محمد نجيب في صباه، كما كان هو رئيس المحكمة الشرعية الذي انتدب لعقد قران الملك فاروق.
نشأته وتكوينه
ولد الشيخ أحمد إبراهيم الجداوي في 23 أغسطس 1880 والتحق بالأزهر الشريف وحصل على العالمية 1904 أي في السنة التي حصل فيها الشيخ محمد مصطفى المراغي على العالمية (19 أبريل 1904)،
سعد زغلول رشحه للتدريس في كلية غوردون
ولما طُلب إلى سعد زغلول وهو وزير للمعارف أن يرشح مدرسا للشريعة في كلية غوردون في الخرطوم اختاره لهذه المهمة، وقضى فيها عشر سنوات 1907 ـ 1917 وقد شهدت هذه السنوات قدوم زميله الشيخ محمد مصطفى المراغي لشغل منصب قاضي قضاة السودان في 1909.
في القضاء الشرعي
بعد عودته من الخرطوم تدرج الشيخ أحمد الجداوي في سلك القضاء الشرعي، وترقى حتى أصبح رئيساً لمحكمة طنطا الشرعية 1936، وبهذه الصفة فقد كان هو من انتدب لتولى صيغة عقد قران الملك فاروق على الملكة فريدة في يناير 1938، وفيما يبدو فإنه كان مستوفيا لما تتطلبه المناسبة من البهجة و الجلال معا .
صداقته الأبوية للرئيس نجيب
كان والد الرئيس محمد نجيب ضابطا عاملا في الجيش المصري في السودان فلما توفي فجأة و كان لابد لابنه من كفيل حتى يكمل تعليمه فقد كفل الشيخ أحمد الجداوي الرئيس نجيب وضمه إلى أسرته طيلة ما بقي من ذلك العام الدراسي ، كما ساعده في الالتحاق بكلية غوردون في الخرطوم ، و قد كان هو نفسه من اساتذتها، فلما أصبح الرئيس محمد نجيب رئيسا للجمهورية قام بزيارة الشيخ الجداوي في منزله تكريما له.
الاستثناء الذي حصل عليه من الرئيس عبد الناصر
ولما انقلب الرئيس جمال عبد الناصر على الرئيس محمد نجيب واعتقله طلب منه أن يؤذن له في زيارة الرئيس نجيب في أي وقت بلا قيد ولا استئذان باعتباره والد الرئيس ، فكان هو الوحيد الذي يختلي بالرئيس محمد نجيب بلا حراسة.
مؤلفاته
- أقرب طرق الوصول إلى قواعد علم الأصول، طبع في 1908 و1911.
- خلاصة في علم الميراث، 1909.
وفاته
- توفي الشيخ أحمد إبراهيم الجداوي سنة 1960