الرئيسية / المكتبة الصحفية / الدكتور محمد ضياء الدين الريس المؤرخ الذي انحاز لفقه الدولة في الإسلام  

الدكتور محمد ضياء الدين الريس المؤرخ الذي انحاز لفقه الدولة في الإسلام  

كان الدكتور محمد ضياء الدين الريس ( 1912 ـ 1977) واحدا من أبرز أساتذة التاريخ الإسلامي ، وتمثلت فرادته بين أقرانه بعنايته الشديدة بفقه الدولة في الإسلام و ساعده على هذا أن  موضوع رسالته للدكتوراه (1945) كان عن فكرة الدولة كما تصورها النظريات السياسية الإسلامية، كما ازداد عنايته بهذا الجانب الساسي من التاريخ بسبب دراسته الموسعة عن ثورة الطلبة في 1935 وما أدت إليه من آثار سياسية ، وقد قدر له أن يشهدها على الطبيعة وعلى الحقيقة ، و أن تكزن روايته لها بمثابة دراسة قيمة ومهمة.

نشأته وتكوينه العلمي

ولد الدكتور محمد ضياء الدين الريس  في 17 يناير 1912 بمركز المطرية بمحافظة الدقهلية  حيث تتمتع عائلته بنفوذ قديم ،  وتلقى تعليما دينيا تقليديا بعد أن حفظ القرآن الكريم كاملا، وواصل دراسته في الأزهر  و دار العلوم  ، و تخرج في سنة 1935، في الدفعة التالية مباشرة لدفعة الدكتورين محمود قاسم وأحمد الحوفي والشاعر محمود حسن إسماعيل.

عمله بالتعليم لفترة قصيرة

عُين الدكتور محمد ضياء الدين الريس للعمل بالتدريس في وزارة المعارف وكان من حظه أن عيت في القاهرة في مدرسة عباس الأميرية (1936).

بعثته في لندن

اختير الدكتور محمد ضياء الدين الريس عضوا في بعثة دار العلوم لدراسة التاريخ بإنجلترا (1938) ، فأظهر جدية شديدة في دراسته ، وقد تمكن من النجاح في امتحان دخول جامعة لندن الخاص (1939)، ثم نال شهادة الآداب المتوسطة في التاريخ والادب  الإنجليزي والترجمة والفلسفة الأدبية (1941)، ونال (1943) شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من جامعة لندن في التاريخ والعلوم السياسية،  وهو يروي أن نواله لهذه الشهادة تحقق  في أقصر مدة ممكنة .

حصوله على الدكتوراة مباشرة

درس الدكتور محمد ضياء الدين الريس في جامعة لندن علي يدي بعض كبار الأساتذة العالميين، و أذنت له الجامعة بناء علي شهادة الكلية بالتقدم للدكتوراه مباشرة فأتم رسالته (1945) وكان موضوعها: «فكرة الدولة كما تصورها النظريات السياسية الإسلامية».

وظائفه الجامعية بعد عودته

عقب عودته (1945) عين الدكتور محمد ضياء الدين الريس مدرسا للتاريخ الإسلامي بكلية دار العلوم، وترقي في وظائف هيئة التدريس حتي أصبح رئيساً لقسم التاريخ الإسلامي بدار العلوم.

مؤلفاته

  • «تاريخ الشرق العربي والخلافة العثمانية»
  • «النظريات السياسية الإسلامية »
  • «الخراج و النظم المالية للدولة الاسلامية »
  • «الشرق الأوسط »
  • «العدوان الصهيوني العربي والطريق إلي النصر» 1968
  •  
  • عبد الملك بن مروان موحد الدول العربية
  • في التاريخ الإسلامي الحديث
  • الإسلام والخلافة في العصر الحديث

دراسته الموسعة عن ثورة الطلبة في 1935 

نشر الدكتور محمد ضياء الدين الريس دراسة مرجعية قيمة وموسعة عن ثورة الطلبة في 1935 وما أدت إليه من آثار سياسية.

ثناء الدكتورة بنت الشاطئ على كتابه النظريات السياسية الاسلامية  

” .. والحق أنى لا أعرف فيما قرأت حديثا من المؤلفات للمشتغلين بهذه المادة بحثا كهذا امتزج فيه النظر الفلسفي بالتحقيق التاريخي، واذا كانت الدراسة الجامعية تقاس بسلامة منهجها ومدى جدواها على العلم وافادتها إياه فائدة محققة فان كتاب النظريات السياسية الاسلامية جدير بأن يأخذ مكانه بين هذه الدراسات دون أن يجحدنا ناقد منصف ما فيه من نضوج وأصالة ” .

موقفه من كتاب الإسلام وأصول الحكم

في سنة 1976 أصدر الدكتور محمد ضياء الدين الريس كتابا بعنوان “الإسلام والخلافة في العصر الحديث” نقد فيه كتاب على عبد الرازق ، وقد شكك فيه بأدلة قوية أن يكون الكتاب من تأليف الشيخ علي ، وكان قد تناول هذه الفكرة من قبل في كتابه  “النظريات السياسية الإسلامية” سنة 1952، حيث  حرص على أن يفند فيه آراء كتاب الشيخ علي عبد الرازق.

الأدلة التي ساقها للتشكيك في أن يكون الكتاب من عمل الشيخ

كان الدكتور محمد ضياء الدين الريس يذهب إلى ترجيح القول بأن يكون المؤلف الأصلي لهذا الكتاب هو أحد المستشرقين الإنجليز.

  • لم يعرف عن على عبد الرازق قط أنه كان باحثا، أو مفكرا سياسيا، أو حتى مشتغلا بالسياسة.
  • يقول الدكتور الريس إنه قدم كتابه “النظريات السياسية الإسلامية” الذي أصدره سنة 1952  للشيخ على عبد الرازق وطلب منه الرد على ما جاء فيه من تفنيد لكتاب “الإسلام وأصول الحكم” ،  لكن الشيخ علي عبد الرازق لم يرد.
  • لا يعقل أن يقصد قاض شرعي مسلم من عائلة محافظة الهجوم على الإسلام، وينكر ما فيه من سياسة وحكم، وجهاد وقضاء.
  • لا يعقل أن يكون هذا الشيخ الأزهري قد تعلم قي الأزهر ما يورده في كتابه من أحاديث عن “قيصر” و”عيسى” و”متي” و”الإصحاح” و”الإنجيل”.
  • يتكلم الكتاب عن المسلمين بضمير الغائب كمثل قوله: ذلك الزعم بين المسلمين/ غير مألوف في لغة المسلمين/ الخلافة في لسان المسلمين… الخ.
  • الكتاب يدافع عن المرتدين، وينتقد أبا بكر الصديق رضي الله عنه .
  • شهادة الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية في أحد كتبه، حيث يقول الشيخ بخيت: “… علمنا من كثيرين ممن يترددون على المؤلف أن الكتاب ليس له فيه، إلا وضع اسمه عليه فقط، فهو منسوب إليه فقط ليجعله واضعوه ــ من غير المسلمين ــ ضحية هذا العار”.
  • رفض على عبد الرازق أن يعيد طبع كتابه بعد أن ألحت عليه “دار الهلال” في إعادة طبعه.

وفاته

توفي الدكتور محمد ضياء الدين الريس في 26 أبريل 1977.

 

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com