الدكتور السيد الباز العريني واحد من أبرز أساتذة تاريخ العصور الوسطي في تاريخ الجامعات المصرية، وهو بلا جدال الأول بين الأساتذة المصريين في هذا التخصص من الذين نشأوا في رحاب كلية الآداب و تخرجوا فيها و أتموا دراستهم العليا فيها بإشراف أساتذتها المصريين ذلك أن الاستاذين العبادي و زيادة كانا من خريجي مرسة المعلمين العليا ، كما أن تأهل الدكتور زيادة بالدكتوراة تم في بريطانيا ، أما الدكتور العريني فقد اتم كل درجاته و تأهيله في مصر ، وقد كانت مترجماته الغزيرة دليلا حيا على قدرة المدرسة الوطنية على المنافسة الاكاديمية في محيط دولى لولا ما اعترى الحياة الاكاديمية المصرية بعد 1952 من سوء الحظ السياسي و تغييب قيمة العلم .
تكوينه العلمي ومكانته بين أساتذة التاريخ
حصل الدكتور السيد الباز العريني علي درجة الليسانس بامتياز في رابع دفعات كلية آداب القاهرة (1932) ، أي أنه شهد وهو طالب في الكلية تخريج أولى دفعاتها في 1929 ، و شهد تخرج زملائه من أساتذة التاريخ الحديث والقديم (والآثار) الذين سبقوه في الدفعات الثلا ث الأولى ومنهم خريجان توليا رئاسة جامعة عين شمس وهما الدكتوران أحمد بدوي 1905- 1980 و احمد عزت عبد الكريم في 1909- 1980 اللذان تخرجا في ثاني دفعة 1930. أما هو فقد تخرج في الدفعة الرابعة التي تخرج فيها أيضا المؤرخان الدكتوران حسن عثمان و زاهر رياض ، و المذيع الألمع الأستاذ محمد فتحي . وقد عمل بالتدريس في وزارة المعارف، وواصل دراساته العليا علي مهل ونال درجة الماجستير (1944)، وحصل علي الدكتوراه بامتياز (1955) بتحقيقه لكتاب «نهاية الرتبة في طلب الحسبة»، وكانت رسالته بإشراف أستاذه الدكتور محمد مصطفي زيادة 1900-1968.
تأهله بالدكتوراة وعمله الجامعي
بعد أن نال الدكتور السيد الباز العريني الدكتوراة تدرج في مناصب هيئة التدريس في كلية الآداب جامعة القاهرة، حتي وصل إلي درجة الأستاذية.
اعتماده على المراجع الأوربية
لم يتجه الدكتور السيد الباز العريني إلي العمل في تحقيق المخطوطات بعد رسالته للدكتوراة على الرغم من أن هذا كان متوقعا ، وإنما اعتمد في كتابته للتاريخ علي ما كان قد أجاده من التعامل مع المراجع الأوروبية: الإنجليزية والفرنسية ، و استيعابها و هضمها ، وكان يقرن التأليف بترجمة بعض ما يراه ضروريا للمكتبة العربية ، هكذا جمع في انتاجه بمثالية واتزان بين التأليف و الترجمة باقتدار .
كان عمدة في تاريخ المغول
كان الدكتور السيد الباز العريني من أوائل من اهتموا بتاريخ المغول، وقد استعرض تاريخهم في عدد من مؤلفاته منذ نشأتهم، وتوسعاتهم علي حساب الصينيين، ثم علي حساب الخوارزميين، ثم علي حساب القوي الإسلامية في الشرق الإسلامي حتي تم لهم إسقاط الخلافة العباسية، ثم هزيمتهم النكراء في عين جالوت (1260).
تأريخه للعصر المملوكي
عُني الدكتور السيد الباز العريني أيضا بالعصر المملوكي ونظمه الحربية، وبظاهرة الحسبة عند المسلمين وما يناظرها من نظم لدي البيزنطيين، وعلى وجه العموم فإن أعماله في هذا الميدان كأعماله في الميادين الأخرى مرجعية لا غنى عنها ، و مثالية من حيث حجمها و اتزانها .
عنايته بتأريخ الحروب الصليبية
أنجز الدكتور السيد الباز العريني ترجمة العمل الضخم عن الحروب الصليبية الذي قام به المؤرخ البريطاني السير ستيفن رونسيمان 1903- 2000 في ثلاثة مجلدات كبيرة، مع دراسة نقدية لوجهة نظره كمؤرخ بريطاني للحروب الصليبية. أما كتابه هو «مؤرخو الحروب الصليبية» فقد كان عملا علميا رائدا خلال المرحلة التي ظهر فيها أوائل الستينيات (1962). وقد نشر عدداً من البحوث المهمة الخاصة بعصر الحروب الصليبية في بلاد الشام ومصر، ودور دولتي الأيوبيين والمماليك في مواجهة الصليبيين.
مؤلفاته
- «أخبار الروم»، القاهرة، مطبعة نهضة مصر، 1956.
- «الدولة البيزنطية (323 ـ 1081)»، القاهرة، 1960.
- “مصر البيزنطية»، القاهرة، 1961.
- «مصر في عصر الأيوبيين»، القاهرة، 1960.
- «مؤرخو الحروب الصليبية»، القاهرة، 1962.
- «الحضارة والنظم الأوروبية في العصور الوسطي»، القسم الأول، القاهرة، 1963.
- «الشرق الأوسط والحروب الصليبية (1050 ـ 91193، الجزء الأول، القاهرة، 1963.
- «الشرق الأدنى في العصور الوسطي[ في 3 كتب]
– الأيوبيون
– المغول
–المماليك
- «الأيوبيون» : من مجموعة تاريخ مصر منذ الفتح العربي، مشروع الألف كتاب بوزارة التربية والتعليم.
- «الحسبة في الدولة الإسلامية».
- «الحسبة في الدولة البيزنطية».
- «رسائل ابن الأثير».
- «رحلات ماركو بولو».
- «الفروسية في مصر زمن سلاطين المماليك».
- تاريخ العالم العربي وحضارته في العصور القديمة والعصر الإسلامي 1961: بالاشتراك مع محمد مصطفى زيادة ومحمد الهادي عفيفي وعبد الرحمن فهمي ومحمد أحمد الغنام.
- تاريخ العرب والإسلام 1964جزآن : بالاشتراك مع محمد مصطفى زيادة ومحمد أحمد الغنام ومحمد الهادي عفيفي.
التحقيق
- «نهاية الرتبة في طلب الحسبة» للشيزري»، القاهرة، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1946.
جهوده في الترجمة
- «تاريخ أوروبا في العصور الوسطي»، تأليف الأستاذ فشر، وقد ترجمه بالاشتراك مع الدكتور محمد مصطفي زيادة، مطبعة القاهرة، 1950، 1954.
- التاريخ الإنجليزي 1946: بالاشتراك مع د. محمد مصطفى زيادة ود.محمد أحمد الغنام
- «بداية العصور الوسطي» موسوعة تاريخ العالم، تأليف لانجر، من منشورات مؤسسة فرانكلين بالقاهرة.
- «حياة شرلمان» تأليف إينهارت.
- «شارلمان» من تأليف هـ. و. س ديفز،
- «الحروب الصليبية» تأليف أرنست باركر،
- «تاريخ الحروب الصليبية» تأليف ستيفن رونسيمان، 3 أجزاء، بيروت، 1967 ـ 1969.
جهوده في الترجمة من خلال إدارة الترجمة بوزارة التربية والتعليم
- «الحياة في انجلترا زمن الأنجلو السكسون» تأليف شمبرز، موسوعة تاريخ العالم .
- «السلطة الملكية والإدارة» من كتاب تراث العصور الوسطي، جاكوب وكومب.
- «تركستان حتي زمن الغزو المغولي»، بارتولد.
كتابته عن المؤرخين الغربيين
- “اينهارت مؤرخ حياة شرلمان” ، مطبعة نهضة مصر، 1957.
بحوث ومقالات في المجلة التاريخية المصرية
- «الحسبة والمحتسبون في مصر»، المجلة التاريخية المصرية، 1950.
- «الفارس المملوكي» المجلة التاريخية المصرية»، 1956.
- «بعض عالم عصر شارلمان» المجلة التاريخية المصرية، 1959.
بحوث ومقالات في مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة
- «نمو طبقة النبلاء الإقطاعيين بمملكة بيت المقدس في القرن الثاني عشر الميلادي» «مجلة كلية الآداب»، جامعة القاهرة، 1958.
- «الإقطاع الحربي عند الصليبيين في مملكة بيت المقدس»، مجلة كلية الآداب، 1959.
- «الحسبة في بيزنطة في القرن العاشر الميلادي» أو «والي المدينة».