الرئيسية / المكتبة الصحفية / الدكتور أحمد ضيف أول الاكاديميين المتأهلين في الغرب

الدكتور أحمد ضيف أول الاكاديميين المتأهلين في الغرب


www.gwady.net

الدكتور أحمد ضيف  ١٨٨٠-١٩٤٥ هو رمز  خطوة الارتقاء  الثانية في تاريخ أستاذية تاريخ الأدب بعد  خطوة ارتقاء التأسيس على يد الأستاذ المرصفي و بعد بداية الأكدمة على يد الأستاذ حفني ناصف، و قد كان هو نفسه  مبعوث الجامعة المصرية القديمة إلى باريس لدراسة الأدب والعودة للاضطلاع بتدريسه، ومن المدهش أن نكتشف أن هذا الأستاذ العظيم قام بدوره على أقوى وأكمل ما يمكن ، فقد فعل كل ما هو مطلوب منه أكاديميا وعلميا، وانتقل فضله إلى اللاحقين به ، وبقي هذا الفضل مع تعاقب الأجيال، ولم يستطع أحد من اللاحقين به، بل لم يستطع أبرزهم، وهو الدكتور طه حسين نفسه ، أن يزيح مكانه من الأستاذية السابقة ، حتى وإن أزاحته سلطة الدولة عن الوظيفة، كما هو معروف.

الدكتور احمد ضيف، بلغة الاكاديميين والتاريخ الاكاديمي ، هو أول الأساتذة الأكاديميين المصريين في اللغة العربية وآدابها ، وهو أستاذ جامعي متأهل لوظيفته من قبل نشأة الجامعة الرسمية، وقد مارس الأستاذية في الجامعة قبل أن تتحول إلي جامعة حكومية،  وقد ذكرنا ما هو ثابت من أن الجامعة الأهلية هي التي مولت بعثته ليعود إليها مدرسا بها، وهو أيضا و بلا جدال أستاذ رائد بحق في الدراسات الأدبية والنقدية والحديثة، كما أنه صاحب محاولات قصصية مبكرة، وكاتب سيرة ذاتية متميزة، ومترجم لبعض الأعمال الإبداعية عن الفرنسية، وقد دفع هذا أستاذا أكاديميا مرموقا هو الدكتور أحمد هيكل أن يجعل عنوان كتابته عنه : أحمد ضيف وأولياته.

على يد الدكتور أحمد ضيف تحققت إنجازات كثيرة في تاريخ أستاذية تاريخ الأدب على نحو ما سنرى وعلى نحو ما هو معروف. وسنبدأ بأن نذكر ثلاث لقطات مؤثرة في اعتراف أساتذة الأدب بفضل هذا الأستاذ.

 تعويل  الدكتور شوقي ضيف على صياغته للمصطلحات

الأولى للدكتور شوقي ضيف حين كنا في لجنة الأدب في مجمع اللغة العربية وأردنا ضبط تعريف أحد المصطلحات بما هو متاح لنا وأمامنا، وإذا بالدكتور شوقي وهو رئيس المجمع ورئيس اللجنة يشير إلى ضرورة الاستعانة بالصياغة الأولى التي صاغها الدكتور أحمد ضيف في أول كتاب عربي تناول الظاهرة.

 كتبت الجملة السابقة على وجه العموم ومن دون تحديد للمصطلح عن قصد لأن هذا التوجيه تكرر في أكثر من مصطلح وليس في مصطلح واحد.

وكان الدكتور شوقي ضيف وهو نفسه الذي استصفي واستقطر جهود الأولين يفعل هذا مع الدكتور أحمد ضيف دون أي تفضل أو استعلاء.

شهادة الدكتور أحمد هيكل

 حدثت قبل هذا، حين أراد الدكتور أحمد هيكل تخصيص حلقة من حلقات “شخصيات أدبية” التي كان قد بدأ كتابتها في الأهرام، للدكتور أحمد ضيف فإذا هو بهداية الله يجعل جوهرها للدكتور أحمد ضيف وأولياته، مشيرًا إلى سبق الأستاذ أحمد ضيف في كل ما هو ممكن من آفاق ومؤكدات أستاذية الأدب.

  الدكتور الطاهر مكي

وحدث قبل هذا أننا تحدثنا في مناقشة مبكرة لنا مع أستاذنا الدكتور الطاهر مكي حول ما اكتشفناه في أثناء دراستنا لمجلة الثقافة ١٩٣٩- ١٩٥٣ من وجود حلقات في المجلة من رواية للدكتور أحمد ضيف عن تعرضه للغرق في رحلة بحرية، وعن إعجابنا بالمستوى الذي تمتعت به كتابة هذا الرجل عن ذاتياته، فإذا به ينبهني إلى أن أحمد ضيف كان سابقًا على طه حسين في كتابة التجربة الذاتية التي لم يقتحمها طه حسين إلا بعده .

إزاحته تمت بعد تحقيقه لإنجازه

حدثت النقلة التالية في تاريخ مؤرخي الأدب بإزاحة طه حسين لأحمد ضيف، وهي نقلة معروفة الأثر عند الجميع، وإن لم تكن قصتها معروفة بالكامل، لكنها كانت أثرًا من آثار السياسة العاصفة التي كان لا بد لها أن توجد في كيان علمي جديد أصبح يتبع الحكومة بعد أن كان حرا، فلا بد لرأس الحكومة (وهو الملك) أن يضع بصمات اختياره عليها.

 ومن المفارقات التي لا تتكرر كثيرا في تاريخ الأمم والحضارات أن الملك فؤاد نفسه كان في وضع شبيه بأن يكون هو الذي تسلم الجامعة المصرية وسلمها، فقد كان هو الملك الذي اُستصدر منه قرار إنشاء الجامعة المصرية (الجديدة) وكان هو نفسه باعتباره رجل مجتمع مدني هو رئيس مجلس إدارة الجامعة المصرية (القديمة). وكذلك كان وضع عبد الخالق ثروت باشا رئيس الوزارة ورئيس مجلس إدارة الجامعة، وكان كلاهما مقتنعا بأن من حق طه حسين هذا الازهري السربوني سليط اللسان المؤيد لكليهما والمناوئ للأغلبية ولزعامة سعد باشا زغلول أن يكون في مكان متميز في هيكل الجامعة.

وقد أتاحت ثنائية التسليم والتسلم للملك فؤاد أن يتدخل بنعومة في هيكل الجامعة الجديدة أو كادرها ، وكان أبرز تدخل له هو أنه حين نُقل طه حسين من الجامعة الأهلية القديمة التي كان على قوتها إلى الجامعة الحكومية الجديدة نجح في أن ينقله على درجة أستاذ ، وليس على درجة مدرس كما كان متوقعا، وهكذا نال طه حسين الأستاذية الرسمية مباشرة من دون حاجة إلى ترقيات ، وذلك بفضل الملك  فؤاد و إن كان قد نال الأستاذية العقلية من قبل بفضل جهده وبعثته وعلمه و شخصيته وتلمذته للشيخ جاويش و للأستاذ المرصفي وللأستاذ أحمد لطفي السيد  ……الخ

على أن هذا التصرف الملكي حدث على نحو أحادي النظرة فلم يكن يهم الملك فؤاد، ولا من هو في مكان الملك فؤاد، أن يُظلم الأستاذ الأكاديمي المتفرغ لعمله والمخلص له، الذي يكبر طه حسين (على الورق) بعقد من الزمان (ولد أحمد ضيف 1880 بينما سُجل مولد طه حسين 1889). وإنما كان الملك فؤاد شأن رجال الدولة الأذكياء منحازًا إلى ما يراه ويعتقده في اللحظة التي يتخذ فيها قرارا ما.

ومن الطريف أن هذه القصة على نحو ما رويناها نالت ولا تزال تنال إعجاب أساتذة الأدب، شأن إعجاب العلماء بالحقيقة حين يصلون إليها، لكن هذه القصة الحقيقية لا تتناسب مع الحبكة المسرحية واللذة التي يجدها أساتذة الأدب والأدباء في القصة الفرعية الشائعة وهي أن طه حسين هاجم كتابا ألفه زميله الأسبق منه بعنف، فكان هذا مبررا لنقل أحمد ضيف من الجامعة الى المعلمين العليا، ونقل الدكتور طه حسين من قسم التاريخ القديم ليحل محله في قسم الأدب.

قصة  هجوم طه حسين على كتابه الثاني 

يروي النقاد ومؤرخو الأدب عن بعضهم البعض أن كتاب بلاغة العرب في الأندلس كان بمثابة نكبة على صاحبه، فمع أن الصحافة الأدبية رحبت بالكتاب، فإن الدكتور طه حسين، وهو في ذلك الوقت الزميل التالي لأحمد ضيف في الجامعة المصرية القديمة (الأهلية)، كتب عنه مقالا نقديا قاسيا في جريدة السياسة (1925)، وكان طه حسين لايزال يشغل وظيفة مدرس التاريخ القديم بالجامعة، على حين كان أحمد ضيف مدرساً للأدب.

وصف طه حسين منهج أحمد ضيف بأنه يرسل القول على علاته وتظاهر بأنه ينصحه بأن يحرص في كتبه المقبلة على الأناة العلمية التي تنقصه والتي تكفل من غير شك لمؤلفاته ما هي أهل له من الإتقان والفوز.

وفي هذا المقال لم يتورع طه حسين عن أن يصف أحمد ضيف بأن شخصيته العلمية مهتزة غير واثقة بنفسها، لأنه في وصف طه حسين: شديد السأم، كثير الملل، لا يكاد يلم بالموضوع حتى يسأمه ويزهد فيه، وينتقل منه إلي موضوع آخر فيسأمه ويزهد فيه، وتكون نتيجة هذا السأم آراء كثيرة ظاهرة الجدة، لكنها غير ناضجة ولا واضحة ولا قابلة للبحث.

عبارات النقد : موفَّقٌ في التعليم، غير موفّق في التأليف

كان هذا المقال في حقيقته تجنيا نقديًّا لاذعًا نشر في يناير1925 في جريدة “السياسة” التي كان الدكتور طه حسين هو المحرّر الأدبي لها، وهي المجلة التي رأس تحريرها محمد حسين هيكل منذ صدورها عام 1922.  وقد نشر المقال تحت عنوان “النقد والأدب والحرية”، وفيما بعد فقد نشره الدكتور طه حسين في الجزء الثالث من كتابه حديث الأربعاء.

وفي هذا المقال يقول الدكتور طه حسين:

 “لصديقي الأستاذ أحمد ضيف حظان مختلفان أشدّ الاختلاف: حظ في الجامعة حيث يُعلِّمُ الطلبة ويبصرهم بمناهج البحث الأدبي، وحظ خارج الجامعة حيث يذيع كتبه ومباحثه الأدبية. أما حظه في الجامعة فحسنٌ جدٌّ خليق بالغبطة؛ لقد وفَّق الأستاذ لأن يفتح أمام تلاميذه مناهج جديدة للبحث سلكوها فَوفِّقُوا فيها لخير كثير، أما حظّه من الناحية الأخرى سيء مع الأسف. هو موفَّقٌ في التعليم، غير موفّق في التأليف”.

” ولقد فرغت الآن من مقدمة كتابه الآخر” بلاغة العرب في الأندلس”. ويؤلمنني أني لم أفهم منها شيئًا، أو أني لم أستقرأ منها على شيء”.

المقال كان متسقا مع ما دبر ولم يكن سببا للتدبير

وعلى عادة كتاباتنا الصحفية والتاريخية فان كثيرين صوروا هذا المقال ولا يزالون يصورونه (كما ذكرنا من قبل) على أنه كان سبب نكبة الدكتور ضيف بينما كان الامر مختلفا عن هذا تماما، وكل ما يمكن تاريخيا ان يقال هو ان هذا المقال كان شوشرة مضمونة على سمعة رجل كان رأي الملك فؤاد وثروت باشا   قد استقر على أن تؤخذ منه وظيفته لغيره، أي أن هذا المقال كان متسقا مع ما كان قد دبر ضد أحمد ضيف لمصلحة طه حسين نفسه، ولم يكن سببا لهذا التدبير.

حقيقة علاقته بطه حسين من نص لطه حسين نفسه

وهذا نص من نصوص طه حسين:

“الدكتور أحمد ضيف أخ لي لا تصل بيني وبينه حياتنا الجامعية المصرية وحدها، بل تصل بيني وبينه حياة قضيناها معًا في فرنسا كان فيها الحلو والمرّ، وكان فيها الخير والشر، وكنا نبلو حلوها ومرها ونحتمل خيرها وشرها أخوين صادقيْن، لا يعدل أحدهما بصاحبه إنسانًا ولا بمودة صاحبه شيئًا آخر“.

حلول طه حسين محله وهجومه عليه

كما ذكرنا فإنه لما كانت الجامعة المصرية علي وشك التحول إلي حكومية تابعة لوزارة المعارف، صدر قرار بنقل أحمد ضيف إلي مدرسة المعلمين العليا، وتعيين طه حسين بدلا منه في وظيفة مدرس الأدب بالجامعة،  كذلك فإن الملك فؤاد كان هو من رفع درجة طه حسين في لحظة واحدة من مدرس إلي أستاذ، تقديرا منه لهجومه الحاد علي زعيم الأمة سعد زغلول وهو الهجوم الذي كان الملك يطرب له ، وقد ظل الدكتور أحمد ضيف يعمل في مدرسة المعلمين العليا حتي عام  1932 حيث نقل إلي دار العلوم، في ذلك العام الذي شهد أيضا نقل الأستاذ أحمد الإسكندري ليخلف الدكتور طه حسين في كلية الآداب ، وقد ظل الدكتور أحمد ضيف أستاذا في دار العلوم حتى اختير وكيلا لها (1938).

عودته لكلية الآداب عند تقاعده

لما أحيل الدكتور أحمد ضيف إلى التقاعد ببلوغه الستين اختير للعمل أستاذا متفرغا بكلية الآداب (1940) وظل يعمل بها إلى أن توفي، ويري البعض أن هذا التعيين كان محاولة للتكفير عن الظلم الذي فُرض على الرجل.

تكريمه

نال الدكتور أحمد ضيف كثيرا من التكريم والتقدير ونال درجة البكوية، وكان هذا طبيعيا في عصر أساتذة الأدب البكوات!!  شأنه في هذا شأن زملائه من الأساتذة الذين زاملوه ولحقوا به: طه حسين (الذي نال الباشوية وهو وزير وفدي)، وأحمد أمين، وعبد الوهاب عزام، وأحمد الشايب.

نشأته

ولد الدكتور أحمد علي إسماعيل ضيف عام 1880 في بيت من بيوت الصوفية بالإسكندرية، وفي الأعلام للزركلي أنه ولد في القاهرة، لكنه قول مرجوح بكثرة ما هو مروي وموثق عن ولادته في الإسكندرية.

تلقي الدكتور احمد ضيف دراساته الأولي بالإسكندرية، ثم رحل إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر، وأتيحت له الفرصة لأن يتتلمذ علي الشيخ محمد عبده، وتأثر بشخصيته وآرائه ونزعته التجديدية في دراسة الأدب، والتحق بدار العلوم وتخرج فيها سنة 1909 (أي في التاسعة والعشرين)، في الدفعة التالية لدفعة الشاعر على الجارم الذي ولد بعده بعام وتخرج ١٩٠٨ وهو في السابعة والعشرين ١٨٨١.

فاز الدكتور احمد ضيف ببعثة الجامعة المصرية الأهلية لدراسة الآداب في فرنسا، ضمن سبعة من المبعوثين، وكان أول مبعوث مصري لدراسة الآداب، وفي فرنسا قضي ثمانية أعوام، وفي سنة 1914 نال دبلوم الآداب من جامعة باريس.

الدكتوراه

في سنة 1917 نال الدكتور احمد ضيف درجة دكتوراه الجامعة عن رسالة له عن “الشعر الغنائي والنقد الأدبي عند العرب”، ويترجم البعض العنوان ترجمة أخرى لا تختلف كثيرا وهي “المذهب الوجداني والنقد الأدبي عند العرب”.

 وقد كان الدكتور احمد ضيف أول مصري يحصل على هذه الدرجة في هذا التخصص من جامعة باريس.

عودته من بعثته

عاد الدكتور احمد ضيف من فرنسا فعين مدرسا للأدب بالجامعة المصرية (الأهلية / القديمة)، وليكون منذ نوفمبر 1918 أول مدرس للأدب في الجامعة المصرية، ويقال إن سلفه المباشر في تدريس في تدريس الأدب العربي كان هو الشيخ مصطفى القاياتي من خلال محاضراته التي جمعها ونشرها بعد ثلاث سنوات في كتابه “مقدمة لدراسة بلاغة العرب”. وهو أول جهد جامعي مصري في تقديم الأدب على أساس المناهج الأوروبية الحديثة.

 وكان طه حسين (الذي لحق به إلى فرنسا وتزامل معه فيها) لايزال طالباً في بعثته في فرنسا، فقد أوفدته الجامعة بعد أحمد ضيف بنحو خمس سنوات، حيث درس علم الاجتماع والتاريخ القديم.

بدأ أحمد ضيف في تدريس الأدب العربي، وألقي في الجامعة محاضراته التي جمعها تحت عنوان مقدمة لدراسة بلاغة العرب، وكان يعني بمصطلح البلاغة ما يقابل ما يطلق عليه الآن مصطلح الأدب، وقد ظل متمسكا بمصطلحه هذا في سلسلة محاضراته التي ألقاها بعد سنوات قليلة حول بلاغة العرب في الأندلس

أدي أحمد ضيف وظيفته الجامعية بهمة واقتدار بشهادة طه حسين نفسه في المقال الشهير الذي أوردنا بعض فقراته، ومن دون أن يحدث جلبة حول أدائه أو آرائه على نحو ما ابتلي به الدكتور طه حسين عندما حل محله.

أستاذيته المبكرة و سبقه  لطه حسين في تقديم الأفكار

 الواقع أن أستاذية الدكتور أحمد ضيف المبكرة مكنته من أن يسبق الدكتور طه حسين إلي تقديم كثير من الأفكار التي كانت نتيجة طبيعة للاحتكاك بالمنهج الغربي في دراسة الأدب وتدريسه، وإن كان طه حسين بحكم شهرته التالية قد أذاع بعض هذه الأفكار وجعلها مرتبطة باسمه وكأنها أفكاره هو، وهو الأمر الذي جعله يستأثر بكثير من هذا المجد، كما انها مكنت كثيرين ممن يهاجمون طه حسين بغير الحق يدعون أنه أخذ (بلفظهم: سرق) أفكاره من أحمد ضيف، وهو قول يجمع بين الضلال والتجاوز.

نجاحه في تأصيل المصطلحات النقدية  

اتضحت في تلك الفترة قدرة الدكتور أحمد ضيف على النجاح في تحقيق كثير من متطلبات الحياة الأكاديمية والجامعية فيما يتعلق بدراسة الأدب، وعلى سبيل المثال فإنه قد أثبت ريادة لا يجادل أحد فيها في تأصيل المصطلحات النقدية.

ريادته للدراسات الأدبية الحديثة

 أثبت الدكتور أحمد ضيف ريادة لا يجادل أحد فيها في التعريف بالمدارس الغربية وأساليبها في الدراسات الأدبية، كما كان رائدا في الدراسات الأدبية الحديثة، وهو أول مَنْ عرف بما يمكن أن يسمي “النظرية الأدبية، كما كان أول مَنْ عرف الدارسين المصريين بالمناهج الحديثة في دراسة الأدب والنقد.

الأدب الأندلسي

كان الدكتور أحمد ضيف أول مَنْ ألف في الأدب الأندلسي بشكل منهجي.

كان اول من دعا الى الاهتمام  بالأدب الشعبي

كان الدكتور أحمد ضيف أول مَنْ دعا إلي وجوب الاهتمام بالأدب الشعبي.

كتب مقدمة لأول كتاب في الأدب الشعبي

كتب أحمد ضيف (1936) مقدمة لأول كتاب في الأدب الشعبي كان عنوانه: “تاريخ أدب الشعب” وقد ألفه حسين رياض ومصطفي الصباحي.

 كما كتب مقالا عن أدب العامة أجمل فيه ما أسماه خصائص الإنسان المصري، وأوضح أن هذه الخصائص لم تجد متنفسا إلا عند أدباء العامية.

دوره في نشأة دراسات الأدب المقارن 

أجريت بحوث اكاديمية عن أثر دراسة أحمد ضيف للأدب في كتابه “مقدمة إلى بلاغة العرب ” الصادر سنة 1920، فأثبتت هذه الدراسات دوره في نشأة الدراسات المقارنة في العالم العربي الحديث. كما اثبت الباحثون أنه يشكل حلقة منهجية مهمة في التمهيد لنشوء الأدب المقارن مفيدا من التجارب النقدية لمن سبقه من النقاد.

تأثره الذكي بالغربيين

افاد الدكتور أحمد ضيف بذكاء من مناهج النقاد الفرنسيين من أمثال هيبولت تين، وسانت بيف، وفرديناند برونتير، وجول ليتر، ومدام دي ستايل، وأرنست رينان، وحاول بلورة معالم منهج جديد من أجل قراءة نصوص الأدبي العربي.

اهتمامه بالمسرح

تجلى اهتمام الدكتور أحمد ضيف بالمسرح في ترجمته لكتاب “هوارس” لكورني.

وله مقالة بعنوان “هل فشلنا في التأليف المسرحي؟ “، نشرت في مجلة الهلال عام 1943.

كتابته عن العوامل المؤثرة في الأدب

كتب الدكتور أحمد ضيف كتابة مبكرة في هذا الموضوع في مجلة دار العلوم أبريل سنة 1937.

الأدب القومي وعلاقة الأدب بالمجتمع

كان أحمد ضيف أول من تنبه من النقّاد العرب إلى الأدب القومي وعلاقة الأدب بالمجتمع، وكان ذلك في كتابه الأول، فقد أفرد لهذا الموضوع فصلا بعنوان: “البلاغة والاجتماع”، متأثرا بالفرنسي هيبوليت تين، عندما بيّن أن الظاهرة الأدبية هي ظاهرة اجتماعية، وعلى ذلك فالحركة الكتابية هي الاجتماع نفسه بما فيه، أي أنها صورة أصلية وحقيقة من الحقائق الثابتة، تمثل كل ضروب الحياة، وحركات عقول الأفراد من علماء وأدباء وفنانين وفلاسفة وغيرهم.

وقد قدم أحمد ضيف رؤية نقدية لعلاقة الأدب بالمجتمع، وقال إن مصطلح “صورة” يشير إلى الانعكاس، ويبين قدرة الأدب على تبين الواقع وتصويره، أما مصطلح “حقيقة” فهو يقابل مصطلح الواقع، حتى إنه ترجم مصطلح الواقعية في ثنايا الكتاب باسم “مذهب الحقائق” الذي من غرضه إظهار الشيء كما هو.

كتاباه المرجعيان : المؤلفات العلمية

على سبيل الاجمال عرف لهذا الأستاذ على نطاق واسع كتاباه الأولان “مقدمة لدراسة بلاغة العرب” 1921، وهو المحاضرات التي ألقاها على طلاب الجامعة أثناء تدريسه لهم عام 1918، “بلاغة العرب في الأندلس” عام 1924.

 وقد صدر هذان الكتابان من قبل ان يصبح طه حسين أستاذا للأدب، وجمع فيهما محاضراته لطلابه في الجامعة، وقد صدر أولهما سنة 1921، وفيه قدم مدخلا لدراسة الأدب العربي من خلال محاولة إحلال “الطريقة النقدية” محل الطريقة النقلية، مع محاولة للتعريف بمناهج الدرس الأدبي المعاصر، ومع تأثر بالنزعة القومية السائدة في مناخ ثورة سنة 1919 التي تدعو إلى إحياء الروح المصرية في دراسة الأدب العربي.

أما الكتاب الثاني فنشر عام 1924، وكان أحمد ضيف لايزال متمسكا بمصطلح البلاغة، وإن كان قد بدأ يدرك أن مصطلح الأدب هو الذي يحظى بانتشار أوسع، ومن هنا فقد بدأ يزاوج بين المصطلحين في كتبه.

من مؤلفي المجمل والمفصل والمنتخب في تاريخ الأدب العربي

كان أحمد ضيف واحدا من المؤلفين الخمسة الذين اشتركوا في تأليف الكتاب العظيم “المجمل في تاريخ الأدب العربي” وقد اشترك معه الأساتذة طه حسين، وعلي الجارم، وأحمد الإسكندري، وعبد العزيز البشري.

كما اشترك أحمد ضيف مع الأساتذة أحمد الإسكندري وعلي الجارم ومصطفي أمين في تأليف “المفصل في تاريخ الأدب الحديث”، و”المنتخب في أدب العرب” في أربعة أجزاء.

المشاركة في الحياة الثقافية من خلال الصحافة

وإلي جانب محاضراته في الجامعة حرص الدكتور أحمد ضيف على المشاركة في الحياة الثقافية من خلال الصحافة، فبدأ ينشر في جريدة السفور منذ مايو سنة 1919 مجموعة من الكتابات كان يذيلها بتوقيع مختصر هو الحروف الأولى: أ. ض، وفي هذه السلسلة من المقالات نشر ضيف محاولاته الإبداعية القصصية، وناقش تجربة الشرقيين في مواجهة المجتمعات الغربية، خاصة في مجال الحياة العاطفية.

كان من فريق مجلة السفور

ومن الطريف أن إسهامات الدكتور أحمد ضيف أحمد ضيف الصحفية في مجلة السفور (1919، 1920) شملت نشر بعض قصص تحت عنوان “فلان وفلانة”. ومن الجدير بالذكر أن مجموعة كتاب مجلة السفور (1913 ـ 1925) التي أصدرها عبد الحميد حمدي، كان لها شأن في الحياة السياسية حتى انها أسست حزبا في مرحلة مبكرة لم يحظ بالحياة ولا بالشهرة هو “الحزب الديموقراطي”. وقد نشرنا في مرحلة مبكرة مقالا عن هذا الحزب استندنا فيه بصفة أساسية لما رواه عنه الدكتور هيكل باشا.

 دوره في مجلة الثقافة

تجدد نشر الدكتور أحمد ضيف لمحاولات القصصية عند تأسيس مجلة الثقافة (1939)، وفيها نشر قصة طويلة بعنوان “أنا الغريق” عن تجربة فتي مصري عائد من فرنسا ونجاته من الغرق في سفينة في أثناء نهاية الحرب العالمية الأولي، وقد كان هو نفسه هو هذا الفتي بالطبع، وقد نشرت هذه القصة مسلسلة في الأعداد الثاني والثالث والرابع والسادس والثامن من مجلة “الثقافة”.

 كذلك نشر الدكتور أحمد ضيف قصة “قبل التعارف وبعده” عن علاقة حب فتي مصري لفتاة فرنسية ونحن نعرف أن كلمة التعارف تطلق على ميدان شهير في باريس قريب من الحي اللاتيني حيث يعيش طلاب البعثات من كل حدب وصوب.

آثاره القصصية والروائيّة والمسرحية

  • “أنا الغريق”، وهي رواية أشبه بسيرة ذاتية، وهي الرواية التي كان ينشرها في مجلة الثقافة عند أحمد أمين عام 1939،
  • “قبل التعارف وبعده” وهي قصة طويلة، تقدّم نموذجًا مبكّرًا للصراع بين الشرق والغرب
  • “شاب مفتون”: قصة تمثيلية من فصل واحد نشرها في الهلال عام 1936و قدمها هكذا “قصية تمثيلية في فصل واحد“.

الترجمة

وفي مجال ترجمة الأعمال الأدبية نشر أحمد ضيف (1937) ترجمة لمسرحية هوراس للكاتب الفرنسي كوري، كما تولي مراجعة ترجمات روايات كثيرة نشرتها وزارة المعارف.

سبقه في كتابة السيرة الذاتية

لم تقف أسبقية أحمد ضيف لطه حسين عند حدود الريادة في التعليم الجامعي ودراسة الأدب والمحاولات القصصية، وإنما تعدت هذا أيضا إلي كتابة السيرة الذاتية، فقد سبق أحمد ضيف إلي تسجيل سيرته الذاتية كطفل وصبي من خلال روايتين كتبهما بالفرنسية بالاشتراك مع فرانسوا بونجان (1884 ـ 1963)، وهو أديب فرنسي كان يعمل في مصر، وكان صديقا لأحمد ضيف، الأولى بعنوان “منصور: قصة طفل من مصر”1924 والثانية “منصور في الأزهر” ١٩٢٧.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الأديب الفرنسي نشر (بمفرده) قصة ثالثة تبدو وكأنها تكملة للقصتين السابقتين جعلها بعنوان الشيخ عبده المصري وهي على نحو ما يبدو من اسمها عن حياة الشيخ محمد عبده.

وهكذا يسهل على من يريدون التقليل من شأن الدكتور طه حسين ان يشيروا الى الحقيقة المعروفة وهي أن طه حسين لم يبدأ نشر الأيام مسلسلة في مجلة الهلال الا بداية من ديسمبر 1926.  أما رواية الدكتور ضيف الأولى فقد صدرت الطبعة الأولى منها 1924 ولاقت ترحيبا من النقاد والقراء على السواء، مما شجع على إعادة نشرها في طبعة ثانية “، وحدثت قطيعة بين الرجلين الشريكين فانفرد فرانسوا بونجان بإصدار الرواية الثالثة وهي بعنوان ” الشيخ عبده المصري ” إلا أن النقاد يعتقدون أن القصة الأولى تروي جوانب من طفولة “أحمد ضيف وصباه”.

أما الرواية الثالثة “الشيخ عبده المصري” فقد ظهرت في عام 1929، وكانت واستوحت شخصية الإمام محمد عبده، وبنت على صورة الفتي الأزهري التي ترسخت في الروايتين الأوليين.

حديث الأستاذ محمد أمين حسونة عن رواية منصور

يشيع في كثير من الكتابات أن الرواية من ثلاثة أجزاء وأن احمد ضيف مشارك في الأجزاء الثلاثة، والسبب في هذا على ما نعتقد هو ما ذكره الأستاذ محمد أمين حسونة في مقال مبكر له عام 1948 بمجلة الثقافة عن “مصر في الأدبين الإنجليزي والفرنسي ” أن لأحمد ضيف رواية ضخمة (بالفرنسية) من ثلاثة أجزاء وضعها بالاشتراك مع بونجان ، وأنها  دراسة قيّمة في الأخلاق والعادات المصرية، واستعراض شاب نشأ وترعرع في الإسكندرية ثم تعلّم في الأزهر

التعريف بفرانسوا بونجان شريكه في تأليف روايتيه

أورد الأستاذ على شلش في كتابه  “أحمد ضيف والمحاولات الباكرة في النقد الحديث”  ملخصا لتعريف الكاتب الفرنسي جان لوتي في كتابه “مقدمة للأدب المكتوب بالفرنسية في مصر ”  بفرانسوا بونجان و هو ما يتلخص في أنه:  “مؤلف فرنسي “محدود القيمة، بدأ حياته الأدبية برواية عن أسرة في الحرب العالمية الأولى، بعنوان، “تاريخ اثنتي عشرة ساعة” وكتب لها رومان رولان (١٨٦٦- ١٩٤٤ ) مقدمة، وبعد الحرب جاء بونجان إلى مصر عام 1919 و عاش في القاهرة خمس سنوات وعمل في إحدى مدارسها كمدرس للغة الفرنسية وكانت تربطه بالدكتور ضيف علاقة صداقة قوية في هذه الفترة، فأصدرا روايتيهما المشتركة بالفرنسية .

 ويرى أستاذنا الدكتور علي شلش أن بونجان كان يبحث عن مادة جديدة وطريفة لرواية جديدة بعد روايته التي قدم لها رومان رولان، فاقترح على صاحبه تأليف رواية عن الحياة المصرية، وشرع الاثنان في تأليف رواية عن تلك الحياة، وقد أغراهما النجاح التجاري الذي حظيت به الرواية، إلى تأليف الرواية الثانية، واستغلالاً لهذا النجاح وضع اسم البطل منصور كعنوان لها “منصور في الأزهر”.

رأي جان لوتي  في  طبيعة اشتراك الكاتبين

يقول جان لوتي، أن اشتراك أحمد ضيف كان يتمّ بطريقة شفوية، وأن جهد ضيف قد انصب على المادة، في حين انصب جهد بونجان على الصياغة.

رأي الناقد علي شلش

تبدو قيمة هذه الرواية في أنها مجموعة صور حيّة للعادات والأخلاق المصرية في الطبقتين الشعبية والمتوسطة. وقد سجّل المؤلف في هذه الرواية بصورة خاصة تعاليم الإمام الشيخ محمد عبده في شخصية هذا الشاب، وكيف حاول الشيخ أن ينتقل بالروح المصرية من التقليد إلى الاجتهاد، أما عن بناء الروايتين: “فليس ما ينبئ عن موهبة عظيمة في البناء، أو رسم الشخصيات، وليس فيهما ما كان يميز الروايات الجيدة في عصرهما من عقدة محكمة، وحدث كبير يتدرج ويتطور مفضيًّا إلى نهاية مريحة، وكل ما تتميزان به أنهما تصوران مادة طريفة وأجواء غريبة، توحي بسحر الشرق وغرابته، اللذين كانت “ألف ليلة وليلة” فاتحتهما في أذهان الغربيين. وهما أقرب إلى السيرة الذاتية، ولا سيما في استخدام ضمير المتكلم في السرد، والتراكم الكمي في الواقع”

وقال جان لوتي فيما يرويه الأستاذ علي شلش أن أحمد ضيف كان قد استغل وجوده في الخارج فبعث بسلسلة من المقالات عن باريس إلى المجلات المصرية

إنصاف الدكتور علي شلش للدكتور ضيف

كنا قد كتبنا عن إسهامات الدكتور أحمد ضيف في كتابنا عن مجلة الثقافة، لكن الدكتور علي شلش كان أكثر النقاد انصافا للدكتور احمد ضيف وقد كتب عنه أكثر من مرة.  فكتب عنه كتابا في سلسلة نقاد مصريون، وكتب عنه في مجلة إبداع عن روايته المجهولة “أنا الغريق” بعنوان “رواية مجهولة لأديب منسي”، ومرة ثالثة في مجلة فصول بعنوان “أحمد ضيف المحاولات الباكرة في النقد الحديث” (عدد يوليو 1991).

ويقول شلش ان مقالات الدكتور ضيف   تكشف عن رؤية اجتماعية واضحة محددة وتؤكد اهتمامه العام بالمجتمع وقضاياه، ذلك الاهتمام الذي استمر معه في دراساته الأدبية والنقدية.

آراؤه الاجتماعية

نشر الدكتور أحمد ضيف مقالات متفرقة في قضايا الحياة العامة:

  • مقاله في السفور (1919) حول فضل المعلمين المعممين
  • مقاله في الهلال (1935) حول باريس مدينة الفن والجمال
  • مقاله في الهلال (1939) حول النتائج الاجتماعية للحرب
  • مقاله بمجلة “الثقافة (1941) بعنوان “إلى القرية” قدم فيها صورة نقدية للريف المصري.

زكي مبارك يراه افضل من احمد امين

كان الدكتور زكي مبارك من أهم المدافعين عن أحمد ضيف، بل أنه رفع من شأنه على حساب أحمد أمين، بل انه اندفع كعادته فاتّهم أحمد أمين بالسطو على بعض آراء أحمد ضيف، خاصة ما نسب إليه من قول إن “العرب ليس لها أساطير في شعرها ولا في عقائدها”، وهو القول الذي نسبه أحمد أمين لنفسه، في حين أن أحمد ضيف جاهر به وقال إنه من كلام بعض المستشرقين مثل رينان ومن جرى على مذهبه.    

إشادته بزكي مبارك

 وفي مقابل تعسف الدكتور طه حسين مع الدكتور زكي مبارك الذي كان من خريجي الجامعة المصرية الأهلية (وليس كلية الآداب كما يشيع في كل الكتابات المعاصرة)، فقد كان أحمد ضيف عطوفاً عليه، متبنياً له، وهو الذي أشاد مبكرا بكتابه “مدامع العشاق “في مقدمة الديوان المطبوع.

رأي الدكتور جابر عصفور

كتب الدكتور جابر عصفور عن أحمد ضيف مقالتين في ٢٠٠٠ نشرهما في جريدة الحياة اللندنية. الأولى بعنوان “رائد منسي” أشاد فيها بمكانته وأنه من الجيل الثاني الذي استهل البعثات إلى فرنسا. ووصفه بأنه أوّل مبعوثي الجامعة الذين ينهضون بعبء تدريس الأدب العربي بالمناهج الحديثة التي تعلمها في السوربون، وأوّل من انطلق صوته من داخل كلية الآداب في الجامعة المصرية بالدعوة إلى اكتشاف ملامح الهوية الوطنية عبر تجلياتها التاريخية في الآداب والفنون. وقد صحبت هذه الدعوة دعوة ملازمة لها، ومترتبة عليها بمعنى من المعاني، أعني التشجيع على الإبداع الجديد الذي ينطق ملامح الشخصية الوطنية، ويضيف إلى الملامح القديمة ما يؤكّد التطور والتغير إلى جانب الاتصال والاستمرار.”

وفي المقالة الثانية “مواصلة الدعوة” أشار الدكتور عصفور إلى دور الدكتور أحمد ضيف المهم في التعريف بالأدب القومي، وأن “الإلحاح على إبراز الهوية الوطنية في الأدب يظل عنصرًا تكوينيًّا حاسمًا في كتابة أحمد ضيف، وهدفًا حاول الوصول إليه بأكثر من سبيل”.

عضوية مجلس إدارة جمعية أبوللو

يقال إن الظلم المتعمد أثر في شخصية الدكتور أحمد ضيف الذي آثر الانطواء واعتزال الناس وشرورهم، وإن ظل محتفظاً بمكانته في نفوس العارفين بفضله، وقد اختير على سبيل المثال عضوا في مجلس إدارة جمعية أبوللو (1932).

وفاته

توفي الدكتور أحمد ضيف في أول يوم من أيام سنة 1945

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com