مكانته التاريخية في الفن
الفنان عبد الوارث عسر (1894 ـ 1982) هو الممثل الذي يصدق عليه الوصف الجميل بأنه فنان تحبه كل الأجيال في كل الأدوار ، وهو شاعر موهوب ناطق بالحكمة و كاتب مجيد متمكن من أدواته ، وأستاذ محاضر قدير علي الرغم من شهرته الساحقة كممثل مصري مشهور ذي أداء متفرد . كان الفنان عبد الوارث عسر إذا نموذجا بارزا للذين تعرف عنهم الجماهير جانبا واحدا من جوانب نجاحاتهم المتعددة، بل تنحصر هذه المعرفة أيضا في زاوية واحدة من هذه الجوانب ، وهو قيامه بدور الرجل الطيب الحكيم العطوف الواثق بالله .
نشأته
عاش الفنان عبد الوارث عسر حياته كلها في القاهرة منذ ولد 1894 في درب الطبلاوي بحي الجمالية و التحق بمدرسة خليل آغا الابتدائية، وحصل على الشهادة الابتدائية (1909)، والتحق بدراسة البكالوريا (1914) غير أنه لم يكمل تعليمه، وآثر أن يتجه للاطلاع الحر والتثقيف الذاتي ، وكان هذا السلوك طبيعيا في هذا الجيل إذ كانت الحياة الثقافية تملك من أدوات التقييم وآلياته ما يحفظ لكل مثقف متمكن مكانته حسب قدراته لا شهاداته ، و لنذكر أن هذا الفنان القدير يصغر الأستاذ العقاد رمز هذه المرحلة بخمس سنوات فقط .
وظائفه الحكومية
عمل الفنان عبد الوارث عسر في وزارة المالية، بقسم الحسابات (1921)، وترقى إلى أن وصل وظيفة رئيس قلم الصرف بحسابات الديوان الملكي، ثم طلب إحالته الى المعاش المبكر (1946) وهو في الثانية والخمسين من عمره . وفي اثناء خدمته الحكومية عمل مدرسًا للتمثيل بمدرسة التوفيقية (1926).
بدأ في المسرح
كان الفنان عبد الوارث عسر قد بدأ حياته ممثلا في المسرح (1917)، ثم انتقل إلي العمل في السينما (1935).
حجم أدواره السينمائية أكثر من الحصر
كان الفنان عبد الوارث عسر يمارس عمله في فن التمثيل، وبخاصة في فرقة عكاشة إلى جانب عمله الحكومي، واشترك في حوالي 300 فيلم حيث قام بتمثيل كثير من الأدوار، وأبدع فيها كلها ، ومع هذا فإن استسهال المخرجين لتكليفه دون غيره بأدوار الرجل المسن الطيب المحب للخير الحكيم جعل هذه الصورة غالبة علي وجوده في الذاكرة التي تتأمل التراث العظيم لأفلام السينما العربية.
أعماله الأدبية
كتب عبد الوارث عسر أعمالا للمسرح والإذاعة، وكتب سيناريوهات وحوار بعض الأفلام، منها: «دموع الحب»، و«الدكتور»، و«يوم سعيد»، و«تزوجت زينب».
أستاذيته في معهد السينما وكلية الاعلام
عمل الفنان عبد الوارث عسر محاضرا لفن الإلقاء بمعهد السينما منذ إنشائه وحتى 1967، كما ألقي محاضرات عن هذا الفن في كلية الإعلام بجامعة القاهرة وقد كانت محاضراته بمثابة النافذة التي فتحت اعين طلبة هذه الكلية من جيلنا على نماذج مكتملة من الأداء الفني الجامع بين الموهبة و الابداع والدراسة والأصول العلمية .
وصف معجم البابطين لأشعاره
شعره موزون مقفى، تعددت أغراضه بين الغزل، والوصف، والوطنية، وشعر المناسبات السياسية والاجتماعية،. و تبدو في شعره ملامح ثقافة دينية، وتأثر بألفاظ القرآن الكريم، وفي بعض قصائده مثل «أين المهرب» عذوبة وسلاسة وتدفق. له قصائد زجلية بالعامية المصرية، تميل إلى الدعابة وروح الفكاهة، وتهتم في إجمالها بنقد المجتمع، ورصد أحواله.
كتابه الأشهر
«فن الإلقاء» – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1982، وله طبعات عديدة متتالية.
عمل تاريخي فني
استعراض فني عن العيد المئوي للمدرسة الخديوية (يقترب من أن يكون مسرحية شعرية) منشور في الكتاب الذهبي للمدرسة الخديوية في عيدها المئوي – ديسمبر 1936.
الإنتاج الشعري والزجلي
-ديوان شعر (مخطوط) قام بإعداده وترتيبه الأستاذ أحمد مصطفى حافظ – مودع لدى الهيئة المصرية العامة للكتاب ونشر الأستاذ أحمد مصطفى حافظ بعض قصائده في كتابه : «شعراء ودواوين»،
- ديوان «أزجال عبدالوارث عسر»، تسجيل لأحداث أكتوبر في شبه تقرير يومي بالزجل – مخطوط بحوزة ابنته (بعض أزجاله نشرت في جريدة الشعب – أكتوبر 1973).
- قصيدة «على رُبا عرفات» – مجلة الهلال – القاهرة – مايو 1990 وقد نظمها في رحلته للحج في 140 بيتًا
- قصيدة «أين المهرب؟» – مجلة الهلال – مارس 1982،
- من قصيدته: على ربا عرفات
أشعثٌ أغبرٌ يعفِّر خدَّيـ |
|
ـه ذليلاً على ربا عرفاتِ |
خاطئ جاء تائبًا يُسْلم الوجـ |
|
ـه لمن لا يضنّ بالرحَماتِ |
غافرَ الذنب قابلَ التوب لبّيـ |
|
ـتُ وصلّيت ربِّ فاقبل صلاتي |
ربِّ سبحانك استويت على العر |
|
ش وكرسيك احتوَى الكائنات |
وأمرت السماء والأرض إذ قلـ |
|
ـت ائتيا، فاستجابتا طائعات |
وخلقت الزمان ربِّ تنزَّهْـ |
|
ـتَ عن الأوليات والأخريات |
وخلقت المكان سبحانك الـلـ |
|
ـهُ عن القاصيات والدانيات |
أنا مثقالُ ذرة من ترابٍ |
|
أنا لولاك لست أدرك ذاتي |
أنا – لولا هداك – عظمٌ ولحمٌ |
|
ودماءٌ تفور بالنزوات |
ربيَ الله لستُ أدعو سواه |
|
هو أهل الحنان أهل الزكاة |
وعبوديَّتي له أعتَقَتْني |
|
وسَمَتْ بي على الغلاظ الجُفاة |
ربِّ أنت الودود أنت الرحيم الـ |
|
ـبَرُّ أنت المرجوُّ في الغاشيات |
أنا مهما أسرفت لست يؤوسًا |
|
إن ربَّ الهداة ربُّ الخُطاة |
بَيْدَ أني أخاف عدلك في المي |
|
ـزان يهوي بكفَّة السيئات |
فاكْفِني العدلَ يا رحيمُ وزنْ لي |
|
بموازين عفوك الراجحات |
واعطِني الصبر والحضور ونورًا |
|
يغمر القلب ساعة السكرات |
وأعطني يومَ يحشر الناس جناحـ |
|
ـين حمى في ظلالك الوارفات |
- من قصيدته: هذا المجد
وكل منارةٍ للمجد فيه |
|
مفاخرها ومرجعها إليّا |
فهذا المجد مبعثه رجالي |
|
وهذا الفن مبعثه بنيّا |
ألا قوموا انظروا رأس احتفالي |
|
تروا ولدي العرابيّ الأبيا |
تعالَى في الممالك ملك مصرٍ |
|
وكنتم يا بَنّي له حُلِيّا |
أتموا البدء وابتدروا المعالي |
|
رُقيّاً مثل أولنا رقيا |
خذوا أهرام مصر لكم منارًا |
|
وهيا أنشدوا للمجد هيا |
حلقات دينية إسلامية للتلفزيون والإذاعة
- نبي الرحمة
- شفاء الصدور
مسرحيات نثرية وروايات
وهي مسرحيات كتبها الفنان عبد الوارث عسر للفرق المسرحية، ومنها فرقة عكاشة، وجمعية أنصار التمثيل والسينما.
- «الدخلاء» – مأساة عربية عباسية سياسية – 1915
- رواية «الحجاج الثقفي» بالاشتراك مع سليمان نجيب وعلي شوقي.
- «عدوة الرجال» – قصة سينمائية،
- «الموظف» – مسرحية ألفها وأخرجها، ومثلها طلاب مدرسة التجارة العليا – بطولة الفنان عماد حمدي
أعماله المترجمة
- ترجم الفنان عبد الوارث عسر بالاشتراك مع فؤاد مقار رواية “البروفيسور كلينوف” ، من تأليف مدام كارين براسون
سيناريوهات بعض أفلام السينما المصرية
- كتبها في الثلاثينيّات والأربعينيّات وتوجد اسماوها في قوائم الأفلام العربية
من الأفلام التي شارك فيها
- ـ دموع الحب، 1937.
- ـ الحل الأخير، 1938.
- ـ يحيا الحب، 1940.
- ـ يوم سعيد، 1942.
- ـ أخيرا تزوجت، 1944.
- ـ ممنوع الحب، 1994.
- ـ عايدة، 1944.
- ـ رصاصة في القلب، 1945.
- ـ الزلة الكبري، 1946.
- ـ أصحاب السعادة، 1948.
- ـ غرام بدوي، 1948.
- ـ لست ملاكا، 1948.
- ـ هارب من السجن، 1950.
- ـ شمشون الجبار، 1950.
- ـ الحب لا يموت، 1950.
- ـ ما كنش عا لبال، 1951.
- ـ بلد المحبوب، 1952.
- ـ ليلة القدر، 1953.
- ـ ناهد، 1953.
- ـ شمشون ولبلب، 1953.
- ـ زينب، 1953.
- ـ الأستاذة فاطمة، 1953.
- ـ بعد الوداع، 1954.
- ـ حب في الظلام، 1954.
- ـ نافذة علي الجنة، 1954.
- ـ صراع في الوادي، 1955.
- ـ الشيخ حسن، 1955.
- ـ ارحم دموعي، 1955.
- ـ جنون الحب، 1955.
- ـ ليلة من عمري، 1955.
- ـ لحن الوفاء، 1956.
- ـ رنة الخلخال، 1956.
- ـ الميعاد، 1956.
- ـ قصة حب، 1956.
- ـ بحر الغرام، 1956.
- ـ شاطئ الذكريات، 1956.
- ـ دموع في الليل، 1956.
- ـ شباب امرأة، 1958.
- ـ النمرود، 1958.
- ـ قلوب حائرة، 1958.
- ـ دليلة، 1958.
- ـ المفتش العام، 1958.
- ـ صوت من الماضي، 1958.
- ـ أرض السلام، 1958.
- ـ أبو حديد، 1959.
- ـ قلب من ذهب، 1961.
- ـ الله أكبر، 1961.
- ـ موعد مع الماضي، 1962.
- ـ غصن الزيتون، 1965.
- ـ الجبل، 1966.
- ـ خان الخليلي، 1968.
- ـ قنديل أم هاشم، 1969.
- ـ الناس اللي جوه، 1970
- ـ الأرض، 1973.
- ـ زهور برية، 1974.
- ـ الأخوة الأعداء، 1975.
- ـ المذنبون، 1977.
- ـ سونيا والمجنون، 1978.
- ـ من أجل الحياة، 1978.
- ـ البؤساء، 1979.
- ـ شفيقة ومتولي، 1979.
- ـ أقوي من الحياة.
- ـ لا تبك يا حبيب العمر.
- ـ إسكندرية ليه.
- ـ ولا عزاء للسيدات.
- ـ عاصفة من الدموع.
تكريمه
كان الفنان عبد الوارث عسر عضو بارزا في نقابة المهن التمثيلية، كما كان قبل هذا عضوًا بارزًا في جمعية أنصار التمثيل.
و نال الفنان عبد الوارث عسر كثيرا من التكريم
- نال وسام العلوم والفنون .
- شهادة الجدارة من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما في احتفالات أكتوبر (1976).
- شهادة تقدير من الهيئة العامة للسينما وجمعية الفيلم (1977) كواحد من رواد السينما المصرية الأوائل في الاحتفال بخمسين عامًا من تاريخ السينما المصرية.
- شهادات تقدير من وزارة الإرشاد مرتين 1955 ، 1956
- جائزة التأليف والسيناريو عن فيلم جنون الحب
- وجائزة عن دوره في فيلم شباب امرأة (1956).
القابه
أطلقت عليه ألقاب جميلة ، منها شيخ الفنانين، وشاعر المسرح.
وفاته
توفي الفنان عبد الوارث عسر 1982 في حي الدقي بالقاهرة .