كان سلطان محمد بك من كبار رجال التربية في عصره، ومع أنه كان من كبار أساتذة اللغة العربية على النمط التقليدي ، فقد كان هو نفسه أول من بدأ تدريس علوم الفلسفة والمنطق والأخلاق باعتبارها من آداب اللغة العربية ، وهو أول من صنف كتباً مدرسية في المنطق، و أول من ألف كتبا جامعية في الفلسفة العربية والأخلاق، وفيما بعد عقدين كان هذا التوجه التقدمي بمثابة أساس للتوجه الذكي الذي لا نزال نأخذ به في تعليم علوم الفلسفة والاجتماع في كلية الآداب لا في كلية منفصلة للعلوم الاجتماعية على نحو ما تفعل الآن بعض الدول العربية اقتداء بأنماط غربية لم تتسع لغاتها [المحدودة التأثير] لدراسة الفلسفة وعلومها كآداب للغة الأصيلة . ولولا أن الأفذاذ في جيل سلطان محمد انتبهوا مبكرا إلى هذا التوجه ما أمكن لهذا الفهم أن ينتعش فيما بعد على يد الأستاذ أحمد لطفي السيد و الدكتور طه حسين والأستاذ أحمد أمين . وهو صاحب الاستخدام المبكر لمصطلح الفلسفة العربية، وقد كان أيضا من أوائل من اضطلعوا بتدريس الفلسفة في الجامعة المصرية القديمة (الأهلية ) و إن كان البعض يذكر اسمه على أنه محمد سلطان من باب السهو.
مكانته في جيله
تخرج سلطان محمد بك في دار العلوم في 1884 أي بعد حفني ناصف بك بعامين وقبل حسن توفيق العدل بثلاثة أعوام، وقبل الشيخين احمد الحملاوي ، ومحمد شريف بأربعة أعوام . ويُروى أنه قد افادته في صعوده الوظيفي ترتيبات ابتدعها علي باشا مبارك في مكافأة المتميزين من المدرسين بزيادة علاوتهم من وفورات الميزانية، وكان سلطان محمد بك يستعد لهذه الامتحانات المتعاقبة بالقراءة والاستيعاب وهو ما أهله أن ينال مبكراً وظائف الاستاذية في مدرسة الحقوق ودار العلوم والجامعية الأهلية.
عمله بالتدريس و قيمته التربوية
على نحو ما كان سلطان محمد بك أول من طوع مناهج اللغة العربية لاستيعاب آداب العربية في الفلسفة ، فقد وقد وضع لمسات كبيرة في تأصيل تعليم اللغة وآدابها، وإليه يعود الفضل في صياغة مناهج اللغة العربية في المدارس العليا اعتماداً على ميراثه التربوي ومطالعاته الفلسفية والمنطقية، و قد بلغ مكانة متقدمة بين أساتذة اللغة والأدب حتى إنه نال درجة البكوية في 1910 و كان من أبرز المدرسين الذين اعترف تلاميذهم بفضلهم و تجويدهم في ذلك الجيل الذي روى أبناؤه كثيرا من ذكرياتهم التربوية والوظيفية ، وتأثر به تلاميذه في الحقوق ودار العلوم على حد سواء و كان له أثر كبير في كثير من تلاميذه الذي نبغوا بعد هذا . وعلى سبيل المثال فإنه هو الذي أطلق على الأستاذ إبراهيم مصطفى لقب سيبويه الصغير إعجابا باجتهاده ،
من الجيل الأول لمؤلفي الكتب المدرسية
اشترك سلطان محمد بك مع حنفي بك ناصف في تأليف كتب الأدب العربي المدرسية، وكانت ذائقته الراقية ورؤيته الفلسفية خير عون له على اختيار المنتخبات الدراسية. ومن الكتب القيمة التي اشترك في تأليفها و لا تزال تطبع حتى الآن : كتاب قواعد اللغة العربية لتلاميذ المدارس الثانوية بالاشتراك مع أربعة من زملائه تسبق أسماؤهم اسمه وهم حفني بك ناصف ، ومحمد بك دياب ، و الشيخ مصطفى طموم ومحمد أفندي عمر.
آثاره
- الدروس المنطقية للمدارس الأميرية
- خلاصة الأصول
- الفلسفة العربية والأخلاق (جزأين).