حسين القصبي 1867 ـ 1927 واحد من الزعماء المصريين المحليين الذين أسهموا في السياسة الوطنية، والحركة القومية بقوة وحضور على المستويين القومي والمحلي ، كان اسمه حاضرا بقوة في الحياة السياسية منذ بداية القرن العشرين. كان عميد عائلة القصبي في طنطا، وهي عائلة لاتزال تمارس نفوذها المعنوي القوي حتي الآن. وقد شارك في المجالس الوطنية، وفي المجتمع السياسي، وأسهم بصورة بارزة في قيادة الجماهير نحو تحررها.
نشأته
ولد السيد حسين القصبي ، واسمه بالكامل حسين بن محمد إمام بن حسن بن محمد بن عيسي القصبي، سنة 1867 في طنطا، ونشأ بها، وتلقي العلم في بيت والده علي علماء الجامع الأحمدي، واشتهر في صغره بالذكاء والقدرة علي تحصيل العلم.
تمثيله للشعب
اختير حسين القصبي عضوا في مجلس طنطا البلدي، وعضوا في مجلس المديرية، وفيما بعد ثورة 1919 انتخب عضوا في مجلس الشيوخ عن مديرية الغربية.
نبوغه في إدارة الثروة
لما توفي والد حسين القصبي عهدت إليه عائلته بأمورها وأصبح معلى الرغم من صغر سنه كبير العائلة، ، وأدار في حداثته أملاكه العقارية فأحسن إدارتها، ووسع نطاقها على حد التعبير التقليدي المستخدم في مثل حالته ، كما عني بتحسين الإنتاج الزراعي، واستحداث الأصناف الجديدة، ونال الميدالية الزراعية سنة 1925. وقد أتاح له هذا النجاح موقعا سياسيا و وطنيا متقدما و رتب له زعامة مبكرة كان قادرا عل الوفاء بمتطلباتها على مستوى الوطن وقد اختار بذكاء فطري أن يكون مع حركة الجماهير المرتبطة بالحزب الوطني ، و سرعان ما أصبح في طليعة المشتغلين بالحركة الوطنية.
مشاركته في الوفد المصري إلى لندن ١٩٠٨
في عهد الخديو عباس حلمي اشترك السيد حسين القصبي في الوفد الذي سافر إلي لندن برياسة إسماعيل باشا أباظة للمطالبة بالدستور والاستقلال، ولم يكن في هذا غرابة، فقد كان هذا الجيل لايزال يري نفسه قادرا علي أن يحقق بالحوار لبلاده كثيرا من المغانم والمكاسب حتي في علاقات الوطن مع المحتل البريطاني، وقد سافر إسماعيل أباظة وزملاؤه إلي إنجلترا علي هيئة وفد مصري.
ويذكر أن ذلك الوفد سافر في صباح 14 يوليو 1908 إلي بورسعيد باعتباره ممثلا شعبيا للجمعية العمومية، التي تمثل مصر والمصريين، وقد ضم هذا الوفد بالإضافة إلي إسماعيل أباظة والسيد حسين القصبي كلا من: محمد الشريعي، وعبد اللطيف الصوفاني، وناشد حنا، ومحمود سالم.
وقد خطب إسماعيل أباظة في اجتماع عام في فندق الكونتنينتال (يوليو 1908) ليوضح للمجتمعين أسباب سفر الوفد إلي إنجلترا، وأجمل الغرض من السفر في أنه رفع صوت التضرر والاستياء للأمة الإنجليزية بعاصمة بلادها من ممانعة حكومتهم للحكومة المصرية من إجابة مطالب الجمعية العمومية و لتبديد الخرافات والأوهام التي ألصقها بهذه المطالب الحقة العادلة أعداء مصر والمصريين هنا وهناك وللتحذير من السياسة التي تسير عليها الحكومة الإنجليزية في مصر، خصوصا في طريقة التعليم، وتأخير الصناعة، وحفظ الأمن، لتنبيه الأمة الإنجليزية لحث حكومتها علي الوفاء بوعودها وعهودها للمصريين الذين ينتظرون منها احترام العهود.
وقد نشر هذا الوفد بعد عودته بيانا عن أعماله علي صفحات الجرائد.
وفاته
توفي السيد حسين القصبي في شهر أغسطس سنة 1927 بالآستانة، ودفن في طنطا.