الشيخ أحمد الرفاعي ( 1834 ـ 1907) أحد علماء المالكية البارزين في أواخر القرن التاسع عشر ، وأول القرن العشرين ، كان شيخ رواق الفيومية، كما كان عضوا في مجلس إدارة الأزهر.
هو من أبرز علماء ذلك الجيل التالي لرفاعة الطهطاوي، والسابق مباشرة علي جيل الشيخ محمد عبده ، وإلي هذا الجيل ينتمي أيضاً شيخا الأزهر المالكيان سليم البشري (1832 ـ 1917) وعلي الببلاوي 1835 – 1905 اللذان وصلا إلي مشيخة الأزهر و زميلهم الشافعي الشيخ عبد الرحمن الشربيني 1932- 1908 ، أما الشيخ حسونة النواوي (الحنفي المذهب ) 1839- 1924 فقد سبقهم إلى المشيخة وكان تاليا لهم في المولد .
قصة ترشيحه لمشيخة الأزهر
ذكر بعض المؤرخين أن الشيخ الرفاعي كان مرشحا لخلافة الشيخ سليم البشري عند ما عزم على استقالته الأولى من مشيخة الأزهر ، و كان ترشيحه سابقا على ترشيح الشيخ على الببلاوي نقيب الأشراف ، وأن الشيخ على يوسف أقرب أصدقاء الخديو تحمس لترشيح الشيخ على الببلاوي ليخلو منصب نقيب الأشراف فيعود المنصب إلى صديقه البكري 1870-1932 ، و هو ما حدث بالضبط على هذا النحو ، لكن أحمد تيمور باشا 1871- 1930 يقص القصة بطريقة مختلفة ، فيروي أن الشيخ احتفل بالفعل بنيله المنصب بعد أن أنهى إليه الخديو الخبر، لكن المحيطين بالخديو سارعوا فأقنعوه بعدم صلاحية الشيخ ، وانه اي الخديو دعاه لمحاورة مع خاصته انتهت بفقدانه المنصب ، وذكر تيمور باشا وهو صديق منحاز للشيخ محمد عبده أن الشيخ الرفاعي أظهر اندفاعا في التعبير عما ينتويه من محاربة الشيخ محمد عبده وصديقه الشيخ عبد الكريم سلمان مما دعّم موقف المعترضين عليه فتراجع الخديو عن قراره وأصبح المنصب من نصيب الشيخ علي الببلاوي .
نشأته و تكوينه
ولد الشيخ أحمد الرفاعي (واسمه بالكامل : الشيخ أحمد بن محجوب الفيومي الرفاعي) في قرية الصوافنة بمديرية الفيوم، وبها نشأ، ثم سافر مع عمته إلي القاهرة وهو صغير، وقرأ القرآن بجامع المؤيد، ثم التحق بالجامع الأزهر.
أساتذته
تلقي الشيخ أحمد الرفاعي العلم علي عدد من علماء عصره البارزين كان منهم الشيخ محمد عليش 1802-1882 وقد حضر عليه صحيح مسلم كله ، ويذكر للشيخ الرفاعي أيضا انه تلقى صحيح البخاري على شيخ الإسلام مصطفى المبلط الذي كان قد تلقاه على الشيخ الشنواني كما تلقى العلم على المشايخ إبراهيم السقا المتوفي 1880، و محمد الأشموني 1803 -1904 ، ومحمد القلماوي، وأحمد الإسماعيلي، وأحمد منة الله، ، ومحمد الدمنهوري، ومنصور كساب العدوي، وأحمد كابوه العدوي.. وقد أجازه أساتذته للتدريس علي عادة الأزهريين في تأهيل طلابهم واعتماد وصولهم لمستوى العالمية في ذلك الزمان فاشتغل بالتدريس في الجامع الأزهر.
مكانته في بداية عهد الخديو عباس
روى أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي في مذكراته أن الخديو عباس حلمي استفتح عهده بإحياء ليالي رمضان بقراءة القرآن ودرس ديني اختير الشيخ أحمد الرفاعي للقيام به ، لكنه هو و الخديو فوجئا بأن الشيخ الرفاعي يروي في حديثه عن إرم ذات العماد ما جعلهما يزمان فمهما ليتجنبا الضحك بصعوبة ( وذلك من قبيل أنها طوبة من ذهب و طوبة من فضة وأنها مبنية بين السماء والأرض) و طلب الخديو من الأزهر أن يرشح شيخا يحل محله فاختير الشيخ عبد الرحمن الشربيني .
تلاميذه
كان الشيخ أحمد الرفاعي أستاذا مؤثرا في كثير من كبار علماء الأزهر كان منهم مفتي الديار المصرية الشيخ محمد البرديسي 1853- 1921 ، و وكيل الأزهر الشيخ محمد حسنين مخلوف 1861- 1936، والشيخ محمد النجدي الشرقاوي.
سمعته الدينية والعلمية
عرف الشيخ أحمد الرفاعي بالتقوي والمحافظة علي صلاة الجماعة، وكان دؤوبا علي التدريس وتوجيه الجماهير، لا يعرف الكسل في أداء ما يعتقده واجبا عليه من حقوق الاستاذية بمعناها الواسع . وبالإضافة إلي تبحره في علوم الدين فقد كان مولعا بختم القرآن، وكان قد أتقن فن التجويد، وعين شيخا علي المقارئ.
آثاره
- ـ تقرير علي الأشموني ( ومن المشهور بين الأزهريين أنه أكثر من نقد الصبان صاحب الحاشية ذائعة الصيت)
- ـ تقرير علي السعد.
- ـ تقرير علي المطول.
- ـ تقرير علي المقولات.
- ـ تقرير علي جمع الجوامع.
- ـ حاشية علي شرح لامية الأفعال لابن مالك.
- ـ حاشية علي منظومة الصبان في العروض.
وفاته
توفي الشيخ أحمد الرفاعي في 2 ابريل 1907 (ما يوافق 18 صفر 1325)