الرئيسية / المكتبة الصحفية / العلامة محمود إسماعيل الديناري شيخ الجامع الاحمدي والزعيم الروحي لطنطا

العلامة محمود إسماعيل الديناري شيخ الجامع الاحمدي والزعيم الروحي لطنطا

مكانته بين الأزهريين

الشيخ محمود إسماعيل الديناري (1878 ـ 1936) واحد من علماء الأزهر الكبار الذين كانوا أعمدة للعلوم الشرعية كما كانوا قادرين على أستاذية اللغة العربية في عصر المنافسة مع الجامعة ، وهو من أبرز العلماء الذين برزوا في المناصب العلمية والإدارية ، كان سابقاً في السن على الشيخ المراغي بثلاث سنوات ، وقد حصل على العالمية معه في نفس العام ، و اختير عضواً في هيئة كبار العلماء مع الشيخين مأمون الشناوي 1878-1950 و إبراهيم حمروش 1880-1960 في يوم واحد ،  ولهذا نجد أن اسمه كان أول اسم في قائمة كبار العلماء حين استفتاهم الشيخ المراغي في ترجمة معاني القرآن ، وتلته أسماء العمداء الثلاثة ووكيل الأزهر (أي عبد المجيد اللبان ومحمد عبد اللطيف الفحام ومأمون الشناوي وإبراهيم حمروش)..

حالت وفاته المبكرة ان يحظى بما حظي به نجوم الحقبة الليبرالية الاحد عشر المولودون بين 1877 و1885 والذين تولى سبعة منهم المشيخة وتولى ثامنهم الوكالة وتولى اثنان منهم العمادة (العناني والجبالي) وتولى آخرهم ( محمود أبو العيون ) منصب السكرتير العام ، بينما يمثل هو والشيخ محمود أبو دقيقة 1877-1941 أبرز نجمين مشاركين لهم في اللمعان المجتمعي لكنهما توفيا مبكرين .

 

نشأته وتكوينه العلمي

ولد الشيخ محمود إسماعيل الديناري في قاي من مركز إهناسيا بمديرية بني سويف ، وتلقى تعليما دينيا بدأ بالكُتاب ثم التحق بالأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره ، ونال العالمية  من الدرجة الأولى (1904) وهو في السادسة والعشرين من عمره ، وكان متفوقا في تقدير الممتحنين له على الشيخ محمد مصطفى المراغي  الذي أشرنا إلى أنه كان زميله في الحصول على العالمية في تلك السنة، و السبب في هذا معروف، وهو أن الممتحنين المصريين في كل التخصصات كانوا (و لا يزالون) يفضلون نموذج الديناري على نموذج المراغي .

 عمله بالتدريس

عين الشيخ محمود إسماعيل الديناري عقب نواله العالمية مدرساً في الجامع الأزهر نفسه وهو اعتراف بعلمه سرعان ما تأكد فضله باختياره للتدريس فيما وصفناه بأنه الجامعة الإقليمية الناشئة في الإسكندرية ، وبقي يؤدي دوره المتميز في معهد الإسكندرية ، وقد لحق به من التالين له الشيخ أحمد حميدة .

في المناصب القيادية الازهرية

في ١٩١١ نقل الشيخ محمود إسماعيل الديناري الى القاهرة مراقبا للقسم النظامي الجديد  في الأزهر  ، وكان هذا بالمواكبة لتطبيق قانون الأزهر الجديد 1911 المعروف بقانون الشيخ محمد شاكر.

 توليه مسئولية القسم العام

 وفي 1920 عين الشيخ محمود إسماعيل الديناري شيخا للقسم الأولي وهو ما يناظر في عصرنا وكيل الوزارة أو رئيس قطاع التعليم الأساسي ، وأصبح بمثابة وزير التربية والتعليم  الأزهري. 

عضواً في مجلس إدارة الأزهر

اختير الشيخ محمود إسماعيل الديناري عضواً في مجلس إدارة الأزهر، في عهد الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي 1847-1927 .

 

توليه مسئولية القسم العالي

وتأكد هذا الصعود المتصل باختيار الشيخ محمود إسماعيل الديناري في عام 1925 شيخا للقسم العالي بما يوازي في زماننا وزير التعليم العالي الأزهري.

 التفتيش على المعاهد الدينية

لما تولى الشيخ محمد مصطفي المراغي المشيخة 1928 أسند إلى زميله الديناري مهمة التفتيش على المعاهد الدينية ، واليه يعود الفضل في تصعيد  وتلميع كثير من اللاحقين به من العلماء الذين اكتشف تفوقهم في الأداء ، و أشار بالانتفاع بهم في الكليات و في مواقع علمية متقدمة .

مشيخة معهد أسيوط

وفي ديسمبر1929 [أي في أثناء مشيخة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري للأزهر] عين الشيخ محمود إسماعيل الديناري شيخا لمعهد أسيوط (الذي كان الشيخ الظواهري نفسه شيخا له من قبل) وفي هذا المعهد ظهرت مواهبه القيادية على نحو ساطع، ونال سمعة عالية في مصر كلها، وزاره الملك فؤاد في ديسمبر 1930 ووضع حجر الأساس لمباني معهد أسيوط الديني  الجديد .

مشيخة معهد طنطا

وفي يونيو 1931 نقل الشيخ محمود إسماعيل الديناري شيخا لمعهد طنطا في ذروة اندلاع الثورة الأزهرية ضد الشيخ الظواهري لكنه استطاع بكياسته أن يهدئ الأمور.

عضوية كبار العلماء

وفي يونيو 1934 نال الشيخ محمود إسماعيل الديناري عضوية جماعة كبار العلماء في عهد الشيخ الظواهري  مع اثنين من مشايخ الأزهر اللاحقين كانا في ذلك الوقت عميدين لكليتين أزهريتين ، وهما الشيخان مأمون الشناوي عميد كلية الشريعة والشيخ إبراهيم حمروش عميد كلية اللغة العربية بينما كان الشيخ عبد المجيد اللبان عميد أصول الدين قد سبقهم إلي هذه العضوية في بداية عهد الشيخ الظواهري  1930.

رسالته لنيل عضوية كبار العلماء

نال الشيخ محمود إسماعيل الديناري عضوية جماعة كبار العلماء برسالة في علم البلاغة ، وبهذا تكرست لعلوم البلاغة أستاذية تصل بصاحبها إلى عضوية كبار العلماء على نحو ما تأكدت من قبل استاذية الأدب بوصول الشيخ سيد بن علي المرصفي إلى هذه العضوية في أكتوبر 1924 مع الشيخ محمد مصطفى المراغي.

نشاطه الدعوي الاجتماعي

كان للشيخ محمود الديناري نشاط اجتماعي كبير، وكان من أبرز الأزهريين الذين حققوا إنجازات في المجتمع المدني في العواصم الكبيرة التي عمل بها ، وتدين له جمعيات المحافظة على القرآن الكريم في إقليم الغربية بالفضل في تنشيطها وتفعيل دورها.

ذريته

نال ابنه الشيخ محمد  محمود الديناري  الشهادة العالمية في 1925 وتدرج حتى أصبح أستاذا لعلوم التفسير في كلية أصول الدين ، ونال ابنه الشيخ طه  1907-1970  الشهادة العالمية في 1931  و أصبح العميد الثامن لكلية الشريعة .

وفاته

توفي الشيخ محمود إسماعيل الديناري في 11 ديسمبر1936 بعد أن نال ابنه الشيخ طه الديناري العالمية بخمس سنوات.

 

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com