الشيخ محمد بن سبيع 1871 – 1942 فقيه من فقهاء الحنابلة ، اسمه بالكامل محمد بن سبيع بن يحيى الذهبي البسيوني الحنبلي، أتيح له أن يكون شيخ السادة الحنابلة بالأزهر ، وأن يكون بهذه الصفة عضوا في هيئة كبار العلماء ، وعضوا في مجلس إدارة الأزهر.
نشأته
ولد الشيخ محمد سبيع في مدينة بسيون التابعة لمديرية الغربية 1871، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وأما اسم أبيه فهو (سبيع) كما ذكر في مقدمة الطبعة الأولى والثانية من كتاب (الفقه على المذاهب الأربعة) (سُبَيْع) بضم السين وفتح الباء في إجازته لأحد تلامذته.
ومع ذلك فقد أشار محقق كتابه (الأقوال المرضية لنيل المطالب الأخروية في فقه الإمام المبجل أحمد بن حنبل): (سَبُع) من غير حرف الياء بناء على مخطوطة لم يذكر عليها اسم الناسخ.
دراسته
تعلم الشيخ محمد سبيع بالأزهر، و كان من شيوخه السيد أحمد البسيوني شيخ السادة الحنابلة بالديار المصرية، والشيخ إسماعيل الحامدي. وعين مدرساً بالمعاهد الدينية الأزهرية في نوفمبر1902 ، ثم عُين مدرساً في الأزهر 1911.
صعوده : أشهر مؤلفاته
انتهى الشيخ محمد سبيع من تأليف كتابه ” الأقوال المرضية لنيل المطالب الأخروية في فقه الإمام المبجل أحمد بن حنبل في عام 1920 ، وقررت لجنة فحص الكتب في الأزهر أنه يستحق الجائزة المنصوص عليها في المادة 125 من القانون رقم 10 لسنة 1911 ، وكان ذلك في 25 ذي الحجة 1338هـ الموافق 9 سبتمبر 1920 . ويبدو بوضوح أن هذا كان تمهيدا لمنحه عضوية كبار العلماء في المحل الذي خلا بوفاة الشيخ أحمد البسيوني في 1919 ( قدمنا سيرة حياته في كتابنا : الفتوى في فضاء الأزهر) والذي كان هو العضو الحنبلي الوحيد بين ثلاثين من أعضاء كبار العلماء عند تأسيسها في 1911
عضويته في كبار العلماء
بعد أسبوعين من فوزه بالجائزة ، نال الشيخ محمد سبيع عضوية جماعة كبار العلماء في 9محرم 1339 هـ الموافق 23 سبتمبر 1920 ، و كان نواله هذه العضوية ضمن ثلاثة علماء مع الشيخين محمود حمودة المتوفي 1932 و أحمد الدلبشاني المتوفي 1941 وكان هذا قبل أسبوعين من نوال أربعة من الأعلام هم الامام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي 1881-1945 و الشيخ سيد على المرصفي 1857-1931 والشيخ حسين والي 1869-1936 و الشيخ محمد الحلبي 1842- 1931 لهذه العضوية .
عضويته في المؤتمر الإسلامي العام للخلافة
اختير الشيخ محمد سبيع عضواً استشارياً في اللجنة العلمية للمؤتمر الإسلامي العام للخلافة التي انعقدت ما بين 16 و 18 مايو سنة 1926 لبحث المسائل التي كُلفت اللجنة ببحثها وهي: بيان حقيقة الخلافة وشروط الخليفة في الإسلام، الخلافة واجبة في الإسلام وبم تنعقد الخلافة، وكان انعقاد المؤتمر محاولة لإحياء الخلافة الإسلامية التي انتهت بعزل الخليفة عبد المجيد الثاني آخر خليفة عثماني في1924.وضمت اللجنة من المذهب الحنفي الشيخ عبد الرحمن قراعة والشيخ أحمد هارون من مصر والشيخ خليل الخالدي من فلسطين، ومن المذهب الشافعي الشيخ حسين والي والشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مصر والشيخ حسن أبو السعود من فلسطين، ومن المذهب المالكي السيد محمد الببلاوي والشيخ عبد العزيز محمود من مصر والشيخ عبد العزيز الثعالبي أفندي من العراق، ومن المذهب الحنبلي السيد محمد سبيع الذهبي عضواً حنبلياً وحيداً استشارياً.
طلابه
من طلابه: محمد بن عبد العزيز المانع رائد التعليم الحديث في قطر والخليج وقرأ عليه النحو والعلوم السائدة في الأزهر.
اشترك في تأليف
- الفقه على المذاهب الأربعة الصادر عن وزارة الأوقاف المصرية.
- الحج والعمرة على المذاهب الأربعة : والتي وضعت بطلب من مشيخة الأزهر لفائدة الحجاج والمعتمرين وكتبت من قبل لجنة من العلماء هم: الشيخ محمد سبيع الذهبي (رئيس اللجنة)، والشيخ محمود أبو دقيقة الحنفي، والشيخ حسين البيومي الحنفي، والشيخ عيسى مَنُّون الشافعي، والشيخ أبو طالب حسنين الحنبلي، والشيخ محمد عبد الفتاح العناني المالكي.
اختيار فقيه حنفي ليخلفه في مشيخة الحنابلة
وظلت مشيخة مذهب الحنابلة شاغرة منذ وفاته حتى عُين الشيخ محمد عبد اللطيف السبكي (وهو حنفي) شيخاً للمذهب الحنبلي في أكتوبر عام 1952
وفاته
توفي الشيخ محمد سبيع في الموافق 24 ديسمبر 1942 ودفن في بسيون.